عروة قنواتي
في السطر الأول من الزاوية التي تأخرنا بتسليمها استثناء، كرمى لعيون النشامى والعنابي في النهائي الآسيوي على أرض الدوحة، في النسخة الأجمل وفي الصراع على اللقب بين من يريدها نجمة ثانية، وبين من يريدها سطرًا تاريخيًا لأول مرة، كل التحية لنشامى الأردن الأبطال غير المتوجين في المباراة النهائية. هذه حال كرة القدم منذ أول مرة عرفت الرياضة الشعبية الأولى في العالم، شكرًا من القلب لكل طموحات المنتخب الأردني، قاتلوا لأجلها، أمتعونا وطرقوا أبواب الحلم متفوقين، رائعين، دخلوا قلوب عشاق كرة القدم في آسيا وفي عالمنا العربي، “هاردلك” يا نشامى.
العنابي القطري يفرد لنفسه مكانًا وحيزًا جميلًا ومناسبًا في قارة آسيا، نجمة ثانية تليق بالتطور الرياضي والكروي والإعلامي، وعلى مستوى الاستضافات الدولية من المونديال حتى آخر لحظات بطولة الأمم الآسيوية 2023، التي تصدت لها دولة قطر بعد انسحاب الصين من الاستضافة قبل عام كامل.
أكرم عفيف وزملاؤه مع مدربهم الجديد يصالحون جماهيرهم بعد المستوى المتواضع في مونديال 2022، وأي مصالحة وأي اعتذار، اعتذار بطعم الذهب الآسيوي، في إعادة لمشهد منصة التتويج على الملاعب الإماراتية قبل 4 أعوام، حينما رفع الهيدوس ورفاقه كأس البطولة للمرة الأولى في تاريخ المسابقة على حساب الساموراي الياباني، وللمفارقة بنفس نتيجة الفوز، في 10 من شباط الحالي، على الأردن (3 – 1). “كلاكيت” ثاني مرة للعنابي يشابه ثنائية الأخضر السعودي في نسخة 84–88، للأمانة من حق المنتخب القطري أن يعمل لحظوظه ولاحتمالات فوزه باللقب، كيفما كان شكل المباراة النهائية، بـ3 ركلات جزاء أو من دونها أو بأهداف تأتي بطرق متعددة، علمًا أن تقنية الفيديو أكدت صحة الركلات الثلاث، وكان أكرم عفيف الرجل المناسب في الوقت المناسب بالتسديد المناسب للقب المناسب ولصدارة الهدافين بأسلوب مناسب.
محاولات النشامى لتعديل النتيجة كانت هدفًا دون رد، تحسب لهم ولجهودهم وقد كادت أن تأتي بما هو مشابه لسيناريو إقصاء العراق وكوريا الجنوبية في ربع ونصف نهائي المسابقة، إلا أن موسى التعمري تاه مع زملائه بأخطاء لم تكن في الحسبان وبتركيز أقل مما هو متوقع، لتكون الأخطاء في مصلحة العنابي القطري الذي قرأ مع مدربه ماركيز كل هفوات رجال الحسين عموتة، وسجلوا وتقدموا وجعلوا حلم التتويج الأردني يبتعد شيئًا فشيئًا.
النهائي أوفى بعهوده الكاملة، صحيح أن المنتخب القطري كان من الصف الثاني للمرشحين على لقب النسخة، وأن المنتخب الأردني كان خارج حسابات وتوقعات أغلب عشاق الساحرة المستديرة حتى بالوصول إلى دور الأربعة، لكن الإثارة بلغت أشدها في النهائي وخصوصًا بخروج المرشحين الأربعة على لقب المسابقة (اليابان، السعودية، كوريا الجنوبية، إيران)، النهائي قدم كل ما هو متاح بجهود المنتخبين، وبالحضور الجماهيري والتشجيع والتفاعل وتقاسم الصورة الأخيرة بين من فاز وربح ورفع الكأس الغالية، وبين من صفق وشجع رغم حزنه على ضياع اللقب.
مبارك للعنابي، “هاردلك” للنشامى من القلب.