“البنتاجون”: محادثاتنا مع العراق لا تتطرق للانسحاب العسكري
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن عقد اجتماعات مجموعة العمل للجنة العسكرية الأمريكية- العراقية العليا في الأيام المقبلة، لبدء مناقشة كيفية انتقال مهمة التحالف الدولي (مكون من 86 دولة تفودها أمريكا) وفق جدول زمني يحدد بالنظر إلى عوامل أساسية، أهمها نشاط تنظيم “الدولة الإسلامية” في المنطقة.
وبحسب بيان نقلته الوزارة عن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، الخميس 25 من كانون الثاني، فإن المناقشات المشابهة في الإطار نفسه تركزت على نقل المهمة التي تقودها الولايات المتحدة من خلال عملية “العزم الصلب” ضد تنظيم “الدولة” في العراق وسوريا إلى جدول زمني يعكس التهديد الذي يشكله التنظيم، والمتطلبات التشغيلية وقدرات قوات الأمن العراقية.
وأشار أوستن إلى أن الاجتماعات المقبلة سيركز فيها الخبراء العسكريون والدفاعيون على تطور حملة العراق لهزيمة التنظيم، دون الإشارة إلى الحملة نفسها في سوريا.
ما نشره “البنتاجون” تضمن معلومات نُقلت عن مسؤول دفاعي كبير، لم يرد اسمه، أن الاجتماعات “ليست مفاوضات تتعلق بالانسحاب الأمريكي من العراق”.
وقال المسؤول، “الولايات المتحدة والتحالف موجودان في العراق بدعوة من الحكومة العراقية لمحاربة داعش (…) لقد أكد لنا شركاؤنا العراقيون التزامهم بالعمل معًا لتشكيل هذا الوجود العسكري الأمريكي المستقبلي وضمان الهزيمة الدائمة للتنظيم”.
البيان الأمريكي تبعه مؤتمر صحفي عقدته نائبة السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون”، سابرينا سينغ، قالت فيه، إن اجتماع اللجنة المشتركة ليس مفاوضات حول انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
وأضافت أن هذه المحادثات ستمكن الجانبين من الانتقال إلى “شراكة أمنية ثنائية دائمة”، بناء على النجاحات التي حققتها الحملة ضد التنظيم.
سينغ أشارت خلال إجابتها عن أسئلة الصحفيين إلى أن واشنطن لم تتلقَّ أي طلب من الحكومة العراقية لسحب قواتها، وشددت على أن الاجتماعات المزمع عقدها هدفها تحديد الشكل الذي سيبدو عليه وجود التحالف هناك، بالنظر إلى عوامل أساسية هي نشاط تنظيم “الدولة”، وقدرة قوات الأمن العراقية، والمتطلبات التشغيلية والبيئية.
ومنذ أيام، تداولت وسائل إعلام غربية معلومات عن مسؤولين أمريكيين أن الولايات المتحدة لم تعد مهتمة بالانتشار العسكري في سوريا والعراق، وقد تنسحب من المنطقة مستقبلًا، خصوصًا مع تنامي المطالب العراقية بانسحاب قوات التحالف الدولي.
ونقلت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، الخميس 25 من كانون الثاني، عن أربعة مصادر داخل وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين (لم تسمّهم) أن البيت الأبيض لم يعد مهتمًا بمواصلة المهمة التي يرى أنها “غير ضرورية” في سوريا، وتجري الآن مناقشات داخلية نشطة لتحديد كيف ومتى يمكن أن يتم الانسحاب.
من جانبه، نقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن مصادر مطلعة على مناقشات لتحديد آلية وتوقيت الانسحاب من سوريا (لم تسمّه) أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) طرحت خطة لحلفائها السوريين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، للدخول في الحملة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” بالشراكة مع النظام السوري.
لكن البيت الأبيض نفى التسريبات التي تحدثت عن نية الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا.
مطالب سببها التصعيد
في 24 من كانون الثاني الحالي، أدانت رئاسة مجلس النواب العراقي الهجوم الأمريكي الذي استهدف مقار أمنية بمحافظي بابل والأنبار في إطار رد واشنطن على هجمات طالت قواعد تتبع للتحالف الدولي في سوريا والعراق.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع)، عن رئاسة مجلس النواب بيانًا جاء فيه: “ندين الاعتداء الأمريكي على المقار الأمنية في بابل والأنبار”، وأعربت عن استنكارها لاستمرار ما أسمته “التجاوز السافر” للسيادة العراقية، وعدم احترام المواثيق والاتفاقيات الدولية والثنائية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وطالبت رئاسة المجلس بالإسراع في تنفيذ قرار مجلس النواب القاضي بإخراج القوات الأجنبية من العراق وبشكل كامل، إذ ترى أن وجود هذه القوات يهدد أمن واستقرار العراق، لافتة إلى أن “التهاون في تطبيقه مخالفة صريحة للتشريعات والإرادة الشعبية”.
من جانبه، دعا الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، المجتمع الدولي إلى تولي مسؤوليته في دعم السلم والأمن ومنع التجاوزات التي تهدد فعليًا استقرار العراق وسيادته، مؤكدًا أنه سيتم التعامل مع القصف الأمريكي على أنه “فعل عدواني”.
ووصف رسول، بحسب ما نقلته “واع“، الهجوم الأمريكي بأنه “إصرار واضح على الإضرار بالأمن والاستقرار في العراق”.
وجاءت التعليقات العراقية بعد ساعات من إعلان “البنتاجون” عن توجيه ضربات لميليشيات مدعومة إيرانيًا في العراق، ردًا على هجمات ضد قاعدة “عين الأسد” الأمريكية وقوات التحالف في سوريا والعراق.
وقالت الوزارة عبر بيان، في 23 من كانون الثاني، إنها استهدفت ثلاث منشآت تستخدمها “كتائب حزب الله”، وجماعات أخرى تابعة لإيران في العراق.
ولا تعتبر مطالب العراق بسحب القوات الأجنبية، في إشارة إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، جديدة، لكن الاستهدافات الأمريكية لمقار ميليشيات إيرانية في العراق زادت من حدة هذه المطالب مؤخرًا.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :