“الردع الأمريكي” لا يوقف قصف القواعد في سوريا والعراق
بعد مرور يومين على هجوم أمريكي واسع النطاق طال مواقع عسكرية لميليشيا مدعومة من “الحرس الثوري الإيراني” في سوريا والعراق، أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” عن استهداف مواقع عسكرية أمريكية في سوريا.
ونشرت “المقاومة الإسلامية” اليوم، الاثنين 5 من شباط، تسجيلًا مصورًا يظهر لحطة استهداف قاعدة “حقل العمر” النفطي الأمريكية شرقي محافظة دير الزور.
الاستهداف الذي وقع، الأحد، سبقه استهداف مشابه طال قاعدة “خراب الجير” شرقي محافظة الحسكة، حيث تتمركز قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا.
وبعد مرور ساعات على القصف الأمريكي، قصفت “المقاومة الإسلامية” قاعدة “حرير” الأمريكية في أربيل شمالي العراق، ونشرت تسجيلًا مصورًا يظهر لحظة إطلاق طائرة مسيّرة باتجاه القاعدة نفسها.
و”المقاومة الإسلامية” هي تحالف من الفصائل العسكرية التي تشير إليها الولايات المتحدة على أنها وكيلة لإيران، وتنتشر في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وهي المسؤولة عن معظم الاستهدافات التي طالت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق منذ منتصف تشرين الأول 2023.
واشنطن قالت من جانبها، في 2 شباط الحالي، بعد استهدافها 85 موقعًا في سوريا والعراق، إنها ضربت مراكز القيادة والسيطرة ومنشآت المخابرات ومرافق تخزين أسلحة تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران لمهاجمة القوات الأمريكية وقوات التحالف.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، قال عقب الاستهدافات نفسها أن بلاده ضربت أهدافًا من شأنها أن تؤثر على قدرة الميليشيات الموالية لإيران على شن ضربات مستقبلية ضد الأمريكيين، بحسب مؤتمر صحفي مسجل نشره “البيت الأبيض“.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين أن الولايات المتحدة تقدر أن إيران هي التي صنعت الطائرة من دون طيار التي هاجمت القاعدة الأمريكية، وتسببت بمقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة ما لا يقل عن 40 آخرين.
وجاءت الهجمات الأمريكية ردًا على هجوم بطائرة مسيّرة أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، وجرح أكثر من 40 آخرين في نقطة عسكرية تعرف باسم “البرج 22” على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.
واشنطن: لا صراع أوسع مع إيران
خلال الإعلان عن بدء الضربات الجوية ضد المجموعات الموالية لإيران في سوريا والعراق كررت واشنطن حديثها عن أنها لا تريد صراع أوسع مع إيران، مشيرة إلى أن إيران لا ترغب بالحرب أيضًا.
الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قال حينها إن الولايات المتحدة لا تسعى لصراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر في العالم، لكنها سترد في حال الستهداف أي أمريكي.
وفي 30 من كانون الثاني الماضي، عقب الإعلان عن هوية القتلى من الجنود الأمريكيين، عقدت نائبة السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون”، سابرينا سينغ، مؤتمرًا صحفيًا أجابت فيه على أسئلة الصحفيين، وحملّت خلاله مسؤولية الهجوم لإيران بشكل متكرر.
وعلى الرغم من أن الموقف الأمريكي لم يتغير، إذ لا تزال واشنطن تتجنب صدامًا مباشرًا مع طهران، قالت سينغ إن الهجوم على قاعدة للجيش الأمريكي في الأردن هو “هجوم تصعيدي” لكن بلادها لا تريد حربًا إقليمية واسعة النطاق.
اقرأ أيضًا: ما أسباب تجنب الصدام المباشر بين أمريكا وإيران
وترى الولايات المتحدة أن التصعيد ضد القواعد الأمريكية في سوريا والعراق يهدف إلى دفع واشنطن لسحب قواتها من المنطقة.
وسبق أن قال السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون“، إن وكلاء إيران يستغلون “الحرب” الدائرة في غزة لدفع أمريكا نحو الانسحاب من سوريا والعراق.
وأضاف في مؤتمر صحفي مسجل، أن وكلاء إيرانيين يحاولون الاستفادة من الحرب في غزة لتحقيق أهدافهم الخاصة.
وفي حالة العراق وسوريا، تطمح هذه الجماعات منذ فترة طويلة لرؤية القوات الأمريكية تغادر، بحسب رايدر، مشيرًا إلى أن وجود قوات بلاده في العراق جاء بدعوة من الحكومة العراقية، ويركز فقط على هزيمة تنظيم “الدولة”، دون الإشارة إلى مبررات انتشارها في سوريا.
رايدر اعتبر أن الحرب الدائرة في فلسطين تم احتواؤها، لكن وكلاء إيران مستمرون بمحاولات استغلال الموقف.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :