عنب بلدي – حسن إبراهيم
طوى المنتخب القطري صفحة بطولة أمم آسيا لكرة القدم التي أُقيمت على أرضه مؤخرًا، محققًا لقبها بعد فوزه في النهائي على المنتخب الأردني بثلاثة أهداف لهدف، في 10 من شباط الحالي.
انتهت المباراة بفوز العنابي القطري بثلاثة أهداف لهدف، سجلها جميعها اللاعب أكرم عفيف من ركلات الجزاء، بينما سجل للأردن اللاعب يزن النعيمات.
حافظت قطر على اللقب الثاني على التوالي بعد نسخة 2019، مؤكدة بصمة المنتخبات العربية الراسخة في بطولة أمم آسيا، منذ انطلاق أول نسخة لها عام 1956، حتى النسخة الـ18 التي أُقيمت مؤخرًا.
قبل هذه النسخة، حقق العرب لقب البطولة ست مرات، ثلاثة ألقاب منها للأخضر السعودي، ولقب للكويت ولقب للعراق، ولقب لقطر 2019.
في 12 من كانون الثاني الماضي، انطلقت صافرة بداية البطولة على استاد “لوسيل” الذي يعد من ضمن أكبر الملاعب في تاريخ نهائيات كأس آسيا، إذ يتسع لـ88 ألف مشجع، وهو الملعب نفسه الذي احتضن النهائي بين قطر والأردن.
وعادت المنافسة إلى عشب “لوسيل” من جديد، بعد أن استضاف نهاية 2022 المباراة النهائية في كأس العالم بين الأرجنتين وفرنسا.
وحملت الكرة الرسمية المصممة خصيصًا للبطولة اسم “VORTEXAC23“، وتضمنت اللون الأبيض والعنابي الخاص بقطر، وحملت في الوسط شعار كأس آسيا 2023، واعتبر الاتحاد أن التصميم “استوحي من ألوان وأشكال تعبر عن روح وجوهر البطولة وكرة القدم الآسيوية”.
مشوار المنتخبين
بدأ منتخب الأردن مشواره في البطولة من دور المجموعات بالفوز على منتخب ماليزيا برباعية نظيفة، ثم تعادل مع كوريا الجنوبية بهدفين لمثلهما في الجولة الثانية، وتلقى خسارة من البحرين بهدف دون رد، وصعد إلى دور الـ16 كمركز ثالث برصيده أربع نقاط.
في دور الـ16 فاز الأردن على منتخب العراق بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ثم فاز على منتخب طاجيكستان بهدف نظيف في دور ربع النهائي، وتجاوز في نصف النهائي منتخب كوريا الجنوبية بهدفين دون رد.
من جهته، بدأ صاحب الأرض منتخب قطر بفوز على لبنان بثلاثة أهداف دون رد، وفوز على طاجيكستان بهدف نظيف، ثم على الصين بنفس النتيجة، ليتصدر مجموعته بتسع نقاط.
واجه منتخب قطر في دور الـ16 منتخب فلسطين، وفاز عليه بهدفين مقابل هدف، وتغلب على منتخب أوزبكستان بركلات الترجيح بثلاثة أهداف مقابل اثنين، بعد انتهاء المباراة بوقتها الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لمثله، وفاز في نصف النهائي على إيران بثلاثة أهداف لهدفين.
الكويت أول ألقاب العرب
كانت أول ألقاب العرب في أمم آسيا عبر الكويت، حيث نالت الكويت أول استضافة عربية للبطولة وذلك عام 1980، وواجه الأزرق الكويتي كوريا الجنوبية في النهائي، وأحرز لقب البطولة بعد فوزه بثلاثة أهداف دون رد.
في تلك البطولة، التقى لاعبو الكويت مع نظرائهم الكوريين الجنوبيين مرتين، الأولى في دور المجموعات وخسر الأزرق بثلاثة أهداف دون رد، لكنه رد الثأر في النهائي، وكان يشرف عليه المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا.
السعودية بثلاثة ألقاب
عام 1984 كانت البطولة القارية في سنغافورة، وشهدت مشاركة منتخب السعودية كوافد جديد ظهر لأول مرة في كأس آسيا، وحقق سلسلة نجاحات لم يسبق لها مثيل في تاريخ البطولة.
تأهل منتخب السعودية إلى المباراة النهائية وفاز على المنتخب الصيني بهدفين دون رد، وكان اللقب الثاني على التوالي للسعودية بعد ذلك بأربع سنوات في قطر، عندما فازت على كوريا الجنوبية، لتصبح أول دولة تنجح في الدفاع عن لقبها منذ فوز إيران باللقب الثاني على التوالي في العام 1976.
حصل منتخب السعودية على اللقب الثالث عام 1996، وكانت البطولة مقامة في الإمارات، وفاز في النهائي على منتخب البلد المضيف بركلات الترجيح بأربعة أهداف مقابل اثنين بعد التعادل سلبًا.
العراق برأسية يونس
حقق منتخب العراق لقب كأس آسيا في عام 2007، حيث تشاركت أربع دول في استضافة منافسات البطولة هي تايلاند وفيتنام وماليزيا وإندونيسيا.
ووصل العراق لأول مرة في تاريخه إلى النهائي، وفاز على منتخب السعودية بهدف دون رد عن طريق اللاعب المعتزل يونس محمود.
قطر والمُعز علي
أقيمت نسخة البطولة عام 2019 في الإمارات، وحقق منتخب قطر اللقب الأول في تاريخه بتغلبه في المباراة النهائية على منتخب اليابان بثلاثة أهداف لهدف.
وكتب مهاجم منتخب قطر المُعز علي اسمه في تاريخ البطولة بتسجيله أكبر عدد من الأهداف على الإطلاق في نسخة واحدة من كأس آسيا برصيد تسعة أهداف.
وعلى صعيد الأرقام، يتصدّر منتخب اليابان (الساموراي) قائمة السجل الذهبي للبطولة بإحرازه اللقب أربع مرات، ويأتي بالمركز الثاني منتخب السعودية بثلاث مرات، وأحرزت كوريا الجنوبية اللقب مرتين.
ماذا عن سوريا
شهدت البطولة المنتهية مؤخرًا أول مرة يتجاوز فيها المنتخب السوري دور المجموعات في أمم آسيا، إذ لم يسبق له ذلك في مشاركاته الست السابقة ببطولة كأس آسيا.
ووصل المنتخب السوري إلى الدور الـ16 بعد تأهله من دور المجموعات كثالث للمجموعة، برصيده أربع نقاط، جمعها من فوز على الهند بهدف دون رد، وتعادل مع أوزبكستان سلبيًا، وخسارة من أستراليا بهدف دون رد.
وخرج من دور الـ16 بعد خسارته أمام نظيره الإيراني بركلات الترجيح بخمسة أهداف مقابل ثلاثة، بعد تعادلهما بهدف لمثله في الوقت الأصلي والإضافي.
بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، ومع كل بطولة أو مباراة يشهد الشارع السوري انقسامًا حيال تشجيع المنتخب والأندية المحلية، وسط استغلال سياسي لأي مناسبة رياضية.
ويعتبر مؤيدو النظام السوري وبعض المعارضين أن المنتخب يمثل السوريين جميعهم، متحدثين عن ضرورة فصل السياسة عن الرياضة، في حين يعتبر معارضون آخرون أن المنتخب يمثل النظام الذي يستغله سياسيًا، وأطلقوا عليه وصف “منتخب البراميل”، نسبة إلى البراميل المتفجرة التي تقصف بها قوات النظام مناطق سيطرة المعارضة منذ 2011.