بداية عام كارثية للكرة العربية

  • 2024/02/04
  • 4:30 م
لاعبو المنتخب المصري حزينون على الخروج من الدور الثاني في بطولة الأمم الإفريقية أمام الكونجو - 28 كانون الثاني 2024 (رويترز)

لاعبو المنتخب المصري حزينون على الخروج من الدور الثاني في بطولة الأمم الإفريقية أمام الكونجو - 28 كانون الثاني 2024 (رويترز)

عروة قنواتي

أشد المتشائمين بشأن تطور وتقدم وإمكانيات وحظوظ المنتخبات العربية بكرة القدم لم يكن يتوقع هذا السيناريو التاريخي الكارثي لعرب إفريقيا وعرب آسيا، ولأن كل شيء تاريخي في بداية العام، لا بد أن نذكر أن تأهل نشامى الأردن لنصف نهائي أمم آسيا 2023 لأول مرة حدث تاريخي، وإمكانية وصول العنابي القطري للنهائي وحفاظه على اللقب للمرة الثانية على التوالي أمر تاريخي، ولكن الكارثة الكبرى تاريخيًا تكمن في منافسة الأردن وقطر بعد خروج 8 منتخبات عربية من المسابقة الآسيوية، والخروج الجماعي لعرب إفريقيا الـ5 من الدور الثاني في أمم إفريقيا 2023، أي أنه لا ممثل للعرب في ربع نهائي المسابقة.

قد يكون أمر القارة السمراء غريبًا بعض الشيء، إذ إن البطل السابق للنسخة الماضية ووصيفه تعثرا في الدور الثاني (السنغال ومصر)، وأفضل من قدم الهوية الإفريقية في تاريخ المونديال غادر أيضًا (المغرب)، وأبرز المرشحين لنيل اللقب هذا العام خسروا أيضًا (الجزائر، الكاميرون، غانا، تونس)، وبقيت نيجيريا الأوفر حظًا وجنوب إفريقيا، ومنتخب ساحل العاج الذي احتاج إلى أكثر من خدمة من أجل التأهل عن الدور الأول كأفضل ثالث، وها هو في دور الثمانية.. ما علينا.

في آسيا، للأمانة المنتخبات المرشحة للقب بقوة ما زالت في أجواء المعركة حتى بعد خروج اليابان أمام إيران من الدور ربع النهائي، إذًا، كوريا الجنوبية- إيران، فيما خرجت منتخبات السع المنتخب الأردني ودية والعراق وأستراليا واليابان، وبقي منتخب قطر المدافع عن لقبه كأحد أبرز المرشحين للوصول للمباراة النهائية، والمنتخب الأردني للعب دور الحصان الأسود في المسابقة.

وبالعودة إلى النسخة الماضية من كل مسابقة قارية، فالواضح بشكل لا يقبل الشك تراجع مستوى ومنافسة الكرة العربية بصورة مخيفة في القارة السمراء، النسخة الماضية كان المنتخب المغربي والتونسي والمصري في ربع نهائي المسابقة، مصر أقصت المغرب وأكملت إلى النهائي وخسرته أمام السنغال، المغرب وتونس ودعتا المسابقة من دور الثمانية، في نسخة عام 2019 كان المنتخب الجزائري في النهائي وحقق اللقب، في نسخة 2017 وصل المنتخب المصري للنهائي وخسر أمام الكاميرون، يعني أن الوجود العربي حضر وبقوة في النسخ السابقة إن كان هنالك لقب أم من دونه. الآن دور الثمانية يخلو حتى من الذكريات.

النسخة الماضية في 2019 بالنسبة للقارة الآسيوية لم يختلف فيها شيء عن هذه النسخة، فالدور ربع النهائي وصل إليه منتخبان عربيان من 11 منتخبًا مشاركًا في المسابقة هما قطر والإمارات، واللقاء بينهما في نصف نهائي المسابقة أمّن وصول قطر للنهائي وفوزها باللقب على حساب اليابان لأول مرة في تاريخ الكرة القطرية، إلا أن عرب آسيا في النسخ الأخيرة يشاركون بما يعادل 40% من منتخبات البطولة، فإما أن تجد منافسًا في النهائي وإما تقتصر الأمور والوصول على نصف النهائي فقط، ومن الطبيعي أن تصطدم المنتخبات العربية مع بعضها في دور المجموعات أو في الإقصائيات، إلا أن ثبات المنافسة والمستوى يبقى محل شك، والرهان هنا يصبح محل شك بين مباراة وأخرى وبين دور وآخر.

بعد أن تضمن المنتخبات العربية بطاقات التأهل للدور الثاني أو ربع النهائي تدخل معظمها المباريات بعقلية المستهتر والحاسم للنتيجة بسبب ضعف مستوى الخصم أو هكذا تبدو الصورة الأولية، أو تدخل بعقلية الخائف والمرعوب من الهزيمة مبكرًا فتطيح بأكثر من 50% من إصرار المنافسة واللعب الطبيعي بكل الاحتمالات ضمن المواجهة، هذا ما حصل مع السعودية والإمارات ومع منتخب النظام السوري، ومن القارة الإفريقية شاهدنا السيناريو في مواجهة المغرب وفي مواجهة مصر.

الأمنيات الآن لنشامى الأردن وللعنابي القطري بالتوفيق في مسار الدور نصف النهائي والوصول لكليهما رغم صعوبة الخصوم، أو لأحدهما باتجاه المباراة النهائية واعتلاء المنصة كضيف جديد أو كمحافظ على اللقب الآسيوي، أما عرب إفريقيا فلا بد من جردة حساب سريعة قبل فوات الأوان وخصوصًا للكرة الجزائرية والتونسية والمصرية.

مقالات متعلقة

  1. العرب في آسيا.. بطولة علو الكعب؟
  2. المونديال الآسيوي.. بين التطور والتراجع والدبكة
  3. الفدائي الفلسطيني.. يا ظريف الطول
  4. كلاكيت سابع مرة.. اطلاع لبرا

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي