“بالروح بالدم”.. جوقة الهتاف مستمرة

  • 2024/01/28
  • 3:52 م
رئيس النظام السوري بشار الأسد ولاعب كرة القدم عمر السومة - 23 تشرين الأول 2017 (رئاسة الجمهورية)

رئيس النظام السوري بشار الأسد ولاعب كرة القدم عمر السومة - 23 تشرين الأول 2017 (رئاسة الجمهورية)

عروة قنواتي

لا جديد يُذكر أو يُعاد في فيديو الهتاف بحياة القائد والملهم من قبل منتخب النظام السوري عقب تأهله “التاريخي” للدور الثاني من بطولة أمم آسيا وفوزه “الأسطوري” على منتخب الهند، ولا أعلم لماذا صُدمت مواقع إعلامية وتلفزيونات وجماهير عاشقة وغير عاشقة لهذا المنتخب بالفيديو المنتشر وبالهتافات التي تنادي بحياة القائد العظيم وحكمه وافتداء وجوده بالروح والدم، القصة صرلها زمان، والفيديوهات التي تظهر دائمًا لا جديد فيها سوى تاريخ المسابقة ونوعها، ومع اختلاف الأجيال والأسماء تبقى الشعارات والرموز هي الثابتة والباقية، أما الشعب والمنتخب والجمهور والوطن فإلى فناء، المهم “بالروح بالدم” في دولة الأسد.

حشد وتحشيد يتكرر خلف منتخب النظام السوري لم يختلف عن تصفيات كأس العالم 2018، وبطولة أمم آسيا 2019، وتصفيات مونديال 2022، وكأس العرب الماضي في الدوحة، يشابه كل المرات السابقة حتى ما قبل أحداث الثورة السورية في العام 2011، من التوجه الإعلامي والمركز حول محبة القائد وحكمة القائد والقيادة، وأن ما يقدم على أرض الملعب يشابه حراسة الوطن ضد العدو الإسرائيلي في جبهة الجولان التي لم تحرك ساكنًا منذ 50 عامًا، وللأمانة التشبيه كان مناسبًا جدًا في حين أن نتائج المنتخبات الوطنية قلما أحدثت إشراقة أو شمعة مضيئة في شارع طويل من الظلام والحفر والمطبات، وهي نتائج الكرة السورية والرياضة عمومًا، وحتى جنود الجيش خرجوا مهزومين تاريخيًا أمام العدو الإسرائيلي ومشهدهم مهلهل ومثير للشفقة كما المنتخب والأندية والرياضة عمومًا في البلاد.

“بالروح بالدوم نفديك يا بشار” صدحت بها حناجر أحمد مدنية واللاعبين المحليين وسط صمت وابتسامة اللاعبين المحترفين الذين لا يتقن بعضهم اللغة العربية، “الله سوريا بشار وبس” تحت إشراف إدارة المنتخب ومسؤوليه من اتحاد الكرة الذين سيرتفع بعضهم درجة في سجل القيادة الحكيمة، لأن بشار أسهم في الفوز على الهند تاريخيًا، وبحكمته تأهل المنتخب للدور الثاني لأول مرة بعد سبع مشاركات بدأت من العام 1980 إبان حكم الوالد الملهم حافظ الأسد “بطل التشرينين” الذي غاب اسمه وغابت صوره في البلاد إلا فيما ندر بسبب التطوير والتحديث الذي أتى به الابن بشار لهذه المزرعة التي تسمى سوريا، والتي لربما كان الفارس الذهبي القتيل بحادث أودى بحياته في العام 1994 أحد حكامها قبل الطبيب الملهم الذي لا علاقة له بأي إخفاق رياضي سابق وبأي نتيجة وشرشحة طالت الكرة السورية، فهي كانت بسبب “العر… اللي حواليه”. هو الأفضل بهتاف “بالروح بالدم”، هو صاحب الفوز على الهند وليس خريبين أو مدنية، وليس تواضع أداء الهند.

في مقامات الرياضة الدولية، وصلت منتخبات آسيا وإفريقيا لتهدد عرش الكرة الأوروبية والأمريكية الجنوبية في البطولات الدولية وخصوصًا في المونديال، هذه هي اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية والعراق، وهنا أيضًا مشهد المغرب ومصر والسنغال، الكل يخطط ويحاول، الكل يقفز يسقط ويعود للعمل ويطور ويغير الخطط والمسؤولين ولا يعترف إلا بعملية التقدم والصراع على منصات التتويج.

لكن كتيبة “بالروح بالدم نفديك يا بشار” ما زالت تتغنى بذهبية المتوسط في العام 1987، وكأس آسيا للشباب في جاكرتا 1994، والمباراة الفاصلة للتأهل إلى مونديال المكسيك أمام العراق في العام 1985، يوم كانت أجيال المنتخب والرياضة تردد “بالروح بالدم نفديك يا حافظ”.

رياضة مدمَّرة وهيكلية كأشلاء غزال تتناثر في البرية بعد أن نهشتها أنياب الفهود، منتخب يحتفل بإنجاز أرضي فيما وصلت المنتخبات إلى القمر وإلى عطارد، وعبد الرحمن الخطيب مسرور وبعثته تردد “بالروح بالدم نفديك يا بشار”.

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي