استطاع اللاجئ السوري أنس معضماني، التقاط صورة “سيلفي” مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، العام الماضي، وتناقل ناشطون صورته بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، كحدث فريد من نوعه، إلا أنه لم يحصل على إقامة حتى الآن في ألمانيا.
ووصل معضماني إلى برلين، منذ خمسة أشهر، وقال إنه يتخوف من رفض طلب لجوئه أو صدور قوانين جديدة، “بعد أن يتعلم الشخص اللغة ويبدأ بتأسيس نفسه”.
عنب بلدي تحدثت إلى معضماني، وأوضح أنه أمضى مدة ثلاثة أشهر يتنقل بين مخيمات اللاجئين (الكامبات) في ألمانيا، وعانى في طريقه من دمشق كثيرًا، كما حاول أكثر من مرة ركوب القارب إلى اليونان حتى نجح في المرة الثالثة.
ويقطن معضماني مع إحدى العائلات الألمانية في برلين، في الوقت الراهن، وأوضحت ربة العائلة، أنكه مووف، في حديثها لموقع “دويتشه فيله” الألماني، أنها سعيدة باحتضانها معضماني، مضيفةً “مزق قلبي عندما رأيت الحدود مغلقة أمام لاجئي الحرب، وخاصة ما يحصل في المخيمات.. أود أن أذهب إلى هناك وأصرخ افتحوا الحدود”.
وأعرب معضماني عن سعادته باستضافة العائلة له، مشيرًا، في حديثه لعنب بلدي، أنه سيبقى مستقرًا معهم “إلى آخر العمر”، مخاطبًا أبناء بلده: “بحب قول إنه ألمانيا مو بلد الرفاهية متل ما بتفكر العالم، البلد متعب كتير، وبتمى الخير للجميع، وإني شوف أهلي وتخلص الحرب بسوريا”.
ويأمل الشاب السوري رغم إقراره بصعوبة الأمر، بإيجاد حل لمشكلة إغلاق الحدود في وجه اللاجئين، متمنيًا “إذا شفت ميركل مرة تانية رح اطلب منها إني اجتمع مع أهلي ونبني حياتنا ببلد آمن”.
معضماني من مدينة داريا المحاصرة في الغوطة الغربية لريف دمشق، ويبلغ من العمر 19 عامًا، خرج من سوريا قبل ستة أشهر، بعد أن خضع لامتحان الثانوية العامة في مدرسة السعادة بدمشق، وعمل سابقًا في لف المحركات الكهربائية وصيانة المولدات.
ووصل إلى ألمانيا أكثر من مليون شخص بينهم آلاف السوريين خلال عام 2015، بحسب الحكومة الألمانية، التي عدلت مؤخرًا قواعد لم شمل عائلات اللاجئين، وبعض الأمور القانونية التي تخصهم على أراضيها، والتي تشمل إعادة الواصلين من بلاد آمنة، واعتماد بطاقة جديدة للاجئين، بمن فيهم السوريون.