أثرت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والمستمرة منذ شباط 2022، وكذلك الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، والتوتر في البحر الأحمر، على أفكار القادة الأوروبيين.
وخرجت تصريحات متتالية من زعماء ووزراء دفاع في القارة العجوز، تحذّر من توسع دوائر الصراع، أو التحضير لعمليات عسكرية تضع أوروبا بخطر.
أول التصريحات صدرت عن رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، روب باور، في 17 من كانون الثاني الحالي، وقال حينها في اجتماع مع وزراء الدفاع في الحلف، في مدينة بروكسل الأوروبية، إن دول الحلف يجب أن تكون في حالة تأهب قصوى للحرب.
وأضاف، وفق ما نقلت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، إن “الناتو” يحتاج إلى “تحول حربي والتركيز على الفعالية وتعزيز الاستعدادات الدفاعية، في عصر يمكن أن يحدث فيه أي شيء”.
وحذّر باور حينها من أن “الناتو” يواجه العالم الأكثر خطورة منذ عقود.
هذا القلق لدى القادة الأوروبيين، أشارت إليه صحيفة “الجارديان” اليوم، الجمعة 26 من كانون الثاني، بقولها إن تزايد “الأعمال العدائية” بين إسرائيل و”حزب الله” وشنّ واشنطن لضربات على الحوثيين في البحر الأحمر، يدفعان أوروبا للقلق.
ويضاف لما سبق إمكانية عودة الرئيس السابق، دونالد ترامب، لرئاسة أمريكا، وهو يحمل موقفًا مشككًا بـ”الناتو”.
ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع البريطاني، جرانت شابس، قوله إن مكاسب السلام في أثناء الحرب الباردة انتهت، وبريطانيا وحلفاؤها ينتقلون من عالم “ما بعد الحرب إلى عالم ما قبل الحرب”، وحان الوقت لإعادة التسلح.
كما تحدثت الصحيفة عن تحذيرات مماثلة أطلقتها النرويج والسويد نهاية 2023، مشيرةً إلى أن مهمة الجيوش الأساسية هي التخطيط للحرب وحالات الطوارئ في الأحوال الطبيعية، لكن الحرب في أوكرانيا واستنزاف مخزونات الذخائر، يجعل الأمر مختلفًا.
التخوفات الأوروبية تتعلق كذلك بالولايات المتحدة، مع تردد “الكونجرس” الأمريكي بمنح مساعدات مالية بقيمة 61 مليار دولار أمريكي لأوكرانيا، وعودة ترامب للرئاسة.
هذه العوامل كلها تدفع قادة وساسة أوروبيون للحديث عن فكرة معينة، وهي أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتولى مسؤولية “الناتو” للدفاع عن نفسه، مع وجود ركيزة دفاع أوروبية، تشمل مظلة نووية فرنسية، وهي الدولة الوحيدة التي تملك أسلحةً نووية في الاتحاد، وفق “الجارديان”.