القصف الأمريكي يجدد المطالب بسحب القوات الأجنبية من العراق

طائرة مقاتلة أمريكية خلال طلعات تدريبية في منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية- 6 من كانون الأول 2023 (سينتكوم)

camera iconطائرة مقاتلة أمريكية خلال طلعات تدريبية في منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية - 6 من كانون الأول 2023 (سينتكوم)

tag icon ع ع ع

أدانت رئاسة مجلس النواب العراقي الهجوم الأمريكي الذي استهدف مقار أمنية بمحافظي بابل والأنبار في إطار رد واشنطن على هجمات طالت قواعد تتبع للتحالف الدولي في سوريا والعراق.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) اليوم، الأربعاء 24 من كانون الثاني، عن بيان لرئاسة مجلس النواب جاء فيه: “ندين الاعتداء الأمريكي على المقار الأمنية في بابل والأنبار”، وأعربت عن استنكارها لاستمرار ما أسمته “التجاوز السافر” للسيادة العراقية، وعدم احترام المواثيق والاتفاقيات الدولية والثنائية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

وطالبت رئاسة المجلس بالإسراع في تنفيذ قرار مجلس النواب القاضي بإخراج القوات الأجنبية من العراق وبشكل كامل، إذ ترى أن وجود هذه القوات يهدد أمن واستقرار العراق، لافتة إلى أن “التهاون في تطبيقه مخالفة صريحة للتشريعات والإرادة الشعبية”.

من جانبه، دعا الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي إلى تولي مسؤوليته في دعم السلم والأمن ومنع التجاوزات التي تهدد فعليًا استقرار العراق وسيادته، مؤكدًا أنه سيتم التعامل مع القصف الأميركي على أنه “فعل عدواني”.

ووصف رسول، بحسب ما نقلته “واع“، الهجوم الأمريكي بأنه “إصرار واضح على الإضرار بالأمن والاستقرار في العراق”.

وجاءت التعليقات العراقية بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن توجيه ضربات لميليشيات مدعومة إيرانيًا في العراق، ردًا على هجمات ضد قاعدة “عين الأسد” الأمريكية وقوات التحالف في سوريا والعراق.

وقالت الوزارة في بيان، الثلاثاء 23 من كانون الثاني، إنها استهدفت ثلاث منشآت تستخدمها “كتائب حزب الله”، وجماعات أخرى تابعة لإيران في العراق.

مطالب العراق بسحب القوات الأجنبية، في إشارة إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، من أراضيه ليست جديدة فعليًا، لكن الاستهدافات الأمريكية لمقار ميليشيات إيرانية في العراق زادت من حدة هذه المطالب مؤخرًا.

وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قال لوكالة “رويترز“، مطلع كانون الثاني الحالي، إن العراق “يريد خروجًا سريعًا ومنظمًا” لقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من أراضيه، وذلك “عن طريق التفاوض”، لكنه لم يحدد موعدًا نهائيًا.

ولم يمضِ سوى ساعات على إعلان استهداف أمريكا لفصائل موالية لإيران، ردًا على استهداف قواتها، حتى تبنت “المقاومة الإسلامية في العراق” هجومين منفصلين استهدفا قاعدة “عين الأسد” غرب العراق، بالطيران المسيّر.

المقاومة الإسلامية” هي تحالف من الفصائل العسكرية التي تشير إليها الولايات المتحدة على أنها وكيلة لإيران، وتنتشر في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وهي المسؤولة عن معظم الاستهدافات التي طالت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق منذ منتصف تشرين الأول 2023.

استهدافات أمريكية متكررة

تكررت الاستهدافات الأمريكية لمجموعات تقول واشنطن إنها موالية لإيران، أبرزها كان في 4 من كانون الثاني الحالي، عندما أغارت طائرة حربية أمريكية على مقر لـ”الحشد الشعبي العراقي” في العاصمة العراقية بغداد، ما أسفر عن مقتل نائب قائد عمليات “حزام بغداد”، آمر “اللواء 12” في “الحشد”، الملقب بـ”أبو تقوى السعيدي” برفقة مساعده.

