“قسد” تفتش مخيم “الهول”.. تنظيم “الدولة” ينشط خارجه
قالت “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لـ”الإدارة الذاتية” إنها تمكنت خلال المرحلة الثالثة من عملية “الإنسانية والأمن” من الحصول على اعترافات من عناصر في تنظيم “الدولة الإسلامية” اعتقلتهم سابقًا، أفادت بتوزع أسلحة وأدوات حربية داخل مخيم “الهول” وتمكنت من ضبطها.
وأضافت “أسايش” عبر “فيس بوك” اليوم، الثلاثاء 30 من كانون الثاني، أنها ضبطت أحزمة ناسفة، وبنادق رشاشة، وقنابل يدوية، وأبر مخدرة، في المخيم خلال حملتها الأمنية
وأظهر تسجيل مصور نشرته “أسايش”، قبل يومين، جانبًا من العملية الأمنية التي حملت اسم “الإنسانية والأمن”، إذ ظهر انتشار العناصر والمدرعات العسكرية داخل المخيم.
العملية نفسها أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، السبت الماضي، عن استئنافها عبر بيان ورد في موقعها الرسمي، جاء فيه أن “الإدارة الذاتية” (المظلة السياسية لـ”قسد) تحملت خلال الأعوام الماضية أعباء متعلقة بمنع تعاظم “الخطر الإرهابي” في مخيم “الهول”، على الرغم من تدني مستوى الاهتمام الدولي والقيام بمسؤولياته تجاه هذا الملف “الخطير والمتصاعد”.
“قسد” قالت إن التنظيم زاد من نشاط خلاياه ضمن المخيم، ونفذ العديد من عمليات القتل والضغط على القاطنين، وحرق المساعدات الإنسانية، ومنع وصولها الآمن إلى المخيم بما فيها اللوازم الطبية.
وأسهمت عمليات التنظيم، بحسب البيان، في خلق بيئة لتشكيل “خلايا إرهابية” بما فيها زيادة تجنيد وتدريب الأطفال من قبل نساء التنظيم اللواتي انخرطن بشكل مباشر وممنهج في محاولات إعادة إحياء التنظيم، إضافة للتخطيط لعمليات الفرار.
وأضاف البيان أنه بناءً على اعترافات العديد من عناصر التنظيم الذين قبض عليهم سابقًا، فقد خطط التنظيم بناءً على توجيهات من زعيمه للهجوم على المخيم من الخارج بالتنسيق مع تحركات الخلايا في الداخل.
واعتبر أن الأحداث السابقة شكلت دافعًا لإطلاق المرحلة الثالثة من عملية “الإنسانية والأمن” في المخيّم لملاحقة خلايا التنظيم والقبض على المطلوبين بمن فيهم منفذو الهجمات والمتعاونين معهم والمتورطين في تسويق “الأفكار المتطرفة” ولا سيما بين الأطفال.
حساب “فكوا العاني” عبر منصة “فيس بوك”، المتخصص بتغطية أخبار مخيم “الهول” بشكل رئيس، نشر تسجيلًا مصورًا قال إنه من لحظة إطلاق عناصر من “قسد” النار باتجاه نساء في المخيم.
التنظيم نشط خارج المخيم
أمس الاثنين، قال تنظيم “الدولة” عبر معرّفه الرسمي في “تيلجرام” إن مجموعة تتبع له هاجمت دورية راجلة لـ”قسد” في بلدة حوايج بمنطقة ذيبان، بالأسلحة الرشاشة، ما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة آخرين.
سبق ذلك بيومين إعلان التنظيم أنه هاجم حاجزًا لـ”قسد”، في منطقة مزرعة رشيد غربي محافظة الرقة بالأسلحة الرشاشة، ما أدى لمقتل وإصابة ثلاثة عناصر.
وفي اليوم نفسه، قال التنظيم إن مقاتلين يتبعون له تمكنوا من أسر ثلاثة متعاملين مع “قسد”، شرقي محافظة الرقة، ثم أعدموهم رميًا بالرصاص.
وفي الوقت الذي ألقت فيه حملة أمنية بمخيم “الهول” تنشط خلايا من التنظيم بمحافظات الرقة والحسكة ودير الزور، إذ وصل نشاط هذه الخلايا إلى أعلى معدلاته منذ أكثر من عام، ونفذ في سوريا وحدها أكثر من 60 عملية خلال كانون الثاني الحالي.
ولم يعلّق التنظيم على الحملة الأمنية التي أطلقتها “قسد” في مخيم “الهول” حتى لحظة تحرير هذا الخبر، كما لم تعلّق “قسد” أو التحالف الدولي على ارتفاع وتيرة عمليات التنظيم شرقي سوريا حتى اليوم.
امتداد لعملية أخرى
العملية الأمنية نفسها أطلقتها “قسد” في آب 2022، لملاحقة خلايا التنظيم داخل مخيم “الهول” الذي يضم عائلات مقاتلين سابقين في التنظيم، وأسفرت خلال المرحلتها الأولى والثانية عن اعتقال العشرات.
وقالت “أسايش” في بيان نشرته في 28 من آب 2022، إنها تمكنت خلال حملة “الأمن والإنسانية” من توقيف 48 مشتبهًا بانتمائهم لخلايا التنظيم، لم تعاود الإعلان عن مصيرهم حتى اليوم.
وكانت مديرة المخيم، جيهان حنان أعادت الحديث عن الوضع الأمني في مخيم “الهول” لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، قالت فيه إن ضبط المخيم أمنيًا مسألة “شائكة وصعبة” لأسباب تتعلق بمساحته الكبيرة التي تبلغ نحو 3000 دونم.
وأضافت أن دور قوات الأمن “يقتصر على حماية ومراقبة بوابات المخيم الرئيسة، وأنها تسيّر دوريات راجلة داخل المخيم، من دون وجود مراكز أو مقار أمنية ثابتة داخل أقسامه”.
وفي تقرير سابق أعدته عنب بلدي، رأى الباحث في شؤون الجماعات الجهادية الدكتور عبد الرحمن الحاج، أن تحركات “قسد” في المخيم مرتبطة بانخفاض التمويل المخصص لمحاربة تنظيم “الدولة”، الذي يشمل دعمًا لـ”قسد” شمال شرقي سوريا.
اقرأ أيضًا: “الهول” إلى الواجهة مجددًا.. هل تتعمد “قسد” إبقاء تنظيم “الدولة” حيًّا
وأخذ مخيم “الهول”، شرقي الحسكة، شكله الحالي، بعد تدفق أعداد كبيرة من النازحين من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة” خلال شن “قسد” هجومًا ضد معاقله الأخيرة، وتمكنها من السيطرة عليها معلنة عن إنهاء التنظيم في 23 من آذار 2019.
وأُنشئ المخيم في التسعينيات لاستيعاب خمسة آلاف لاجئ عراقي، ويضم اليوم 35 ألفًا من السوريين، ومثلهم تقريبًا من العراقيين، وحوالي عشرة آلاف من 30 إلى 40 دولة أخرى.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :