أصدرت محكمة “التحكيم الرياضية” (CAS)، قرارًا ينص على منع نادي الاتحاد (أهلي حلب) والوحدة من التعاقدات الخارجية مع اللاعبين والمدربين لمدة ثلاث سنوات، حسب ما نشرته جريدة “الوطن” المحلية، في 27 من كانون الثاني.
وجاء قرار المنع بعد أن تخلف الناديان عن دفع المستحقات المالية للاعب الاتحاد النيجيري أوكيكي أفولابي، ومدرب فريق الوحدة الصربي سنسيا دوبراسينوفيتش.
وحسب الجريدة، يمكن رفع الحظر عن الناديين في حال دفعا مستحقات اللاعب والمدرب ومصاريف المحكمة.
قضية دوبراسينوفيتش
اطلعت عنب بلدي على وثائق القضية وقرار التحكيم، الذي صدر في 6 أيلول 2023، بخصوص رفع المدرب دوبراسينوفيتش دعوى “FIFA FT”، ضد نادي الوحدة مطالبًا فيها دفع مبالغ مستحقة قدرها 10 آلاف دولار أمريكي، والقيمة المتبقية للعقد وقدرها 50 ألف دولار كتعويض، إضافة للفوائد والتكاليف المترتبة عليه.
وذلك بعد أن أرسل المدرب خطابًا للنادي طالب فيه دفع راتبه لشهري حزيران وتموز 2022، إضافة لتعويض عن إنهاء عقد العمل دون سبب عادل، حسب نص القرار.
وأبرم نادي الوحدة عقدًا مع المدرب الصربي، في 19 من أيار 2022، يمتد حتى نهاية الموسم 2022- 2023، وفق شروط.
وتتضمن الشروط رسم التوقيع ويكلف 2500 دولار، وراتبًا شهريًا قدره خمسة آلاف دولار، والتكفل بالإقامة الفندقية والنقل وتذاكر الطيران، إضافة لمكافأة ومدفوعات متغيرة تخضع للنجاح الرياضي للنادي.
وجاء في الشرط الأخير، أنه في حال رغب أي من الطرفين إنهاء العقد، سيدفع الطرف الراغب للأخر مبلغًا يعادل راتب شهر، عقوبة الإنهاء المبكر لعقد العمل، كشرط جزائي.
وأصدرت محكمة كرة القدم، في 18 كانون الثاني 2023، قرارًا يُلزم فيه نادي الوحدة على دفع جميع التكاليف المترتبة على النادي للمدرب دوبراسينوفيتش.
وتبعها في شهر شباط طلب استئناف رفعته إدارة نادي الوحدة، والذي جرى رفضه من قبل المحكمة، كونه لم يأتِ خلال المدة المحددة لطلب الاستئناف وهو عشرة أيام، نتيجة لذلك، أصبح القرار نهائيًا وملزمًا ويعتبر الطرف المعني قد تنازل عن حقه في تقديم استئناف.
وكانت حجة النادي بطلب الاستئناف المتأخر، أن إدارة النادي القديمة منعت الحالية من الوصول إلى عنوان البريد الإلكتروني للنادي الذي كانت ترسل له مراسلات المحكمة.
ردت “FIFA” على هذا الادعاء، أن الاتصالات تجري عبر البريد الإلكتروني الذي يقدمه الطرف، أو ذلك الموجود في “TMS” (منصة إلكترونية لأعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم لتسجيل انتقال اللاعبين بين الأندية)، ويجب على النادي التأكد من أن تفاصيل الاتصال الخاصة بهم محدثة دائمًا.
وأضاف أن الإخطار المُرسل لم يكن لإدارة النادي بل للنادي نفسه، وجرى الإرسال لعنوان البريد الإلكتروني للنادي الذي يظهر في “TMS”.
وحسب نص المحكمة، لم يقدم النادي أي أدلة بخصوص حجته، بينما قدم “FIFA” أدلة تظهر أن النادي دخل في نظام “TMS”، عدة مرات من 5 تموز 2022 إلى 6 حزيران 2023.
وعلى أساس هذه النتائج، يلزم النادي بدفع مستحقات المدرب، إضافة لمبلغ 2000 فرنك سويسري (المكان الذي جرت فيه الدعوة مدينة لوزان في سويسرا) كمساهمة في التكاليف القانونية.
الاتحاد وأوكيكي
يأتي قرار المحكمة الذي نقلته جريدة “الوطن”، بعد أن أعلن نادي الاتحاد فسخ عقد مهاجمه النيجيري أوكيكي أفولابي، في 21 كانون الأول 2022، بالتراضي بعد أن غادر اللاعب سوريا منذ أكثر من شهر لعدم دفع مستحقاته المالية.
وقال عضو مجلس إدارة النادي ومشرف كرة القدم، أيمن حزام، إن النادي فسخ عقد أوكيكي بالتراضي بعد إجراء تسوية مع وكيل أعمال اللاعب، جراء الوضع المادي الصعب الذي يمر به النادي”.
وأوضح حزام أن الأمور المالية تشكّل عائقًا كبيرًا أمام مجلس إدارة النادي، إذ لم تُصرف مستحقات اللاعبين المتأخرة منذ أشهر، وفق ما نقلته إذاعة “صدى إف إم” المحلية.
ونقل موقع “أثر برس” حينها، عن مصدر خاص في النادي، أن اللعب عاد إلى بلاده منذ شهر من الإعلان، لعدم دفع مستحقاته المالية رافضًا العودة قبل إرسال المبلغ المستحق له إلى نيجيريا.
تعاقدت إدارة النادي مع المهاجم أفولابي في تموز 2022، دون تحديد مدة العقد أو قيمته، كما تعاقدت مع المدافع الغاني جوزيف أدجي.
وتعاني الأندية في سوريا ضائقة مالية، وقرر اتحاد الكرة عام 2022 تأجيل الدوري لجميع الدرجات والفئات العمرية (لكرة القدم، وكرة السلة) بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، ومن أجل تخفيف العبء عن الأندية الرياضية، حسب بيان له.
ويتعرض الدوري السوري لانتقادات واسعة تتعلق بتدني المستويات، وانتشار “الفساد والواسطة”، وعقب كل حادثة تظهر تعليقات من المشجعين وموجات سخرية، ومطالب بإغلاق الدوري، واحترام الجماهير المتابعة والمترقبة، ويشهد بشكل متكرر حالات شغب جماهيرية كثيرة.
كما يتعرّض الاتحاد الرياضي العام لاتهامات بفقدانه منظومة كرة القدم، وفشله في تحقيق نتائج إيجابية، واستخدامه الظروف الحالية في سوريا حجة لتبرير فشله.
محكمة “التحكيم الرياضية” (CAS)
يعترف “FIFA” بمحكمة التحكيم الرياضي المستقلة (CAS)، بموجب “المادة 56” من نظامه الأساسي، التي يقع مقرها بمدينة لوزان السويسرية، وذلك للبت في المنازعات القائمة بين “FIFA” والاتحادات الأعضاء والاتحادات القارية والدوريات والأندية واللاعبين والمسؤولين والوسطاء والمرخصّين ووكلاء المباريات المرخص لهم.
تخضع إجراءات التحكيم للأحكام المتعلقة بالتحكيم الرياضي في ميثاق هذه المحكمة، التي تعمل أساسًا بلوائح “FIFA” المختلفة ثم بمقتضيات القانون السويسري.