التسول ينتشر في شوارع اعزاز شمالي حلب

التسول ينشط في شوارع اعزاز بريف حلب الشمالي وسط واقع اقتصادي ومعيشي متردٍ - 8 من شباط 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

camera iconالتسول ينتشر في شوارع اعزاز بريف حلب الشمالي وسط واقع اقتصادي ومعيشي متردٍ - 8 من شباط 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

tag icon ع ع ع

يكثر المتسولون في شوارع اعزاز بريف حلب الشمالي، ويظهرون في الأسواق والطرقات وأمام المطاعم وقرب أبواب المساجد، من فئات متنوعة من الأطفال والنساء وصولًا إلى كبار السن.

ولا يعتبر التسول ظاهرة جديدة في المنطقة، إلا أنها أصبحت منتشرة بشكل أكثر، دون وضع حد لها من قبل الجهات المسؤولة، وسط واقع اقتصادي ومعيشي متردٍّ، إذ تتراوح يومية العامل بمهن مختلفة كالزراعة والإنشاءات بين 70 و100 ليرة تركية، بينما وصل حد الفقر المدقع المعترف به إلى 7844 ليرة تركية شهريًا.

إلحاح

وبحسب أصحاب محال تجارية التقتهم عنب بلدي، فإن بعض المتسولين يعتمدون على الإلحاح الشديد لتحقيق أهدافهم في التسول، وهذا ما يسبب إحراجًا لأصحاب المحال التجارية أو زبائنهم، ما يدفع بعض الأفراد إلى تعنيفهم لفظيًا وجسديًا للتخلص من إلحاحهم.

محمود داديخي من أهالي اعزاز ويعمل في صيانة السيارات بالمنطقة الصناعية، قال لعنب بلدي، إن أغلب المتسولين هم من النساء، ومعظمهن أصبحن يتبعن أساليب لكسب تعاطف الناس، منهن من تحمل أطفالها بملابس مهترئة ومتسخة، وتجلس بعضهن بجانب حاويات القمامة، كما يتبع بعض المتسولين أساليب الخداع بمظاهر تدعي أنهم من ذوي الإعاقة.

من جانبه، عبد القادر كلو، وهو مشرف على مطعم “خبزة سخنة”، قال لعنب بلدي، إن هناك امرأة تتخذ من أمام مطعمه مقرًا رئيسًا لها برفقة أربعة أطفال، مضيفًا أنها ترسلهم بشكل دوري لطلب المساعدة من الزبائن داخل المطعم، بينما تتابع هي الزبائن خارج المطعم وتطلب منهم.

وذكر عبد القادر أن المتسولين الذي يترددون إلى مطعمه بشكل يومي يصل عددهم إلى نحو 20 شخصًا، جمعيهم يطلبون المال ولا يقبلون بأن يتم منحهم الطعام، وهذا ما يظهر رغبتهم في الحصول على المال فقط، وليس الحصول على احتياجاتهم الرئيسة وأهمها الطعام.

مهنة أم حاجة؟

حاول مراسل عنب بلدي التواصل مع عدة متسولين في مدينة اعزاز، لكن رفض معظمهم الحديث، في حين قالت سيدة (متسولة) إن لديها تسعة أطفال يعملون بجمع البلاستيك.

وأضافت أنها لجأت إلى التسول بعد فقدان زوجها لسد احتياجات منزلها، ولم تستطع عنب بلدي التحقق من صحة المعلومات التي قالتها السيدة.

محمد جروبي مهجر من مدينة حلب ويقطن في اعزاز، قال لعنب بلدي، إن كثرة المتسولين قللت من إمكانية مساعدتهم، لافتًا إلى أن بعضهم بات معروفًا لدى الأهالي، الذين حفظوا شكلهم ومكان وجودهم.

يرى محمد أن المحتاج لا يتبع هذه الأساليب، معتبرًا أن غالبية المتسولين ليسوا من ذوي الحاجة، لكنهم امتهنوا التسول لسهولة حصولهم على المال دون تعب، مقارنة بالأعمال الحرة التي تتطلب الجهد مقابل الدخل المادي، لافتًا إلى أن تزايدهم أدى إلى اختلاط من هو بحاجة حقيقية ومن يدعي ذلك.

من جانبه، قال صيدلي بجانب دوار “الكفين”، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب شخصية، لعنب بلدي، إن سيارة من نوع “حلفاوية” تأتي مع الساعات المبكرة في كل صباح تحمل عددًا من المتسولين معظمهم من النساء والأطفال، منهم من يتجه نحو الأسواق، بينما يتجه البعض نحو شارع “الصرافين”، ودوار “الحرير”، ودوار “الكفين”.

وأضاف أن ظاهرة التسول شملت مؤخرًا جميع الفئات العمرية من الذكور والإناث، لافتًا إلى وجود تساهل من الجهات المسؤولة في منع التسول ما أدى إلى انتشاره.

تواصلت عنب بلدي مع “الحكومة المؤقتة” للتحقق من الجهة المسؤولة وتوضيح آلية التعامل مع حالات التسول والإطار القانوني لهذه الظاهرة، وذكرت أن الموضوع عند مديرية الأمن والشرطة في اعزاز.

توجه مراسل عنب بلدي الى المديرية وبعد لقاء مع المدير العام، أُبلغ بأن المسؤولية قد تكون لدى الشرطة الجنائية أو المخفر، إذ زار المراسل الشرطة الجنائية وأُبلغ بأن الموضوع عند المخفر، والتقى برئيس المخفر، إلا أنه لم يحصل على إجابة عن الأسئلة التي وجهت إليه.

واقع متردٍ

يعاني عدد كبير من سكان شمال غربي سوريا الفقر المدقع وتراجعًا وعجزًا في القدرة الشرائية وقلة فرص العمل، إذ يعيش في المنطقة 4.5 مليون شخص، 4.1 منهم بحاجة إلى مساعدة، و3.7 مليون يعانون انعدام الأمن الغذائي، و2.9 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق بيانات الأمم المتحدة، بينما تشير إحصائيات محلية إلى وجود من 5.5 إلى 6 ملايين شخص.

ووصل حد الفقر المعترف به شمالي سوريا إلى 9938 ليرة تركية، وحد الفقر المدقع إلى 7844 ليرة تركية، ووصلت نسبة البطالة إلى 88.74% بشكل وسطي (على اعتبار عمال المياومة ضمن الفئات المذكورة)، وفق قريق “منسقو استجابة سوريا” العامل في المنطقة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة