أحبط الجيش الأردني اليوم الأربعاء، 7 من شباط، محاولة تهريب كميات من المواد المخدرة القادمة من الأراضي السورية، أسفرت عن قتلى وإصابات.
ونقلت قناة “المملكة” الأردنية، عن مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، أن المنطقة العسكرية الشرقية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العسكرية وإدارة مكافحة المخدرات، أحبطت، فجر الأربعاء، محاولة تسلل وتهريب مواد مخدرة قادمة من الأراضي السورية.
وقال المصدر نفسه، إن العملية أسفرت عن مقتل ثلاثة مهربين وإصابة آخرين، وضبط كميات “كبيرة” من المخدرات دون تحديد كميتها، إضافة إلى إصابة أحد مرتبات قوات حرس الحدود الأردنية أثناء الاشتباك، وهو في حالة صحية “حرجة”.
وتشهد الحدود الأردنية – السورية اشتباكات متكررة من هذا النوع، ففي 6 من كانون الثاني، شهدت الحدود اشتباكات بين قوات حرس الحدود الأردنية ومهربي مخدرات، استمرت منذ فجر اليوم نفسه وحتى المساء، وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص، وإلقاء القبض على 15 مهربًا، وإصابة آخر.
وجرى حينها ضبط 627 ألف حبة “كبتاجون” مخدر، و3439 كف حشيش، وسلاح من نوع “كلاشينكوف”، ضمن منطقة مسؤولية المنطقة العسكرية الشرقية (على الحدود الجنوبية لسوريا).
وفي 19 من كانون الأول 2023، نقلت قناة “المملكة” الأردنية عن القوات المسلحة، أن قوات حرس الحدود اشتبكت لـ14 ساعة مع “مجموعات مسلحة” حاولت اجتياز الحدود نحو الأردن بطريقة غير شرعية من الأراضي السورية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المهربين، واعتقال تسعة منهم، وضبط كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة الأتوماتيكية والصاروخية.
وكانت حركة “رجال الكرامة“، وهي أكبر الفصائل العسكرية في السويداء، طرحت سابقًا مبادرة من تسعة بنود موجهة إلى الأردن، للتعاون في القضايا المتعلقة بمكافحة المخدرات التي تصدّر من المنطقة نحو الأردن، لا تزال المبادرة دون ردود رسمية.
استهدافات داخل سوريا
تكررت الغارات الجوية التي نسبت للأردن خلال نهاية 2023، ومطلع 2024، إذ أظهرت استراتيجية جديدة في التعامل مع القضايا المتعلقة بتهريب المخدرات نحو أراضيها قادمة من سوريا.
أحدث الاستهدافات كانت في 18 من كانون الثاني الماضي، عندما قصف طائرات حربية مناطق سكنية في بلدتي عرمان وملح المتجاورتين، في الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة السويداء جنوبي سوريا، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، بينهم أطفال، وجرح ثلاثة آخرين.
سبق ذلك شن غارتين في الشهر نفسه، استهدفت فيها طائرات حربية يعتقد أنها أردنية، مواقع متفرقة جنوبي سوريا.
أيضًا في 19 من كانون الأول 2023، شنت طائرات حربية غارات، يعتقد أنها أردنية، استهدفت “مخابئ” لمهربي مخدرات، ردًا على عملية تهريب “كبيرة” كانت قادمة من سوريا، بحسب ما نقلته “رويترز” عن مصدرين في مخابرات إقليمية، وآخر دبلوماسي غربي يتابع الوضع، لم تسمّهم.
ونفذ الأردن أولى غاراته في سوريا، في أيار 2023، إذ قصفت طائراته أهدافًا في منطقة اللجاة بين محافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا، ما خلّف ثمانية قتلى هم عائلة مهرب المخدرات البارز، مرعي الرمثان، الذي قتل في الاستهداف نفسه.
الباحث في الشأن العسكري بمركز “عمران للدراسات” نوار شعبان، قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن التصعيد العسكري الأردني جنوبي سوريا لم يكن معدًا له مسبقًا، إنما هو حالة طارئة جاءت ردًا على تصعيد عمليات التهريب نحو أراضيه، وتغير نوعيتها من تهريب وفرار إلى الاشتباك مع حرس الحدود الأردني بغرض العبور.
اقرأ أيضًا: “طوفان” مخدرات من سوريا.. الأردن يقرر المواجهة