سبق ذلك إعلان وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في 26 من كانون الأول 2023، عن أن القوات العسكرية الأمريكية نفذت ضربات “ضرورية ومتناسبة” على ثلاث منشآت تستخدمها كتائب “حزب الله” والجماعات التابعة لها في العراق.

وفي 22 من تشرين الثاني 2023، قال “البنتاجون“، إن طائرة عسكرية أمريكية هاجمت جماعة مسلحة مدعومة سبق وقصفت قاعدة أمريكية بصاروخ “باليستي” بالعراق.

سبق ذلك سلسلة من الهجمات توزعت في العراق وسوريا، وفي 27 من تشرين الأول 2023، قال “البنتاجون”، إن طائرتين مقاتلتين أمريكيتين قصفتا منشآت للأسلحة والذخيرة تابعة لإيران في شمال شرقي سوريا.

وبحسب ما نقلته وكالة “رويترز” حينها، فإن الاستهداف جاء ردًا على هجمات شنتها فصائل مدعومة من إيران على القوات الأمريكية، مع تزايد المخاوف من احتمال انتشار الصراع بين إسرائيل و“حماس” في الشرق الأوسط.

وفي 8 من تشرين الثاني 2023، أغارت طائرات الأمريكية على منشأة لتخزين الأسلحة يستخدمها “الحرس الثوري” والمجموعات المرتبطة به شرقي سوريا.

وفي 12 من الشهر نفسه، قال “البنتاجون” إن القوات العسكرية الأمريكية نفذت ضربات على منشآت شرقي سوريا يستخدمها “الحرس الثوري الإيراني” والجماعات المرتبطة بإيران ردًا على الهجمات المستمرة ضد الأفراد الأمريكيين في العراق وسوريا.

إيران تتنصل.. أذرعها تهدد

تكرر نفي إيران لمسؤوليتها عن الهجمات التي طالت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، كما هي الحال بالنسبة للنفي المستمر لمسؤوليتها عن هجمات ميليشيا “الحوثي” في اليمن على سفن التجارة في البحر الأحمر.

وسبق أن تحدث سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إرافاني، في 7 من تشرين الثاني 2023، عن أن بلاده لم تشارك قط في أي عمل أو هجوم ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق.

وجاءت التصريحات التي أدلى بها مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، ردًا على رسالة كتبتها الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن، تتهم فيها إيران بالعمل ضد قواتها في سوريا والعراق، بحسب ما نقلته وكالة “مهر” الإيرانية.

إرافاني وجه رسالة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جاء فيها أن الولايات المتحدة تحاول “إضفاء الشرعية على أعمالها العسكرية غير القانونية في سوريا”، وأن الادعاءات بأن إيران تشارك بهجمات على قواعد أمريكية في سوريا والعراق لا أساس لها من الصحة، وتهدف لـ”تبرير انتهاك الولايات المتحدة المستمر للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة في سوريا”.

وسبق أن نفى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن تكون طهران مسؤولة عن هذه الهجمات.

وفي 9 من تشرين الأول 2023، هدد السياسي العراقي هادي العامري، زعيم منظمة “بدر” السياسية والعسكرية المقربة من إيران، الأمريكيين بقوله، “إذا تدخلوا (في التصعيد بفلسطين) فسوف نتدخل، وسنعتبر كل الأهداف الأمريكية مشروعة”.

وتضم منظمة “بدر” جزءًا من قوات “الحشد الشعبي العراقي”، وهي منظمة عسكرية شبه حكومية تضم العديد من الفصائل المدعومة من إيران، بحسب وكالة “رويترز“.

في 13 من الشهر نفسه، بعد مرور نحو أسبوع على بداية المواجهات في غلاف قطاع غزة الفلسطيني، نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية معلومات عن أن الفصائل العراقية تلقت رسائل متواترة من الإيرانيين، أفادت أغلبيتها بأن التدخل المباشر في الحرب يحتاج إلى ظرف آخر، وقد يحدث هذا الظرف قريبًا “بالاعتماد على اتساع رقعة الحرب ومشاركة أطراف أكثر”.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة