واشنطن تحافظ على موقفها: لا صراع أوسع مع إيران
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن هوية قتلى الجيش الأمريكي باستهداف طائرة مسيّرة استهدفتهم شمال شرقي الأردن بمحاذاة الحدود السورية، وحمّلت إيران مسؤولية الهجوم مجددًا، لكنها قالت إنها لا تسعى لإشعال حرب إقليمية في المنطقة.
وقالت الوزارة في بيان فجر اليوم، الثلاثاء 30 من كانون الثاني، إن حصيلة الاستهداف النهائية هي ثلاثة قتلى، وأكثر من 40 جريحًا جميعهم أفراد من الجيش الأمريكي.
وعقب البيان عقدت نائبة السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون”، سابرينا سينغ، مؤتمرًا صحفيًا أجابت فيه على أسئلة الصحفيين، وحملّت خلاله مسؤولية الهجوم لإيران بشكل متكرر، بحسب ما نشرته الدفاع الأمريكية.
وحول ارتباط هذه الهجمات بالحرب الدائرة في فلسطين، قالت سينغ إن أكثر من 100 هجوم طال القوات الأمريكية في العراق وسوريا، وأحدثها في الأردن، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى اتساعًا لهذا الصراع، واعتبرت أنه لا يزال محصورًا في غزة.
وعلى الرغم من أن الموقف الأمريكي لم يتغير، إذ لا تزال واشنطن تتجنب صدامًا مباشرًا مع طهران، قالت سينغ إن الهجوم على قاعدة للجيش الأمريكي في الأردن هو “هجوم تصعيدي” لكن بلادها لا تريد حربًا إقليمية واسعة النطاق.
ولم تنفِ سينغ أن بلادها سترد على الهجوم، إذ كررت حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الدفاع لويد أسوتن، “سنرد في الوقت والمكان الذي نختاره”.
الهجوم الذي طال القوات الأمريكية بين الأردن وسوريا لم يختلف جذريًا عن الهجمات التي طالت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، بحسب سينغ، باستثناء أنه كان يهدف لقتل أفراد من الجيش الأمريكي.
وبلغ عدد الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق منذ 17 من تشرين الأول 2023، حوالي 165 هجومًا، منها 66 في العراق، و98 في سوريا وواحد في الأردن، بحسب سينغ.
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قال، في 28 من كانون الثاني، إن ثلاثة عسكريين أمريكيين قتلوا وأصيب آخرون في هجوم بطائرة مسيرة على قوات أمريكية متمركزة في شمال شرقي الأردن قرب حدود سوريا، متهمًا جماعات مدعومة من إيران بتنفيذ الهجوم.
الهجوم أحدث جدلًا حول موقعه، إذ قيل في البداية إنه داخل الأراضي الأردنية، لكن الأردن نفى ذلك مباشرة، وقال إن القاعدة العسكرية المستهدفة تقع داخل الأراضي السورية بمحاذاة حدوده الشمالية.
اقرأ أيضًا: ما قاعدة “التنف” التي قتل فيها ثلاثة جنود أمريكيين
إيران تتنصل
في 28 من كانون الثاني، قالت ممثلیة إيران في الأمم المتحدة إنه لا علاقة لبلادها بالهجوم الذي طال موقعًا أمريكيًا بالقرب من قاعدة “التنف” الأمريكية على المثلث الحدودي بين الأردن وسوريا والعراق، وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن الممثلية، أن لا علاقة لإيران بهذه الهجمات، معتبرة أن “صراعًا” يدور بين الجيش الأمريكي و”قوات المقاومة” نجمت عنه استهدافات متفرقة من الجانبين لبعضهما.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، عبر بيان، إن ميليشيات مدعومة من إيران مسؤولة عن الهجمات المستمرة على القوات الأمريكية، مشيرًا إلى أن بلاده سترد في الوقت والمكان الذي تختاره.
وأضاف أن حكومة بلاده لن تتسامح مع الهجمات على القوات الأمريكية، وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتها ومصالحها.
“المقاومة الإسلامية في العراق” أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، إذ قالت إنها استهدفت بطائرات مسيّرة أربع قواعد أمريكية، منها ثلاث في سوريا، هي قاعدة “الشدادي” في الحسكة، وقاعدتا “الركبان”، و”التنف”، إلى جانب استهداف رابع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
و”المقاومة الإسلامية” هي تحالف من الفصائل العسكرية التي تشير إليها الولايات المتحدة على أنها وكيلة لإيران، وتنتشر في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وهي المسؤولة عن معظم الاستهدافات التي طالت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق منذ منتصف تشرين الأول 2023.
اقرأ أيضًا: ما أسباب تجنب الصدام المباشر بين أمريكا وإيران
دفع أمريكا للانسحاب
سبق أن قال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، العميد بات رايدر، إن وكلاء إيران يستغلون “الحرب” الدائرة في غزة لدفع أمريكا نحو الانسحاب من سوريا والعراق.
وأضاف في مؤتمر صحفي مسجل، أن وكلاء إيرانيين يحاولون الاستفادة من الحرب في غزة لتحقيق أهدافهم الخاصة.
وفي حالة العراق وسوريا، تطمح هذه الجماعات منذ فترة طويلة لرؤية القوات الأمريكية تغادر، بحسب رايدر، مشيرًا إلى أن وجود قوات بلاده في العراق جاء بدعوة من الحكومة العراقية، ويركز فقط على هزيمة تنظيم “الدولة”، دون الإشارة إلى مبررات انتشارها في سوريا.
رايدر اعتبر أن الحرب الدائرة في فلسطين تم احتواؤها، لكن وكلاء إيران مستمرون بمحاولات استغلال الموقف.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :