أعلن المجلس المحلي لمدينة الباب بريف حلب الشرقي عن توقيع بروتوكول مع منظمة “الأمم المتحدة للطفولة” (يونيسيف)، لبدء أعمال التأهيل وإصلاح محطة مياه “عين البيضا”، بحسب بيان نشره في 16 من كانون الثاني.
وبحسب البيان يشمل البروتوكول تأمين الموارد والمعدات وتوريد الكهرباء وتكاليف التشغيل، وتمت في نفس يوم الإعلان الزيارة الأولى للمحطة، وتم فحصها بالتعاون مع المقاولين.
تفاصيل توقيع البروتوكول
رئيس المجلس المحلي في المدينة، محمد هيثم الزين الشهابي، قال لعنب بلدي إن البروتوكول جرى توقيعه نتيجة للجهود المبذولة من قبل الدول الداعمة، وخص بالذكر تركيا، إلى جانب “الائتلاف الوطني”، والحكومة السورية “المؤقتة”، والمنظمات، والمؤسسات، وجميع المكونات في المناطق “المحررة”.
وقال إن المحطة بحاجة لمد خط كهربائي من محطة “كويرس” بمسافة 13 كيلومترًا.
وتوجد في المحطة أربعة مضخات، اثنتان منها بحاجة للإصلاح بالإضافة لوجود أعطال في خزان الصدمة المائية.
وحسب البروتوكل، سيجري إصلاح المحطة وخط الضخ وخزان جبل عقيل وشبكة المياه في المدينة، وفقًا للشهابي.
وعن الفترة الزمنية المحددة لانتهاء عملية التأهيل، توقع الشهابي التنفيذ خلال أشهر دون الجزم بذلك.
تقع محطة “عين البيضا” بريف حلب الشرقي وتعتبر المصدر الرئيسي الذي يغطي حاجة المنطقة بالمياه، وتقع المحطة تحت سيطرة قوات النظام السوري منذ 2016.
وجاء توقيع البروتوكول وجلب معه افتراضات تلمح لوجود اجتماعات بين المعارضة وحكومة النظام.
وجرى تداول تعليق في “فيس بوك”، يزعم أنه لرئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة”، هادي البحرة، كُتب فيه، إن “من زار المحطة هو الفريق التقني التابع لـ(يونيسيف) والمقاولون الذين اختاروهم للبدء بتنفيذ أعمال الصيانة وإعادة تأهيل خطوط الطاقة والمياه، أي أن البروتوكول تم ضمن برامج الأمم المتحدة لتأمين مياه الشرب والمسؤولة عنه المنظمة، وليس بين المعارضة ونظام الإجرام في دمشق”.
اتجهت عنب بلدي لمسؤول التنسيق الإعلامي في “لائتلاف”، لمعرفة دور الائتلاف بتوقيع البروتوكول، وتحفظ عن التصريح.
تواصلت عنب بلدي مع منظمة “يونيسيف”، للحصول على توضيحات بخصوص البروتوكول ومع أي جهة جرى الاتفاق والتوقيع عليه، وعن موعد انتهاء عملية إعادة تأهيل المحطة، عبر البريد الإلكتروني، لكن لم تصل أي إجابات، حتى لحظة نشر هذا التقرير.
“الباب عطشى”
يتصدر وسم “الباب عطشى” منذ أشهر احتجاجات أهالي المنطقة، التي تقام عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو في الشوارع.
وبدأت أزمة المياه في المنطقة منذ سيطر النظام السوري على مواقع ومحطات ضخ المياه “عين البيضا”، و”الخفسا”، بريف حلب الشرقي أواخر 2016.
وتعتمد المنطقة منذ عام 2006 على مياه نهر الفرات التي تصل إلى محطة ضخ “عين البيضا” قرب مطار “كويرس” العسكري، التي تبعد عن الباب نحو عشرة كيلومترات.
وكانت المدينة تعوّض النقص من خلال الآبار الجوفية المحيطة فيها، وتفاقمت مع استمرار الاستهلاك وزيادة عدد سكان المدينة بعد التهجير القسري وقدوم الأهالي من مناطق حمص ودمشق ودرعا وحماة وريف إدلب الجنوبي إلى المدينة.
وتتكرر مطالب الأهالي كل فترة، الجهات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، لإجبار النظام على إعادة ضخ المياه إلى مدينة الباب، حيث يعيش معظم النازحين من سوريا، أو لتأمين مصدر مناسب في أسرع وقت ممكن.
ودائمًا تنشر صفحات محلية وناشطين بيانات بعدّة لغات منها التركية والإنجليزية والألمانية لإيصال صوت الأهالي وتحقيق مطالبهم بتوفير المياه.
اقرأ ايضًا: الباب.. مطالب بتوفير المياه والضغط على النظام لفتح المضخات
وكان أحدثها “طوفان المحرر“، حيث اعتصم أهالي المدينة لأيام داخل خيمة أقيمت أمام دوار “الشهيد أبو غنوم”، احتجاجًا على الوضع الأمني والخدمي وغلاء الأسعار.
وفي إفادة سابقة للمجلس المحلي في المدينة قال نه يدرك أنه لا يمكن لهذه المدينة أن ترتوي إلا من مصدر دائم وثابت للمياه أي من نهر الفرات، وذلك عبر تشغيل محطة ضخ “عين البيضا” وهو الطريق الأسرع والأسهل، بحسب تقييم المجلس، الذي اعتبر أن مشروع المياه الحالي (آبار ومحطات ضخ) إسعافي يغطي حوالي 50% من احتياج سكان وعائلات مدينة الباب.