أصدرت وزارة الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة” بيانًا طالبت فيه السلطات الألمانية بالحذر من الانجرار والانحياز لحملة تستهدف فصيل “لواء التوحيد” غير النشط، وذلك على خلفية اتهامات وجهّها المدّعي العام الاتحادي الألماني بحق ثلاثة مواطنين سوريين بعضويتهم في الفصيل، واعتباره منظمة “إرهابية”.
ودعت الوزارة، السبت 27 من كانون الثاني، السلطات الألمانية إلى توخي الحذر من الانجرار خلف حملة تستهدف “لواء التوحيد” غير النشط، مضيفة أنه “مجموعة ثورية” خاضت حربًا دفاعية ضد النظام السوري وحلفائه، لاستعادة حقوقهم الأساسية في الحياة وممارسة الديمقراطية المسلوبة.
واعتبرت الوزارة أن هذه المحاولة لا أساس لها من الصحة وتحمل في طياتها خطر استغلال النظام السوري وحلفائه للحركات اليمينية المتطرفة والمناهضة للاجئين في أوروبا، والتحول إلى حملة مطاردة تستهدف ملايين اللاجئين السوريين.
وذكرت الوزارة أن “لواء التوحيد” قاتل قوات النظام والميليشيات المدعومة من إيران والتنظيمات المتطرفة، ولا علاقة له بالإرهاب، وليست لديه سياسة ممنهجة أو غيرها في ارتكاب الانتهاكات، وكان يتعامل مع أي تجاوز يرتكبه أي عنصر، ويحال الأمر إلى المساءلة والمحاسبة.
وطالبت وزارة الدفاع السلطات الألمانية بإعادة النظر بهذه الحملة البعيدة عن “الإنصاف والعدالة، وتخدم مصالح محددة ذات صبغات أيديولوجية محددة، وتفتقر إلى التحقيقات الأولية والمعلومات الكافية”، وفق الوزارة.
وطالبت الوزارة بأن تتعامل السلطات الألمانية بحيادية وبعيدًا عن الانحيازية، وتأخذ في تقاريرها الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها “وحدات حماية الشعب” و”حزب العمال الكردستاني”، بحق السوريين والسوريات.
ثلاثة متهمين
يأتي بيان الوزارة بعد توجيه مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا، اتهامات ضد ثلاثة مواطنين سوريين بالعضوية لـ”لواء التوحيد”، أمام مجلس أمن الدولة في المحكمة العليا في برلين، في 28 من كانون الأول 2023.
وذكر بيان المحكمة أن المتهمين “محمد. ر، أنس. ك، يوسف. ك،”، كانوا أعضاء نشطين في منظمة “إرهابية” أجنبية، كما وصفها، بالاقتران مع المادة “129” من القانون الجنائي الألماني، مع الإشارة إلى أنهم ما زالوا طلقاء.
توجهت الاتهامات إلى مؤسس “لواء التوحيد” (محمد. ر) لقيادة مهام قتالية واستيلائه على حلب، والمراسل المتحدث باسم “اللواء” (أنس. ك) لمشاركته بـ”الدعاية علنًا للمجموعة” من خلال إنتاج مقالات حول أنشطتها.
المتهم الثالث كان (يوسف. ك) لعمله في قطاع الإعلام ومرافقته (أنس. ك) بشكل منتظم إلى مناطق القتال، وإعداده تقارير وأفلام وصورًا فوتوغرافية لـ”أغراض دعائية”.
وتشكّل “لواء التوحيد” من توحيد مجموعة كتائب تابعة لـ”الجيش السوري الحر”، في 18 من تموز 2012، وقاتل ضد قوات النظام السوري في محافظة حلب، تحت قيادة عبد القادر الصالح المعروف بـ”حجي مارع” (توفي متأثرًا بجراحه عام 2013).
وكان “لواء التوحيد” أول فصائل المعارضة التي دخلت إلى أحياء مدينة حلب، عام 2012، وأخرجت مساحات واسعة من المدينة بعد الريف، عن سيطرة النظام السوري، ولعبت دورًا مهمًا في الاشتباكات ضمن مناطق صلاح الدين والصاخور وسيف الدولة.
وسيطر “اللواء” على حوالي 70% من مدينة حلب قبل أن يستعيدها النظام بتدخل روسي.