قالت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون، سابرينا سينغ، إن الولايات المتحدة تعتقد أن الهجوم الذي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين على الحدود الأردنية السورية، في 28 كانون الثاني، يحمل بصمات كتائب “حزب الله” العراقية المدعومة من إيران.
وتبنت سابقًا “المقاومة الإسلامية في العراق”، وهي تجمع لفصائل شيعية مدعومة من إيران، وتعتبر كتائب “حزب الله” واحدة منها، في كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان، الهجوم بواسطة الطائرات المسيرة.
وتنفي إيران مسؤوليتها عن هذا الهجوم، معتبرة أن “صراعًا” قائمًا بين الولايات المتحدة وفصائل “المقاومة” على خلفية الحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من 100 يوم، ولا علاقة لها فيها.
ما كتائب “حزب الله”
نشر معهد “واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، تقريرًا في 14 آب 2021 ذكر فيه، أن كتائب “حزب الله” هي الميليشيا الرئيسية في العراق، وتعمل تحت القيادة المباشرة لإيران وتنشر مجموعة واسعة من الخلايا المسؤولة عن العمليات الحركية والإعلامية والاجتماعية، وبعضها ممول من الدولة العراقية نفسها.
تشكلت المجموعة من اندماج “جماعات خاصة” يديرها “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني”، بين عامي 2005 و2007.
وفي عام 2009، أدرجتها الولايات المتحدة ضمن قائمة “المنظمات الإرهابية العالمية الخاضعة لإدراج خاص”، بعد الهجوم الذي شنته المجموعة وقتها على القوات الأمريكية في العراق.
وحسب التقرير، تعتبر المجموعة الفصيل الأكثر نفوذًا في قوات “الحشد الشعبي” العراقية، وتسيطر على الإدارات الرئيسية مثل: رئاسة الأركان والأمن والاستخبارات والصواريخ والأسلحة المضادة للدروع.
ويمول كتائب “حزب الله” “الحرس الثوري” بشكل جزئي، في حين تمتثل المجموعة لتنفيذ إجراءات محددة بموجب تعليمات فيلق القدس.
وتزود إيران المجموعة بالمساعدة المالية والعسكرية وتشاطر معها معلومات استخباراتية، وتساعد في اختيار قادتها والإشراف عليها.
ويصل المجموعة دعم جزئي من جهة الدولة العراقية، حيث تسيطر على الألوية “45” و”46″ و”47″ التابعة لقوات “الحشد الشعبي” التي تمولها الدولة.
كيف تعرف نفسها
تعرف المجموعة نفسها عبر موقعها الرسمي، أنها تشكيل جهادي إسلامي مقاوم يؤمن بمبادئ الإسلام وينتهج خط الإسلام المحمدي الأصيل وآل البيت، يهدف لتحكيم الإسلام في كل زمان ومكان وفي مختلف المجالات بما فيها الثقافية والسياسية، ويرفض التكفير والإقصاء والتمييز على أساس الدين أو الطائفة أو القومية أو العرق.
وتؤيد كتائب “حزب الله” ولاية الفقيه، وترى أنها الطريق الأمثل لتحقيق حاكمية الإسلام، وأن الإنجاز “العظيم” في تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران مرحلة أساسية في التمهيد لدولة “العدل الإلهي”.
ومن أهداف المنظمة سابقًا وحتى الآن، محاربة النظام البعثي، و”الاحتلال” الأمريكي للعراق، و”داعش” (تنظيم الدولة الإسلامية)، والزمر التكفيرية، بحسب ما تقوله في موقعها، وتعتبر أن لها الدور الحاسم والأساسي بطردهم من العراق.
ولا توجد أرقام رسمية لعدد عناصر المجموعة، في العراق أو العراق، ويديرها “مجلس شورى” يتألف من 5 إلى 7 أعضاء، بمن فيهم “مراقب” خارجي من “فيلق القدس” التابع لـ “الحرس الثوري الإيراني” أو من “حزب الله” اللبناني، بحسب تقرير معهد “واشنطن”.
ويشغل منصب الأمين العام لـ”حزب الله”، أحمد محسن فرج الحميداوي، الملقب بـ”أبو حسين”.
عملياتها داخل سوريا
منذ بداية الحرب على غزة بدأت “المقاومة الإسلامية في العراق” والتي تضم كتائب “حزب الله في العراق”، كجزء منها، بالقيام باستهدافات للقواعد الأمريكية في سوريا، خاصة معمل غاز “كونيكو”، وقاعدة “حقل العمر” في ريف دير الزور، والتي تعتبر أكثر المواقع استهدافًا لقربها من أماكن تواجد الفصائل الموالية لإيران.
وتستخدم هذه الفصائل حسب أحدث دراسة لمركز “حرمون“، صواريخ قصيرة المدى، وصواريخ الكاتيوشا، وقذائف الهاون، وراجمات الصواريخ، وطائرات مسيرة، ومدفعية، في استهدافاتها.
وكان الهجوم على قاعدة “التنف” وبرج “22” على الحدود الأردنية السورية، الأول من نوعه الذي يخلف قتلى وجرحى من القوات الأمريكية.
ولم تكن هذه الاستهدافات ضمن “المقاومة الإسلامية العراقية” أول العمليات التي تتواجد فيها كتائب “حزب الله” في سوريا، إذ لعبت المجموعة إلى جانب “حزب الله” اللبناني دورًا بارزًا في معارك حلب عام 2015، والغوطة الشرقية عام 2018 إلى جانب النظام السوري ضد قوات المعارضة السورية.
وبحسب مراسل عنب بلدي في دير الزور، يوجد حضور للمجموعة في المنطقة، وكان لها ظهور أمس خلال اشتباكات جرت بين مدنيين وعناصر يتبعون لميليشيات إيرانية، بعد أن جرت محاولة لطرد حجاج عراقيين قادمين من معبر البوكمال.
اقرأ أيضًا: ما قاعدة “التنف” التي قتل فيها ثلاثة جنود أمريكيين