حفلت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم، الاثنين 29 من كانون الثاني، بأخبار الهجوم على قاعدة “التنف” شرقي محافظة حمص، على المثلث الحدودي بين الأردن وسوريا والعراق.
وأدى الهجوم إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة 34 آخرين، واتهم وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في بيان، ميليشيات مدعومة من إيران بتنفيذه.
وتداولت الصحف ووكالات الأنباء الأمريكية، أخبار الهجوم، وتأثيراته المحتملة على الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية نهاية 2024، وكذلك على الشرق الأوسط.
دعوات للرد
وكالة “رويترز” قالت إن الهجوم أدى لزيادة الضغط السياسي على بايدن، لتوجيه ضربة مباشرة لإيران، وهي خطوة كان مترددًا بتنفيذها، خوفًا من إشعال حرب إقليمية.
وأضافت أن الرد لدى الرئيس الأمريكي، يمكن أن يشمل استهداف القوات الإيرانية داخل وخارج إيران، أو شنّ هجوم انتقامي ضد الميليشيات فقط.
وأشارت الوكالة إلى أن أعضاء الحزب الجمهوري يتهمون بايدن بجعل القوات الأمريكية سهلة المنال، ونقلت عن السيناتور الجمهوري، توم كوتون قوله، إن الرد الوحيد يجب أن يكون انتقامًا عسكريًا مدمرًا ضد القوات الإيرانية، سواء في إيران أو جميع أنحاء الشرق الأوسط.
في حين دعا رئيس لجنة الرقابة العسكرية في مجلس النواب الأمريكي، مايك روجرز، لاتخاذ إجراءات ضد طهران، وفق الوكالة.
من جهتها، وضعت صحيفة “واشنطن بوست” تحديثات مباشرة عبر موقعها الإلكتروني، يمكن متابعتها دون دفع الاشتراك السنوي بالصحيفة.
ونشرت تقريرًا مطولًا، تناولت فيه الهجوم ومكانه، وعدد الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق منذ تشرين الأول 2023، إلى جانب بعض تفاصيل الهجوم نفسه، وردود فعل المسؤولين.
كما نشرت مقال رأي للكاتب ماكس بوت، حث فيه بايدن على استهداف العملاء الإيرانيين بعد مقتل الجنود الأمريكيين، واعتبر أن حظ القوات الأمريكية نفد أخيرًا بعد 160 عملية ضدها.
وأضاف أن الهجوم يثير تساؤلات ملحة حول سبب فشل الدفاعات الجوية الأمريكية، ومن الواضح أن مقتل الجنود يتطلب رد فعل أكبر مما فعلته واشنطن حتى الآن، رغم أنه من الصعب معرفة كيفية الرد على حرب بالوكالة.
وأوضح أن الصراع مع إيران قد يؤدي لتعثر الاقتصاد الأمريكي في حال استهدفت طهران السفن في مضيق هرمز، لكن هذا لا يعني عدم الرد وبشكل حازم.
من جهتها، سلطت صحيفة “فاينانشال تايمز” اليوم، الضوء على الضغوط التي يتعرض لها بايدن، في تقرير مشابه لما نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، في اعتبرت “ذا ايكونونيست” أن العنف يتصاعد مع الضربة التي شنها وكلاء إيران.
وكانت “المقاومة الإسلامية في العراق” أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، الأحد، إذ قالت إنها استهدفت بطائرات مسيّرة أربع قواعد أمريكية، منها ثلاث في سوريا، هي قاعدة “الشدادي” في الحسكة، وقاعدتا “الركبان”، و”التنف”، إلى جانب استهداف رابع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
و”المقاومة الإسلامية” هي تحالف من الفصائل العسكرية التي تشير إليها الولايات المتحدة على أنها وكيلة لإيران، وتنتشر في العراق وسوريا واليمن، وهي المسؤولة عن معظم الاستهدافات التي طالت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق منذ منتصف تشرين الأول 2023.