خمسة آلاف مواطن بقوا في كبرى مدن الريف الحمصي، تدمر، بعد نزوح معظم أهلها، منذ سيطرة تنظيم “الدولة” عليها قبل عشرة أشهر، واستهدافها المستمر من الطيران الحربي والمروحي.
97% من سكان المدينة نزحوا
وقال ناصر الثائر، عضو تنسيقية الثورة في تدمر، إن الإعلام الثوري “غافل” عما يجري في تدمر، من قتل يومي ونزوح نحو 97% من سكانها بشكل تدريجي، غداة سيطرة التنظيم.
وأشار الثائر، في حديث إلى عنب بلدي، إلى أن عدد سكان تدمر بلغ قبيل سيطرة التنظيم، نحو 170 ألف مواطن، خمسون ألفًا منهم نازحون إليها، إلا أن معظمهم نزح عنها: قسم كبير نحو مدينة الرقة، وريف دير الزور، وآخرون إلى تركيا ومناطق سيطرة النظام.
وتحصي تنسيقية تدمر القصف اليومي والضحايا المدنيين في المدينة، وأوضح الثائر “منذ مطلع الشهر الحالي سقط ستة شهداء فقط، بسبب غياب المدنيين داخل الأحياء، حيث يشن الطيران الحربي نحو 20 غارة يوميًا على منازل المدنيين”.
كذلك فإن أضرارًا بسيطة لحقت بالمدينة الأثرية من جهتها الجنوبية الملاصقة لمنطقة البساتين، جراء استهدافها شبه اليومي بالقنابل العنقودية، بحسب الثائر.
موقع بالميرا مونيتور
وأطلقت التنسيقية، مطلع العام، موقع “بالميرا مونيتور”، والذي يهدف إلى تسليط الضوء على تدمر “المنسية” على جميع الأصعدة المحلية والعربية والعالمية، والتعريف بها بشكل أكبر، وحصر التشتت الإعلامي، ونشر كل ما يتعلق بالمدينة من كافة النواحي، وفقًا للثائر.
وأوضح الناشط الإعلامي أن الوضع الميداني في المدية هو الأسوأ منذ أعوام، وقال “لا مدارس تعمل، ولا مشافٍ سوى مشفى ميداني واحد.. تدمر بلا كهرباء ولا اتصالات، والماء يأتينا عن طريق الآبار البدائية، أما الإنترنت فهو ممنوع من قبل داعش”.
انتقادات للإعلام
وانتقد ناصر الثائر الإعلام الثوري “المغيب” عن أحداث تدمر، وقال “الإعلام الثوري يقوم بتوثيق خرق الهدن في المناطق المشمولة بها، وترك المناطق التي يسيطر عليها داعش، وكأن المدنيين هم الذين اختاروا التنظيم ليحكمهم، وتركوا مجالًا للروس والنظام بالاستفراد في بعض المناطق مثل تدمر وغيرها جوًا وبرًا”.
“أصبح استهداف تدمر روتينيًا بالنسبة للإعلام، ولو كان الأمر يتعلق بداعش فيما لو قامت بجلد مواطن فقط، لرأينا عشرات التقارير والأخبار”، بهذه العبارة أنهى ناصر الثائر حديثه لعنب بلدي، معاتبًا “إعلام الثورة” وطريقة تعاطيه مع واقع مدينته.
دخل تنظيم “الدولة” تدمر في أيار 2015، بعد طرد قوات النظام السوري منها، وفي إطار توسعه في ريف حمص الشرقي، واعتبرت المدينة الأثرية أكبر مراكزه في المحافظة.