قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إن مسألة تطبيع العلاقات بين النظام السوري وتركيا، انهارت نهاية عام 2023.
وأوضح لافرنتييف أن مسار التقارب توقف إلى حد ما نهاية الخريف الماضي، لأن الجانب السوري شعر أن من الضروري الحصول على ضمانات من الجانب التركي بأن القوات العسكرية التركية الموجودة في سوريا ستنسحب “على المدى الطويل”.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية، مساء الاثنين 29 من كانون الثاني، عن المسؤول الروسي أنه “لا أحد يقول أن هذه القوات العسكرية سيجري سحبها في الوقت القريب”، ومع ذلك فهذا غير مقبول لأنقرة لأسباب معينة.
وقال لافرنتييف، “رغم أنني أعتقد أن مثل هذه التصريحات صدرت بشكل غير رسمي وعلى مستويات مختلفة من قبل الجانب التركي، وأنهم لن يبقوا في سوريا، وعاجلًا أم آجلًا ستسحب تركيا قواتها عند استيفاء الشروط المناسبة”.
لافرنتييف اعتبر أن أنقرة لا تريد جعل هذا المسار رسميًا، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام دمشق، لأن الشعب لن يفهم تصرفات حكومته التي ستتفاوض مع دولة “تحتل” جزءًا من الأرضي السورية بضعف مساحة لبنان تقريبًا.
كما اعتبر أن مسألة التطبيع التركي مع دمشق لا تزال في طليعة النهج الروسي تجاه سوريا، مع الاعتقاد أن هذه القضية مهمة وتحتاج إحراز تقدم.
لا لقاء على هامش “أستانة”
رغم أن الجولة الـ20 من المسار السياسي شهدت لقاء بين أطراف الرباعية (تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري) يتعلق بمسار التقارب التركي مع دمشق، فإن الجولة الـ21، التي انعقدت في أستانة، قبل أيام، لم تتبع خطى سابقتها، في ظل فتور في هذا المسار الذي توقفت لقاءاته عند هذا الحد.
كما لم يلتقِ الوفد التركي الذي ترأسه نائب وزير الخارجية، أحمد يلدز، بوفد النظام السوري، مكتفيًا بلقاء وفد المعارضة السورية.
وفي 28 من كانون الأول 2022، انطلق دون تمهيدات معلَنة مسار التقارب التركي مع النظام السوري، ليفتح الباب على لقاءات متتابعة غرضها تحقيق لقاء بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، على طاولة واحدة.
وهو ما لم يتحقق بعد رغم جهود الوساطة الروسية أولًا، ودخول إيران على خط المفاوضات ثانيًا.
ورغم اقتصار اللقاءات بعد الانتخابات الرئاسية التركية (28 من أيار 2023) على لقاء واحد، فإن المحاولات الروسية لبث الروح في هذا المسار استمرت.
وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في 20 من أيلول في العام نفسه (بعد نحو ثلاثة أشهر من أحدث لقاءات مسار التقارب وآخرها حاليًا)، أن موسكو تعمل على تحسين خارطة طريق بشأن العلاقات بين أنقرة ودمشق.
اقرأ المزيد: عام على مسار تقارب أنقرة- دمشق.. لقاءات وشروط ولا خروقات