حذرت “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) اليوم، الأحد 11 من شباط، من فشل مفاوضات تبادل الأسرى والرهائن، في حال أقدمت إسرائيل على عملية عسكرية برية في رفح، جنوبي غزة.
وقال مصدر قيادي في “حماس”، إن أي هجوم للجيش الإسرائيلي على مدينة رفح يعني نسف مفاوضات التبادل، مبينًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول التهرب من استحقاقات صفقة التبادل، بارتكاب إبادة جماعية وكارثة إنسانية جديدة في رفح.
وأضاف أن ما لم يحققه نتنياهو و”جيشه النازي” خلال أكثر من أربعة أشهر لن يحققه مهما طالت الحرب.
هذه التصريحات تأتي بعد إعلان مكتب نتنياهو، في 9 من شباط، العمل على عملية عسكرية في رفح لتدمير “حماس” والقضاء على أربعة كتائب تابعة لها في رفح، في سبيل تحقيق هدف الحرب.
واعتبر مكتب نتنياهو أن عملية عسكرية مكثفة في رفح تلزم إجلاء السكان المدنيين في مناطق القتال.
تحذيرات وإدانات
ردود فعل دولية وتحذيرات من منظمات إغاثية تعاقبت بعد هذا التصريح للتحذير من مغبة تنفيذ عملية في المنطقة التي تؤوي مئات آلاف النازحين من سكان غزة.
أمس السبت، أدانت الخارجية القطرية التهديدات الإسرائيلية باقتحام رفح، محذرة من كارثة إنسانية، كما دعت مجلس الأمن الدولي إلى التحرك العاجل للحيلولة دون اجتياح رفح وارتكاب إبادة جماعية في المدينة، وتوفير الحماية التامة للمدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
كما حذرت السعودية عبر خارجيتها، من التداعيات بالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة، كونها الملاذ الأخير لمئات آلاف المدنيين الذين أجبرهم العدوان الإسرائيلي الوحشي على النزوح، وفق بيان للخارجية.
وأكدت الرياض رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لترحيل الفلسطينيين قسرًا مجددة المطالبة بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار.
الإمارات أيضًا أعربت عن قلقها الشديد من مخططات واستعدادات الجيش الإسرائيلي لشن عملية عسكرية في منطقة رفح، وحذرت من العمل العسكري الذي يهدد بوقوع مزيد من الضحايا الأبرياء، ويؤدي إلى استفحال الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع.
اتخذ الأردن موقفًا مماثلًا مجددة رفضها المطلق لتهجير الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها، مع التشديد على ضرورة إنهاء الحرب على القطاع، والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار، بما يضمن حماية المدنيين وعودتهم إلى أماكن سكنهم ووصول المساعدات إلى كافة أنحاء القطاع.
في السياق نفسه، جددت دولة الكويت موقفها الرافض للممارسات العدوانية ومخططات التهجير ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدة موقفها الداعي إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولياتهم في حماية المدنيين الفلسطينيين، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتوصالة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وبحسب بيان لها، تتابع وزارة الخارجية العراقية بقلق بالغ الأنباء التي تؤكد على أن سلطة الاحتلال الإسرائيلي تخطط لارتكاب كارثة ومجزرة إنسانية جديدة من خلال قيام قواتها بعملية عسكرية في مدينة رفح، داعية لتدخل دولي لمنع خطط التهجير القسري الجماعي التي سعى لها الاحتلال.
كارثية وغير قانونية
منظمة “هيومن رايتس ووتش“، اعتبرت خطط إخلاء رفح كارثية وغير قانونية، موضحة أن رفح كانت تؤوي 280 ألف نسمة قبل الحرب في غزة، لكنها تضم اليوم نحو 1.7 مليون فلسطيني نازح، أي معظم سكان غزة.
الباحثة في حقوق اللاجئين والمهاجرين لدى المنظمة، نادية هاردمان، قالت إن “إجبار أكثر من مليون نازح فلسطيني في رفح على الإخلاء مجددًا، بلا مكان آمن يأوون إليه، غير قانوني، وستكون له عواقب كارثية”.
وأضافت هاردمان، “لا يوجد مكان آمن يمكن الذهاب إليه في غزة، على المجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع المزيد من الفظائع”.
منظمة “أطباء بلا حدود“، قالت أيضًا، إن عمليات التهجير القسري المتكررة دفعت الناس إلى رفح، حيث أصبحوا محاصرين في قطعة صغيرة من الأرض، ولم يتبق لديهم خيارات.
المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، قال عبر “إكس“، إن هناك 1.4 مليون شخص في رفح الجنوبية يعيشون على امتداد عشرات الكيلومترات، في الشوارع، ضمن ملاجئ بلاستيكية مؤقتة، والهجوم العسكري وسط هؤلاء الأشخاص الضعفاء المكشوفين تمامًا هو وصفة لكارثة.
وكانت مصر دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المواقع الحدودية لها مع غزة، ومن المتوقع أن يجري الرئيس الأمريكي، جو بايدن، محادثات هاتفية مع نتنياهو، لأول مرة منذ 19 من كانون الثاني الماضي، وفق ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية.
وتخطت حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 من نشرين الأول 2023، 28 ألف قتيل فلسطيني، بالإضافة إلى أكثر من 67 ألف مصاب، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
اقرأ المزيد: بلينكن يلتقي نتنياهو ومقترح لـ”حماس” ردًا على “اتفاق باريس”