الحريري يعود إلى الواجهة السياسية في لبنان

  • 2024/02/06
  • 4:09 م
صورة ضمن حملة إعلانية لسعد الحريري في لبنان شباط 2024 (الأخبار)

صورة ضمن حملة إعلانية لسعد الحريري في لبنان شباط 2024 (الأخبار)

عاد اسم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري، إلى واجهة المناقشات السياسية في لبنان، في ظلّ أزمة سياسية والمخاوف من اتساع دائرة العنف مع إسرائيل والأزمة الاقتصادية في البلاد.

الحريري الذي خرج من الحياة السياسية اللبنانية منذ 2019، عقب احتجاجات شعبية عرفت بـ”ثورة تشرين”، عاد اسمه بالتزامن مع قرب زيارته السنوية لبيروت، في ذكرى اغتيال والده، رفيق الحريري في 14 من شباط الحالي.

في 3 من شباط، نقلت قناة “mtv” اللبنانية، عن النائب السابق بكتلة “المستقبل” التابعة للحريري، سامي فتفت، قوله إن عودة الحريري للعمل السياسي يرتبط بما يجري في المنطقة حاليًا.

وأضاف أن هناك تسوية في المنطقة ولبنان جزء منها، و”المجتمع الدولي يتواصل مع الحريري” وفعل ذلك أيضًا في 2020، بعد انفجار مرفأ بيروت.

وشهدت عدة مدن لبنانية شمالي البلاد، تعليق صور للحريري ووالده خلال الأيام الماضية، فيما اعتبر فتفت أن “الشارع السني في لبنان مشرذم ولا أحد يستطيع جمعه سوى الحريري”.

ونشرت القناة عبر موقعها الإلكتروني، الاثنين، تقريرًا قالت فيه إنه من الممكن وضمن تسوية دولية لعدد من ملفات المنطقة، أن يعود الحريري رئيسًا للحكومة، على أن يكون قائد الجيش اللبناني، جوزيف عون، رئيسًا للبنان.

وفي حين اعتبر فتفت، في حديثه للقناة اللبنانية، أن “الشارع السني بحاجة الحريري”، قالت صحيفة “الأخبار” المقربة من “حزب الله” المدعوم إيرانيًا، إن عودة الحريري تتعلق بقرار سعودي بـ”استئصال الحريرية” من لبنان.

وأضافت أن أي تحولات في المنطقة لن تخرج الحريري من “زنزانته السياسية”، طالما هي إرادة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.

وسبق للحريري، أن ظهر في تسجيل مصور على قناة “العربية” السعودية، عام 2017، وقدم استقالته، خلال وجوده في العاصمة الرياض.

وتسربت معلومات حينها أن الحريري احتجز من قبل ابن سلمان، وتعرض للضرب والإهانة اللفظية، قبل أن تتدخل فرنسا وأمريكا لإخراجه من السعودية والتوجه لباريس، ثم لبيروت.

وقالت وكالة “رويترز” حينها، نقلًا عن مسؤولين لبنانيين كبار، أن السعودية أمرت الحريري بالاستقالة، ووضعته قيد الإقامة الجبرية.

وفي 2022، أعلن الحريري تعليق عمله السياسي، موجهًا الدعوة لتياره، “تيار المستقبل” لفعل الأمر نفسه.

ومنذ الحرب الأهلية في البلاد، بين عامي 1975 و1990، أصبح لبنان ساحةً لتصفية الخلافات السياسية وإظهار النفوذ في المنطقة، سواءً للنظام السوري أم السعودية وإيران، وكذلك بالنسبة لأمريكا وإسرائيل وفرنسا.

ونقلت “الأخبار” عن مقربين من الحريري، أن الأخير لم يصدر عنه ما يوحي بالعودة أو إشارات بالتراجع عن قراره.

ومنذ خروجه من لبنان، اعتاد رئيس الوزراء الأسبق على زيارة بلاده في 14 من شباط من كل عام، في ذكرى اغتيال والده.

من الحريري؟

ولد سعد الحريري في 18 من نيسان 1970 (49 عامًا)، ويحمل إجازة في الاقتصاد من جامعة جورج تاون في واشنطن، وهو بالإضافة إلى الجنسية اللبنانية يحمل الجنسية السعودية. وأمضى جزءًا كبيرًا من حياته في السعودية، حيث جمع والده، مؤسس تيار “المستقبل”، ثروة طائلة.

متزوج من لارا بشير العظم التي تنتمي إلى عائلة سورية عريقة شاركت في السلطة في سوريا خلال الخمسينيات. أولاده حسام الذي يتابع تحصيله الجامعي في بريطانيا، وعبد العزيز ولولوة.

دخل سعد الحريري المعترك السياسي بعدما طالبته عائلته بإكمال المسيرة السياسية لوالده الذي اغتيل في 14 من شباط 2005 في تفجير أدخل لبنان في أزمة كبرى.

وقاد الحريري فريق “قوى 14 آذار” المعادي للنظام السوري، إلى فوز كبير في البرلمان، ساعده في ذلك التعاطف الكبير معه بعد اغتيال والده في تفجير في وسط بيروت، والضغط الشعبي الذي تلاه وأسهم في إخراج “الجيش السوري” من لبنان بعد نحو 30 سنة من وجوده فيه.

واتهم سعد الحريري النظام السوري بالوقوف وراء اغتيال والده، لكنه اضطر بعد تسلمه رئاسة الحكومة في 2009 وتحت وطأة الضغوط السياسية إلى القيام بزيارات عدة الى دمشق، وصولًا إلى إعلانه في آب 2011 أن اتهامه لسوريا كان “سياسيًا”.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي