أزمة الوقود تشل النقل الداخلي في القامشلي
تعاني مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، حيث تسيطر “الإدارة الذاتية”، من أزمة حادة في إمدادات الوقود، ما ألقى بظلاله على قطاع النقل الداخلي، إذ توقفت حافلات النقل وسيارات الأجرة عن العمل متأثرة بالأزمة القائمة.
وإثر نقص الوقود في أسواق المدينة اضطر أصحاب السيارات لركنها جانبًا، أو تقليل ساعات العمل، بحسب ما قاله بعضهم لعنب بلدي، خصوصًا أن “الإدارة الذاتية” لم تسلم السائقين مخصصاتهم الأسبوعية من المحروقات.
سند عبد المعطي (49 عامًا)، سائق لسيارة أجرة على خط الكراجات بمدينة القامشلي، أبدى انزعاجه من التحديات التي يواجهها نتيجة تأخر استلام مخصصات سيارته من المحروقات منذ مطلع العام الحالي.
وقال لعنب بلدي إنه لم يتلق مخصصات البنزين منذ أكثر من عشرة أيام، ما اضطره لشراء المحروقات من السوق السوداء بسعر يصل إلى 7000 ليرة سورية لليتر الواحد من المازوت.
وفي ظل هذه الظروف، اضطر سند لتقليل ساعات عمله لتوفير استخدام المحروقات، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي أثر سلبًا على المردود المادي لعمله، رغم أنه كانه يحصل على عائد مادي جيد في فصل الشتاء.
وبحسب وكالة “هاوار“، المقربة من “الإدارة الذاتية”، فإن حركة النقل الخاص والعام مهددة بالشلل، بعد تشكل طوابير من السيارات في محطات المحروقات بمدينة الحسكة على امتداد أكثر من ثلاثة كيلومترات، على أمل الحصول على مخصصاتها من الوقود.
وأرجعت “هاوار” أسباب الأزمة إلى حملة القصف التركي التي طالت المنطقة قبل أكثر من أسبوع، واستهدفت المنشآت الحيوية شمال شرقي سوريا.
توقف عن العمل
يبلغ ياسين أحمد من العمر 55 عامًا، وهو صاحب سيارة أجرة يعمل على خط الكورنيش في مدينة القامشلي، ويواجه حاله حال سائقين آخرين صعوبات نتيجة توقف سيارته عن العمل بسبب نقص الوقود المستمر في المنطقة.
ياسين قال لعنب بلدي إنه لا يستطيع قيادة سيارته بسبب سنه، لذا قرر توظيف سائق يدير السيارة ويتقاسم معه الأرباح اليومية، ومنذ أكثر من 20 يومًا، توقفت سيارته عن العمل بسبب نقص حاد في إمدادات الوقود في المنطقة، ما تركه بمواجهة أزمة مالية.
وأضاف أن السائق اضطر لترك العمل على سيارة الأجرة، نظرًا لعدم قدرته على الانتظار في طوابير المحروقات بمدينة القامشلي، التي قد تمتد من الساعة الثالثة صباحًا، حتى ظهر اليوم نفسه.
وكان ياسين يحصل على مخصصات بنزين مرة خلال 15 يومًا، بمقدار 40 لتر في كل مرة، وبسعر 1800 ليرة سورية لليتر الواحد، لكن ومنذ بداية العام الحالي، لم يحصل على أي مخصصات من المحروقات، ما اضطره لشرائه من السوق السوداء بسعر 7000 ليرة سورية.
ارتفاع سعر المحروقات يجعل من تحقيق مرابح من عمله كسائق أجرة أمر صعب، بحسب ما قاله لعنب بلدي، ما دفعه لتوقيف سيارته وتركها أمام المنزل دون تحقيق أي دخل مالي لاسرته.
ماذا تقول “الإدارة الذاتية”
مصدر مسؤول في هيئة المحروقات التابعة لـ”الإدارة الذاتية” تحفظ على اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام دون ترخيص مسبق، قال لعنب بلدي إن منطقة شمال شرقي سوريا تعيش أزمة محروقات بعد خروج المنشآت النفطية عن الخدمة نتيجة القصف التركي الذي شهدته المنطقة.
وأضاف أن “الإدارة الذاتية” تسعى لإيجاد حلول حتى لو كانت مؤقتة لحلحلة الأزمة القائمة، إذ تعمل حاليًا على استيراد الغاز من شمالي العراق وتوفيره في السوق المحلية بسعر عشرة دولارات لاسطوانة الغاز الواحدة.
وأشار إلى أن هذه الخطوات ستكون حلولًا مؤقتة ريثما يتم إصلاح خطوط الغاز.
وسبق أن قالت الرئيسة المشتركة للإدارة العامة للنفط والمحروقات في “الإدارة الذاتية”، عبير خالد، في 16 من كانون الثاني الحالي،إن القصف التركي أسفر عن خروج منشآت نفطية عن الخدمة، وهي محطة “العودة” ومحطة “كربي” ومصفاة “الطفلة”، إضافة إلى معمل غاز “السويدية”.
وتسبب تعطل تلك المنشآت بتقليل إمداد المحروقات لقطاعات الطاقة، والمياه، والزراعة، والتدفئة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :