منذ مطلع العام الماضي، شنت فصائل محلية حملات أمنية وعسكرية، استهدفت عناصر وخلايا من تنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة درعا، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل قادة في التنظيم، إلى جانب آخرين يتهمون بالتبعية للتنظيم نفسه.
أحدث هذه العمليات، كانت في 28 من كانون الثاني الحالي، عندما قتلت الفصائل المحلية في درعا، أسامة العزيزي، الملقب بـ”الشايب”، ويعرف في المنطقة على أنه “والي حوران” في تنظيم “الدولة الإسلامية” النشط بالمحافظة.
ويعتبر العزيزي هو القيادي الخامس في التنظيم الذي يقتل على يد مجموعات محلية في محافظة درعا، في عمليات أمنية يدعمها “اللواء الثامن” التابع إداريًا لـ”الأمن العسكري”.
وجاء مقتل “والي حوران” في حملة أمنية أطلقتها فصائل محلة مقربة من “اللجان المركزية” بدرعا، استهدفت منزلًا يتحصن فيه عناصر من التنظيم في الحي الشمالي لمدينة نوى غربي درعا، نشبت في أعقابها اشتباكات مسلحة استمرت لنحو عشر ساعات، وأسفرت عن مقتل كامل المجموعة المتحصنة بالمنزل.
ثلاثة قادة عسكريين لفصائل محلية بريف درعا، أكدوا لعنب بلدي مقتل القيادي في التنظيم، أسامة العزيزي، وبرفقته، عوض الشبلي، وهو قيادي آخر في التنظيم من بلدة قصيبة في القنيطرة، وثالث يلقب بـ”أبو زكور”، ينحدر من حي الحجر الأسود بريف دمشق رفقة أبنائه.
القيادي السابق في فصائل المعارضة بمحافظة درعا، ناجي المجاريش (يقيم في الأردن)، قال لعنب بلدي، إن العزيزي هو الشخصية الأبرز في التنظيم منذ مقتل “أبو عبد الرحمن العراقي” على يد الفصائل المحلية بمدينة جاسم في تشرين الأول 2022.
وينحدر العزيزي من بلدة الشجرة في ريف درعا الغربي، وعمل “شرعيًا” لدى تنظيم “الدولة” الذي سيطر على حوض اليرموك منذ عام 2014 حتى سيطرة النظام السوري على كامل المحافظة عام 2018.
ومنذ سيطرة النظام على المنطقة، توارى العزيزي عن الأنظار، ولم يظهر اسمه في المنطقة حتى مقتله قبل أيام، بحسب القيادي.
“أمير” التنظيم قُتل في درعا
في تشرين الأول 2022، شنت الفصائل المحلية بمدينة جاسم حملة عسكرية بمؤازرة من مقاتلين من ريف المحافظة الغربي و”اللواء الثامن”، باستخدام أسلحة متوسطة، استهدفت خلايا تتهم أنها تتبع لتنظيم “الدولة”.
واستطاعت الفصائل السيطرة على المدينة التي كان ينوي التنظيم إعلانها إمارة إسلامية، بحسب ما قاله قيادي في المدينة خلال حديث سابق لعنب بلدي.
وقتلت الفصائل خلال الحملة الأمنية نفسها 45 عنصرًا من التنظيم بينهم قياديون.
ومن أبرز القادة الذين قتلوا في جاسم خلال الحملة نفسها، كان “أبو عبد الرحمن العراقي” الملقب بـ”بسيف بغداد”، إذ فجر حزامًا ناسفًا بعد أن حاصرت مجموعات محلية منزله حينها.
وفي 30 من تشرين الثاني 2022، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) عن مقتل زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” الملقب بـ”أبو الحسن القرشي” على يد “الجيش الحر” في درعا.
تصفيات لقياديين في التنظيم
في آب 2022، حاصر مقاتلون محليون في ريف درعا الغربي القيادي في التنظيم “أبو سالم العراقي“، في قرية عدوان، ومع استمرار المواجهات بينه وبين الفصائل قتل “العراقي” الذي فجر حزامه الناسف حينها.
وفي الشهر نفسه، عثر مزارعون في مدينة طفس على جثة القيادي في تنظيم “الدولة”، محمود الحلاق، الملقب بـ”أبو عمر جبابي”، دون معرفة الجهة التي قتلته.
وبعد مدة وجيزة، ظهرت تسجيلات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت الحلاق يتحدّث عن ضلوعه بعملية اغتيال عضو “اللجنة المركزية” “أبو البراء الجلم”، الذي قُتل في أيلول 2020 بمدينة جاسم غربي المحافظة.
وقال الحلاق، في التسجيل نفسه، إن القياديين في التنظيم “أبو الليث العزيزي” و”أبو عبد الرحمن العراقي”، عرضا على “الجلم” مبايعة التنظيم لكن رفض ذلك، ما دفعهم لقتله، بالإضافة لاعترافه بإشراف المذكورين على عمليات سرقة وقتل تجار ذهب في داعل والغارية الشرقية.
وفي كانون الأول من العام نفسه، قتلت الفصائل المحلية القيادي في التنظيم، “أبو لؤي القلموني”، في بلدة تل شهاب قرب الحدود السورية- الأردنية.
وهو من عناصر التنظيم القادمين من حي الحجر الأسود في العاصمة دمشق، و يعتبر العقل المدبّر لعمليات الاغتيال في المنطقة بحسب شهادات سابقة لقادة محليين لعنب بلدي.
النظام يستثمر
نقلت صحيفة “الوطن” المحلية، الاثنين الماضي، عن مصدر رسمي في محافظة درعا، أن “الجهات المختصة” قضت على “والي حوران” في تنظيم “الدولة”، أسامة العزيزي، وعدد آخر من قياديي التنظيم خلال عملية أمنية نفذتها إلى جانب القوات الرديفة.
وقالت الصحيفة، إن عملية أمنية استهدفت منزلًا يتحصن فيه “إرهابيون” من تنظيم “الدولة” في الحي الشمالي في مدينة نوى.
وأضافت نقلًا عن المصدر الذي لم تسمّه، أن العمليات الأمنية المركّزة مستمرة ضد خلايا التنظيم في درعا.
وتكرر الأمر في مدينة جاسم أيضًا العام الماضي، عندما أطلقت حملة لملاحقة خلايا تنظيم “الدولة”، وأسفرت عن مقتل زعيم التنظيم “أبو حسين القرشي”، خرج عقبها النظام السوري ليعلن مسؤوليته عن قتل زعيم التنظيم، لكن الفصائل المحلية نفت مباشرة علاقة النظام بالعملية الأمنية، أو تدخله في أي من أحداثها.
اقرأ أيضًا: النظام ومقاتلو درعا.. سباق لتبني مقتل “سيف بغداد”
في 16 من كانون الثاني الحالي أيضًا، أعلنت الوكالة السورية للأنباء (سانا) عن مقتل أحد عناصر التنظيم في ريف درعا الشرقي.
وبالطريقة نفسها، كرر النظام تبنيه لجميع العمليات التي استهدفت قادة وعناصر تنظيم “الدولة” في محافظة درعا، علمًا أن الفصائل المحلية نفت مرارًا تدخل النظام بهذه العمليات.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد.