غزارة الأمطار تعيد المياه إلى سدود وينابيع درعا
درعا – حليم محمد
أسهمت عودة مياه الينابيع والبحيرات للجريان بريف درعا الغربي في التخفيف من معاناة السكان بشراء مياه الشرب وزيادة نسب التخزين في سدود درعا، وتوفير استهلاك مياه الري للمزارعين.
وشهدت محافظة درعا هطولات مطرية فاقت نسبتها 75% من المعدل العام، بحسب مديرية زراعة درعا، وأدت إلى عودة جريان عيون “العبد” في قرية العجمي بريف درعا الغربي، التي تغذي قرى العجمي وعموريا وقسمًا من زيزون بمياه الشرب، وعادت أيضًا عيون “الساخنة” التي تغذي بلدة تل شهاب وخربة قيس وبلدة العوجا في ريف درعا الغربي، وكذلك عادت المياه إلى بحيرة “زيزون”، واستعادت شلالات “زيزون” رونقها الطبيعي، وذلك مع بداية فصل الشتاء.
معاون مدير الموارد المائية في درعا، غزوان البوش، قال لصحيفة “تشرين” الحكومية، إن الهطولات المطرية أعادت ينابيع عيون “العبد” في قرية العجمي حيث جفت في شهر آب 2023، وباشرت المديرية بإرواء سكان قرية العجمي كما عادت ينابيع “الساخنة” في تل شهاب التي تروي ما يقارب 20 ألف نسمة وكذلك بحيرة “زيزون”.
وأضاف البوش أن بحيرة “المزيريب” لم تعد للجريان منذ عامين، ما يشير إلى تغيّر مسار جريانها.
وبلغت كميات المطر الهاطلة حتى إعداد هذا التقرير ثلاثة أضعاف الكميات الهاطلة في مثل هذا الوقت من عام 2023.
وقال مدير زراعة درعا، بسام الحشيش، لصحفية “الثورة“، إن متوسط الهاطل المطري في المحافظة وصل إلى 263.2 مم، مقابل 74 مم لذات التاريخ من عام 2023 الذي شهد تراجعًا بكميات الأمطار.
وأضاف الحشيش أن كميات الأمطار سقطت في الوقت المناسب خلال “مربعانية” الشتاء، التي تحتاج فيها المزروعات إلى المياه وتوفر الريات لاحقًا، كما يساعد هطول الأمطار على إنبات وري القمح والشعير والفول والبازلاء، ويهيئ الأرض لزراعة السمسم والحمص، ويسهم سقوط الأمطار في وفرة المراعي، ما يوفر التكلفة على مربي المواشي.
توفير تكلفة شراء مياه الشرب
مع عودة مياه الينابيع، استأنفت وحدات مياه الشرب ضخ المياه للمناطق المستفيدة بعد توقفها عن الضخ خلال فصل الصيف.
عبد الرحمن (55 عامًا)، من سكان تل شهاب، قال لعنب بلدي، إن مياه الشرب عادت لإرواء حيه من مشروع “الساخنة” في بلدة الفوار بعد انقطاع حوالي ستة أشهر، مضيفًا أن عودة المياه وفرت عليه الشراء من الصهاريج الجوالة، إذ كان يحتاج يوميًا إلى ما لا يقل عن نصف متر مكعب لأنه يملك قطيعًا من المواشي.
ووصل سعر المتر من مياه الصهاريج إلى 20 ألف ليرة سورية، أي أنه كان يدفع عشرة آلاف ليرة سورية يوميًا.
محمد صلاح (30 عامًا)، بائع مياه في تل شهاب، قال لعنب بلدي، إنه بعد عودة مياه الشرب خف الطلب على شرائها، واقتصر على المناطق التي لم تكن تغذيها الشبكات أو التي تعرضت قساطلها للسرقة أو حصلت عليها تعديات، واصفًا حركة بيع المياه في المناطق التي عادت ينابيعها بالضعيفة.
عودة الينابيع تغذي السدود
تعمل مديريات الري في درعا على ضخ المياه الفائضة من البحيرات والينابيع لتغذية السدود، لتشكيل مصدر مائي يستفيد منه المزارعون صيفًا.
موظف في مديرية الري، طلب عدم ذكر اسمه، قال لعنب بلدي، إن الري الشتوي مخصص لتعبئة السدود، إذ يستغني المزارعون في الشتاء عن السقاية، وخاصة هذا الموسم الذي يشهد كثافة مطرية.
وأضاف الموظف أن المديرية أجرت مؤخرًا صيانة لمضخات عيون “العبد” و “زيزون” و”الساخنة”، وباشرت المحطات بضخ المياه باتجاه السدود.
وبحسب أحمد محسن، مدير الموارد المائية في درعا، بلغت نسب التخزين في سدود درعا ثلاثة أضعاف كميات التخزين مقارنة في ذات الفترة من عام 2023، مرجعًا تحسن مستوى تخزين السدود للهطولات المطرية التي وفرت على المزارعين ري محاصيلهم، ما زاد في وفرة مياه الينابيع.
وأضاف محسن أن كثافة الهطولات المطرية أدت إلى جريان السيول نحو السدود، ما يسهم في زيادة التخزين.
ويبلغ عدد السدود في درعا 16 سدًا، منها أربعة في ريف درعا الشرقي، وسد في مدينة درعا، وأربعة في ريف درعا الغربي، وستة في ريف درعا الشمالي.
ويبلغ إجمالي تخزين السدود في درعا 92 مليون متر مكعب.
ومن أبرز سدود المحافظة، سد “طريق درعا” إلا أنه غير مؤهل حاليًا وتبلغ سعته 15 مليون متر مكعب، وسدود “سحم” و”العلان” و”غربي طفس” و”الجبيلية” و”الشيخ مسكين” و”الناصرية”.
الآبار العشوائية تسبب الجفاف
خلال السنوات الماضية، جفت معظم ينابيع ريف درعا الغربي صيفًا لتعود شتاء، وأرجع الموظف بمديرية الري في درعا جفاف الينابيع صيفًا لكثرة الآبار العشوائية، وخاصة بالقرب من مصادر الينابيع.
وأضاف الموظف أن خطورة الحفر العشوائي تكمن في تغيير مجاري مياه الينابيع، إذ زادت نسب الحفر إلى أعماق بلغت أكثر من 200 متر، ما يحدث خللًا في حوامل طبقات عروق التغذية التي تغذي الينابيع.
وأكد مدير الموارد المائية في درعا، أحمد محسن، إحصاء 4000 بئر مخالفة في المحافظة منذ مطلع عام 2023، عبر تقديم تصاريح خطية من المخالفين بوجود آبار مخالفة.
وأضاف محسن أن هناك عددًا كبيرًا من الآبار العشوائية لم يصرح عنها مالكوها، وما زالت تشكل خطرًا على مصادر الينابيع.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :