تنظيم “الدولة” ينشط في دير الزور والرقة.. “قسد” والتحالف يكافحان بعيدًا
ركز تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياته خلال الأسبوع الحالي على أفراد ونقاط لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بمحافظتي دير الزور والرقة، في حين تركزت العمليات الأمنية لمكافحة التنظيم لـ”قسد” وقوات التحالف بمخيم “الهول” شرقي الحسكة.
وقال التنظيم في مجلته الرسمية “النبأ” اليوم، الجمعة 2 من شباط، إنه نفذ في سوريا خمس عمليات، أسفرت عن مقتل وجرح 13 شخصًا.
وتركزت عمليات التنظيم في محافظة دير الزور بشكل أكبر إلى جانب عمليتين نفذتهما خلاياه في محافظة الرقة، إذ قال التنظيم إنه قتل عنصرًا من “قسد” وجرح آخرين بثلاث هجمات منفصلة بقرى الحوايج، وذيبان، والحريجي، في ريف محافظة دير الزور.
وأضاف أنه نفذ عمليتين في محافظة الرقة، أسفرت عن مقتل وجرح ستة عناصر من “قسد” ثلاثة منهم شرقي المحافظة، وثلاثة آخرون غربيها.
ولم تعلّق “قسد” على تيرة عمليات التنظيم المرتفعة في مناطق سيطرتها منذ مطلع العام الحالي حتى اليوم، واكتفت بإطلاق حملة أمنية تلاحق خلاياه بمخيم “الهول” شرقي الحسكة.
وتوالت الإعلانات من “قسد” عن أنها تمكنت من ضبط أسلحة واعتقال عناصر من التنظيم داخل المخيم، أرفقتها بتسجيلات مصورة، لكن هذه العمليات لم تؤثر على مجريات الأحداث فيما يتعلق بنشاط التنظيم شمال شرقي سوريا.
من جانبها، قالت “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) إن قواتها المشاركة في الحملة الأمنية بمخيم “الهول” عثرت على أسلحة مخبأة في إحدى الخيم ضمن القاطع “الخامس” للمخيم وهي أسلحة فردية من نوع “كلاشينكوف” روسية الصنع، وفنبلتين يدويتين، وذخيرة، وحقائب عسكرية.
التحالف و”قسد” يكافحون بعيدًا
التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة” قال عبر منصة “إكس” إن عام 2023 كان الأسوأ على الإطلاق بالنسبة للتنظيم، بفضل الجهود المستمرة المبذولة من قبل “قوات سوريا الديمقراطية”.
وأرفق “التحالف” منشوره بإحصائية للعمليات ضد التنظيم شمال شرقي سوريا، جاء فيها أن 360 عنصرًا منه قتلوا في المنطقة خلال 2023، وذلك خلال 73 عملية أمنية استهدفته.
وفي 30 من كانون الثاني الماضي، قالت “أسايش” إنها تمكنت خلال المرحلة الثالثة من عملية “الإنسانية والأمن” من الحصول على اعترافات من عناصر في تنظيم “الدولة” اعتقلتهم سابقًا، وأفادت بتوزع أسلحة وأدوات حربية داخل مخيم “الهول” وتمكنت من ضبطها.
وأضافت، أنها ضبطت أحزمة ناسفة، وبنادق رشاشة، وقنابل يدوية، وأبر مخدرة، في المخيم خلال حملتها الأمنية.
وأظهر تسجيل مصور نشرته “أسايش”، حينها، جانبًا من العملية الأمنية التي حملت اسم “الإنسانية والأمن”، إذ ظهر انتشار العناصر والمدرعات العسكرية داخل المخيم.
العملية نفسها أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، السبت الماضي، عن استئنافها عبر بيان ورد في موقعها الرسمي، جاء فيه أن “الإدارة الذاتية” (المظلة السياسية لـ”قسد”) تحملت خلال الأعوام الماضية أعباء متعلقة بمنع تعاظم “الخطر الإرهابي” في مخيم “الهول”، على الرغم من تدني مستوى الاهتمام الدولي والقيام بمسؤولياته تجاه هذا الملف “الخطير والمتصاعد”.
“قسد” قالت إن التنظيم زاد من نشاط خلاياه ضمن المخيم، ونفذ العديد من عمليات القتل والضغط على القاطنين، وحرق المساعدات الإنسانية، ومنع وصولها الآمن إلى المخيم بما فيها اللوازم الطبية.
واعتبر أن الأحداث السابقة شكلت دافعًا لإطلاق المرحلة الثالثة من عملية “الإنسانية والأمن” في المخيّم لملاحقة خلايا التنظيم والقبض على المطلوبين بمن فيهم منفذو الهجمات والمتعاونين معهم والمتورطين في تسويق “الأفكار المتطرفة” ولا سيما بين الأطفال.
حساب “فكوا العاني” عبر منصة “فيس بوك”، المتخصص بتغطية أخبار مخيم “الهول” بشكل رئيس، نشر تسجيلًا مصورًا قال إنه من لحظة إطلاق عناصر من “قسد” النار باتجاه نساء في المخيم.
لماذا الهول؟
منتصف كانون الأول 2023، وافق “الكونجرس” الأمريكي على موازنة وزارة الدفاع الأمريكية لعام 2024، بقيمة 842 مليار دولار، خُصصت منها 156 مليون دولار لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.
وحُدد في الموازنة مبلغ 398 مليون دولار لصندوق التدريب والتجهيز لسوريا والعراق، لتعزيز قدرات القوات الشريكة لوزارة الدفاع في مكافحة تنظيم “الدولة”، وتوفير احتجاز “آمن وإنساني” لمقاتلي التنظيم، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية.
التمويل المخصص لهذا الغرض، الذي يشمل دعمًا لـ”قسد” شمال شرقي سوريا، انخفض بنحو تسعة ملايين دولار مقارنة بالعام الماضي.
القرار الأمريكي نفسه هو المسبب الرئيس لشكوى “قسد” من القضايا الأمنية بمخيم “الهول”، بحسب ما رآه الباحث في شؤون الجماعات الجهادية عبد الرحمن الحاج في حديث سابق لعنب بلدي.
اقرأ أيضًا: “الهول” إلى الواجهة مجددًا.. هل تتعمد “قسد” إبقاء تنظيم “الدولة” حيًّا
وكانت مديرة المخيم، جيهان حنان أعادت الحديث عن الوضع الأمني في مخيم “الهول” لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، قالت فيه إن ضبط المخيم أمنيًا مسألة “شائكة وصعبة” لأسباب تتعلق بمساحته الكبيرة التي تبلغ نحو 3000 دونم.
وأضافت أن دور قوات الأمن “يقتصر على حماية ومراقبة بوابات المخيم الرئيسة، وأنها تسيّر دوريات راجلة داخل المخيم، من دون وجود مراكز أو مقار أمنية ثابتة داخل أقسامه”.
وأخذ مخيم “الهول”، شرقي الحسكة، شكله الحالي، بعد تدفق أعداد كبيرة من النازحين من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة” خلال شن “قسد” هجومًا ضد معاقله الأخيرة، وتمكنها من السيطرة عليها معلنة عن إنهاء التنظيم في 23 من آذار 2019.
وأُنشئ المخيم في التسعينيات لاستيعاب خمسة آلاف لاجئ عراقي، ويضم اليوم 35 ألفًا من السوريين، ومثلهم تقريبًا من العراقيين، وحوالي عشرة آلاف من 30 إلى 40 دولة أخرى.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :