قالت وزارة الدفاع في حكومة النظام السوري، إن هجومًا إسرائيليًا طال موقعًا بمحيط العاصمة دمشق، أسفر عن مقتل مستشارين إيرانيين وعدد من المدنيين، كما تسبب بجرحى لم تحدد أعدادهم بدقة، ثم أعادت تعديل المنشور، وحذفت منه الجزئية التي تتحدث عن مقتل المستشارين.
وأضافت عبر منشور في “فيس بوك” اليوم، الاثنين 29 من كانون الثاني، أن إسرائيل استهدفت من اتجاه الجولان السوري المحتل عددًا من النقاط جنوب دمشق، ما أدى إلى مقتل مستشارين إيرانيين.
الوزارة أشارت إلى أن الهجوم أسفر عن قتلى وجرحى مدنيين لم تحدد أعدادهم.
ولم تعترف إيران بمقتل أفراد من “الحرس الثوري الإيراني” أو مستشارين يتبعون لها في سوريا حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
السفير الإيراني في سوريا، حسين أكبري، قال عبر “إكس”، إن الهجوم الإسرائيلي لم يستهدف أي مركز استشاري لإيران، ولم يقتل أي مواطن أو مستشار إيراني فيه.
وكالات إخبارية إيرانية اكتفت بنقل الخبر الذي نشرته وزارة الدفاع السورية، لكنها تجاهلت الجزئية التي تتحدث عن مقتل مستشارين إيرانيين في الاستهداف الإسرائيلي.
وقالت وكالة “مهر” الإيرانية، إن غارة جوية استهدفت مناطق جنوب دمشق، أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين ووقوع أضرار.
وكالة “تسنيم” الإيرانية نقلت عن مصدر عسكري سوري لم تسمّه أن “عدوانًا جويًا” أسفر عن مقتل مدنيين، إلى جانب أضرار مادية، دون الإشارة إلى مقتل مستشارين.
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بيان وزارة الدفاع بحكومة النظام السوري، لكنها حذفت منه جزئية مقتل المستشارين الإيرانيين.
وكانت وكالة “سبوتنيك” الروسية قالت من جانبها، إن الدفاعات الجوية السورية تصدت لـ”عدوان إسرائيلي” اليوم، الاثنين 29 من كانون الثاني، تزامنًا مع سماع أصوات انفجارات في منطقة السيدة زينب بمحيط العاصمة دمشق.
وأضافت أن المعلومات الأولية تفيد بإطلاق صواريخ من أجواء الجولان السوري المحتل باتجاه سوريا، استهدفت بعض المواقع في محيط منطقة السيدة زينب دون تحديد طبيعة هذه المواقع.
الوكالة قالت إنها حصلت على معلومات تؤكد التصدي لمعظم الصواريخ الإسرائيلية قبل وصولها إلى أهدافها.
من جانبه قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” (مقره لندن)، إن انفجارات عنيفة دوت في محيط العاصمة دمشق ناجمة عن استهداف جوي يرجح أنه إسرائيلي لمزرعة تعتبر مقرًا لميليشيا “حزب الله” اللبناني و”الحرس الثوري الإيراني”.
واكتفت وسائل إعلام إسرائيلية منها “the Jerusalem post” بنقل الخبر عن وسائل إعلام سورية.
استهدافات متكررة
تتكرر الاستهدافات الإسرائيلية في سوريا منذ سنوات، إذ تستهدف مواقع وقوافل أسلحة تسيّرها إيران لدعم ميليشيا “الله اللبناني”، كما طالت مؤخرًا شخصيات في “الحرس الثوري الإيراني” في سوريا نعتهم إيران لاحقًا.
وفي 20 من كانون الثاني الحالي، قتلت غارة إسرائيلية في قلب العاصمة دمشق خمسة أفراد من “الحرس الثوري” في سوريا، بحسب ما أعلنت عنه إيران حينها.
وجاء في بيان “الحرس الثوري” حينها، “جراء العدوان الصهيوني الوحشي والمجرم على دمشق، استشهد خمسة من المستشارين العسكريين لـ(الحرس الثوري) والمدافعين عن العتبات، وعدد من القوات السورية”.
وفي 25 من كانون الأول 2023، قصفت طائرة إسرائيلية منزلًا في بلدة السيدة زينب بمحافظة ريف دمشق، ما أسفر عن مقتل أحد أقدم مستشاري “الحرس الثوري” في سوريا رضي موسوي.
وتعتبر دمشق وحمص مركزين رئيسين للنشاط الإيراني، فالمنطقتان الجغرافيتان “محطات تخزين” قصير المدى للأسلحة قبل تسليمها إلى “حزب الله” في لبنان، و”محطات تخزين” طويلة الأمد لاستخدامها في المستقبل من قبل “المحور الشيعي” في سوريا، وفق تقرير لمركز “الما” البحثي الإسرائيلي، صدر في 2 من نيسان 2023.
–