درعا.. فصائل تلاحق متهمين بالانتماء لتنظيم “الدولة” مجددًا

  • 2024/01/30
  • 11:12 ص
مقاتلون من فصائل محلية يهاجمون منزل لملاحقة مجموعة تتهم بالتبعية لتنظيم الدولة بمدينة نوى غربي محافظة درعا- 28 من كانون الثاني 2024 (Bosra Press/ فيس بوك)

مقاتلون من فصائل محلية يهاجمون منزل لملاحقة مجموعة تتهم بالتبعية لتنظيم الدولة بمدينة نوى غربي محافظة درعا- 28 من كانون الثاني 2024 (Bosra Press/ فيس بوك)

أطلقت فصائل محلية في مدينة نوى غربي محافظة درعا حملة تفتيش استهدفت الحي الشمالي بحثًا عن عناصر تابعين لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن الفصائل أطلقت، الاثنين 29 من كانون الثاني، حظرًا للتجوال في المدينة، وباشرت بحملة تفتيش شملت معظم منازل الحي، دون معلومات عن نتائج الحملة.

قيادي في فصيل محلي بمدينة نوى قال لعنب بلدي إن الحملة جاءت استكمالًا لنشاط الفصائل بمواجهة نشاط التنظيم، وتهدف للبحث عن عناصر يتخفون بين المدنيين، ورفض الإفصاح عما إذا كانت الحملة افضت لاعتقال عناصر من التنظيم.

وأضاف القيادي، الذي تحفظ على اسمه لأسباب أمنية، أن مواجهات نشبت بين أفراد من التنظيم، والمجموعات المحلية في المدينة، وانحصرت في منزل واحد داخل نوى، وخلّفت هذه المواجهات أضرار وصفها بـ”البسيطة”.

وأرجع القيادي أسباب وجود عناصر من التنظيم في الحي الشمالي لمدينة نوى، هو أنه خالي من أي انتشار عسكري لقوات النظام أو المجموعات التابعة ما سهل لخلايا التنظيم السكن فيه.

واندلعت أمس اشتباكات في المدينة بين مجموعات تتبع لـ”اللجان المركزية” مدعومة بعتاد وعناصر من “اللواء الثامن” (يتبع لـ”الأمن العسكري”) وبين خلايا تحصنوا في منزل بالمدينة.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل سبعة أشخاص من عناصر التنظيم بينهم أسامة العزيزي القيادي الأبرز في التنظيم، وعوض الشبلي الذي ينحدر من بلدة القصيبة في محافظة القنيطرة، وآخر يعرف باسم زكوان ينحدر من الحجر الأسود بريف دمشق.

مصدر عسكري في المجموعات المحلية التي نفذت عملية التفتيش، قال لعنب بلدي إن المجموعة كانت تعيش حياة طبيعية وكان أعضاؤها من الرجال والنساء يعملون بالزراعة، وبعد مهاجمة منزلهم تبين أنه يحوي قياديين وكميات من الأسلحة أدت إلى صمود المجموعة في اشتباك متواصل ما يقارب عشر ساعات.

وأضاف المصدر، الذي تحفظ على اسمه لأسباب أمنية، أن الفصائل المحلية عرضت على أفراد المجموعة تسليم أنفسهم بعد حصار منزلهم، لكنهم رفضوا، عقب ذلك سمحت الفصائل للنساء والأطفال الخروج من المنزل دون اعتراضهم.

وتعتبر عملية التفتيش امتدادًا لاشتباكات اندلعت في 28 من كانون الثاني الحالي، بمدينة نوى استمرت لأكثر من 12 ساعة، ونتج عنها مقتل اثنين من عناصر الفصائل المحلية المنبثقة عن “اللجان المركزية”، وسبعة من عناصر مجموعة تتهم بالانتماء لتنظيم “الدولة”، بحسب ما نشره موقع “درعا 24” المحلي.

وتندلع بين الحين والآخر اشتباكات بين المجموعات المحلية وخلايا تنظيم “الدولة”، وفي 8 من كانون الأول، شهدت بلدة اليادودة اشتباكات شاركت فيها فصائل “اللجنة المركزية” مدعومة من “اللواء الثامن” ضد مجموعات يقودها محمد جادالله الزعبي، المتهم بالتستر واحتواء مجموعات لتنظيم “الدولة”.

تياران محليان في درعا

إلى جانب النظام السوري، ينتشر في درعا تياران عسكريان أحدهما يحسب على “اللجان المركزية” التي شُكلت عام 2018، وكانت مسؤولة عن المفاوضات النظام السوري، والثاني يتهم بالانتماء لتنظيم “الدولة”، وينفي ذلك.

التطورات التي أدت إلى تشكل ملامح هذه التيارات كانت بدايتها عام 2018، عندما سيطر النظام بدعم روسي- إيراني على الجنوب السوري، شُكلت حينها “اللجان المركزية” بثلاث مكونات رئيسية وهي “لجنة درعا البلد” و”لجنة الريف الغربي” وفصيل “اللواء الثامن” بقيادة أحمد العودة الذي تبع لـ”الفليق الخامس” المشكل روسيًا عام 2016 ثم تبع إلى “الأمن العسكري”.

وفي بداية تشكيل “اللجان”، انضم لها معظم القادة العسكريين في درعا، إذ كانت المفاوضات في بدايتها محصورة مع الجانب الروسي، ولكن نتيجة عدم إيفاء الروس بوعودهم بالضغط على النظام السوري في الإفراج عن المعتقلين، وسحب الحواجز الأمنية وعودة الموظفين المفصولين، وحل مسألة المنشقين، تراجع الدور الذي تلعبه “اللجان المركزية” وانشق عنها بعض القادة مثل خلدون الزعبي، ومحمد جادالله الزعبي، وأدهم الأكراد (جميعهم قتلوا بأحداث متفرقة).

ومع تحول المحافظة إلى ساحة اغتيالات على صعيد جميع الأطراف، عزز التوتر الأمني حضوره عندما وجدت شخصيات كانت محسوبة على “الجيش الحر” نفسها في تحالف وثيق مع تنظيمات متشددة مثل “هيئة تحرير الشام” و”تنظيم الدولة”، لكنها كانت ولا تزال متفرقة ولا تخضع لقرار مركزي على عكس الجهة المقابلة التي تتحكم بها “اللجان المركزية” عبر التنسيق فيما بينها.

وتتهم المجموعات المنشقة عن “اللجان المركزية”، الجهة المقابلة بأنها تتبع للنظام السوري، وتنفذ عمليات واستهدافات بالنيابة عنه في درعا.

اقرأ أيضًا: تياران عسكريان يعقدان المشهد الأمني في الجنوب السوري

النظام يستثمر

صحيفة “الوطن” المحلية، نقلت أمس الاثنين، عن مصدر رسمي في محافظة درعا، أن “الجهات المختصة” قضت على “والي حوران” في تنظيم “الدولة”، أسامة العزيزي، وعدد آخر من قياديي التنظيم خلال عملية أمنية نفذتها “الجهات المختصة” والقوات الرديفة.

وقالت الصحيفة إن عملية أمنية استهدفت منزلًا يتحصن فيه “إرهابيون” من تنظيم “الدولة” في الحي الشمالي في مدينة نوى.

وأضافت الصحيفة نقلًا عن المصدر الذي لم تسمّه أن العمليات الأمنية المركّزة مستمرة ضد خلايا التنظيم في درعا.

وسبق أن نشبت مواجهات مشابهة استمرت لأيام في مدينة درعا البلد، طالت مجموعة محلية اتهمتها فصائل “اللجان المركزية” بالتبعية لتنظيم “الدولة”، وهو ما نفاه قائد المجموعة في حديث لعنب بلدي عبر مراسلة إلكترونية، وخرج النظام السوري حينها ليتبنى العملية التي طالت المجموعة في درعا البلد.

وهو ما حصل في مدينة جاسم أيضًا العام الماضي، عندما أطلقت حملة لملاحقة خلايا تنظيم “الدولة”، وأسفرت عن مقتل زعيم التنظيم “أبو حسين القرشي”.

وتبنى النظام قتل زعيم التنظيم حينها أيضًا، لكن الفصائل المحلية نفت مباشرة ضلوع النظام في العملية الأمنية، أو تدخله في أي من أحداثها.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا