زار وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اليوم، الأربعاء 7 من شباط، إسرائيل، في إطار جولة يجريها في المنطقة منذ يومين، هي الخامسة من نوعها منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 من تشرين الأول 2023.
والتقى بلينكن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأجرى الطرفان لقاءً مطولًا، قبل عقد اجتماع موسع بمشاركة وزير الدفاع ووزير الشؤون الاستراتيجية، ورئيس هيئة الأمن القومي، ورئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، ورئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي.
وبدأ بلينكن جولته من السعودية، والتقى ولي العهد، محمد بن سلمان، في 5 من شباط، وناقش الجانبان الجهود البمذولة لزيادة المساعدات الإنسانية وضمان وصولها إلى محتاجيها في غزة، مع التأكيد على مواصلة الانخراط في الدبلوماسية لمنع انتشار أكبر للصراع.
وأمس الثلاثاء، قالت وزارة الخارجية السعودية، تعليقًا على مسار السلام العربي- الإسرائيلي، إنها تؤكد أن موقفها كان ولا يزال ثابتًا تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.
كما أبلغت الرياض موقفها الثابت للإدارة الأمريكية أنه لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مالم يتم الاعتراف بدولة الفلسطينية المستقلة على حدودها عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة، وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة، مع التأكيد على أهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
إلى مصر وقطر
بعد السعودية، زار بلينكن مصر، والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، في القاهرة، لمناقشة زيادة المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة، وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن.
كما ناقش الجانبان أهداف الاستقرار الإقليمي المشتركة، بما في ذلك وقف تهديدات الحوثيين لأمن البحر الأحمر، وفق ما ذكره بلينكن عبر “إكس“.
وفي العاصمة القطرية، الدوحة، التقى وزير الخارجية الأمريكي بأمير قطر، تميم بن حمد، لمناقشة الجهود المبذولة لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين لدى “حماس”، مع تقدير شراكة قطر ودورها الذي لا غنى عنه في الوساطة.
وقال بلينكن، “طرحنا بالتعاون مع شركائنا في قطر ومصر اقتراحًا جديًا لا يهدف إلى تكرار فترة التوقف السابقة في القتال فقط، بل إلى توسيع نطاقها من أجل إطلاق سراح الرهائن المتبقين، وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة”.
رد “حماس” على “اتفاقية الأطراف”
في ختام مؤتمر صحفي مشترك لوزيري الخارجية، القطري والأمريكي، قال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن قطر تلقت ردًا إيجابيًا من “حماس” حول “الإطار العام لاتفاقية الأطراف” بشأن الرهائن.
وتضمن الرد ملاحظات على الإطار، وجرى تسليمه للجانب الإسرائيلي، وهو رد يدعو للتفائل كما تراه الدوحة.
وذكرت وكالة “رويترز” اليوم الأربعاء، أن حماس اقترحت وقفًا لإطلاق النار لمدة أربعة أشهر ونصف، يجري خلالها إطلاق سراح جميع الرهائن، وتسحب إسرائيل قواتها من غزة، للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.
ويمثل اقتراح “حماس” ردًا على عرض أرسله الأسبوع الماضي وسطاء قطريون ومصريون، ووافقت عليه إسرائيل والولايات المتحدة، وهو ما مثل أكبر مسعى دبلوماسي لوقف القتال لفترة طويلة، وفق “رويترز”.
قناة “الجزيرة” القطرية، نشرت تفاصيل المقترح، وجاء مقسمًا على ثلاث مراحل، كل منها مدتها 45 يومًا، وتشمل التوافق على تبادل الأسرى وجثامين الموتى، وإنهاء الحصار، وإعادة الإعمار.
وعرضت “حماس” إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من النساء والأطفال والمسنين والمرضى، مقابل 1500 أسير، 500 منهم من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية، بالإضافة إلى جميع النساء والأطفال وكبار السن في سجون الاحتلال.
واشترطت وقفًا كاملًا للعمليات العسكرية من الجانبين، وانسحاب إسرائيل من المناطق السكنية في القطاع، وإدخال ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميًا من المساعدات والوقود إلى كافة مناطق غزة.
وفي المرحلة الثانية، تسلم “حماس” الأسرى العسكريين على أن تطلق إسرائيل سراح عدد معين من الأسرى الفلسطينيين، بالإضافة إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
وفي هذه المرحلة تنتهي محادثات وقف الحرب، وتستمر الإجراءات الإنسانية المطبقة في المرحلة الأولى، مع بدء عملية إعادة الإعمار.
ويجري في المرحلة الثالثة تبادل جثامين ورفات القتلى بين الطرفين بعد التعرف إليها.
مطالب “حماس” شملت أيضًا وقف اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى الشريف، وعودة الأوضاع فيه إلى ما قبل عام 2002.
الضغط على “حماس”
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، عن مصدر إسرائيلي لم تسمه، أن رد “حماس” يتضمن العديد من القضايا التي لا يوجد فرصة لموافقة إسرائيل عليها، مبينًا أن إسرائيل ستطلب من الوسطاء الضغط على حماس لتقديم اقتراح جديد.
من جانبه، وصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اقتراح “حماس” بأنه “مبالغ به بعض الشيئ”، بينما قال مسؤولون أمريكيون آخرون إن الرد “إيجابي ومعقول”، وفق ما نقلته شبكة “CNN“.
وفي 5 من شباط، نشرت مجلة “المجلة” السعودية، نص “اتفاق باريس”، الذي جرى إنجازه خلال محادثات عقدها مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (CIA)، وليم بيرنز، مع مسؤولين أمنيين وسياسيين إسرائيليين وقطريين ومصريين، وجاء مكونًا من ثلاثة مراحل، مختلفة جزئيًا عن مقترح “حماس” الذي جاء ردًا على نص “الاتفاق”.
وارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 من تشرين الأول 2023، إلى 27 ألفًا و708 قتلى، بالإضافة إلى أكثر من 67 ألف مصاب، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
اقرأ المزيد: بلينكن يبدأ جولته الخامسة منذ “7 أوكتوبر” من الرياض