حذّرت مراصد عسكرية نشطة في الشمال السوري من تصعيد عسكري محتمل من قبل قوات النظام وحليف الروسي قبل انطلاق الجولة المقبلة من مسار “أستانة” التي ستعقد في 24 و25 من كانون الثاني الحالي.
المراصد أشارت عبر غرف “تلجرام“، إلى تصعيد وتكثيف القصف الصاروخي والمدفعي بشكل متكرر قبل جلسات “أستانة”، ودعت الأهالي إلى الانتباه والحذر من أي قصف مدفعي وصاروخي، وتخفيف التجمعات والحركة، وعدم الاستهتار، سيما عند دوران طيران الاستطلاع.
وربطت المراصد التصعيد بالضغط السياسي لتحقيق مكتسبات سياسية أكبر، داعية الأهالي إلى الانتباه والحذر وفض التجمعات وعدم اقتراب المدنيين من خطوط التماس، سيما في قرى جبل الزاوية وشرقي إدلب، وريف حلب الغربي.
من جانبه، رصد “مرصد سوريا” التابع لـ “الدفاع المدني السوري”، أمس الاثنين، حركة طيران روسي في قرى وبلدات ومناطق جبل الزاوية وأريحا ومدينة إدلب، ومعرة مصرين، وإبين، والأتارب، ودارة عزة، وتفتناز وسرمين، ومحمبل وجبل الأربعين، ودارة عزة وأورم الجوز.
المرصد “80” (أبو أمين)، أوضح لعنب بلدي، أنه على مدار الأيام الثلاثة الماضية، نشطت حركة للطيران الحربي الروسي بين البادية والشمال، حيث أجرى ما يسمى بـ”دوريات جوية”، وتشمل استطلاع ومراقبة للمنطقة وتدريب في الوقت نفسه.
حركة الاستطلاع كانت طبيعية، لكن ما زاد قبل “أستانة” هو حركة دوران الطيران الحربي الروسي، الذي يذهب إلى البادية ويعود إلى الشمال لإجراء دوران، وقد لا يعود للبادية بعدها، بحسب المهمة.
وخلال الأيام الماضية شهدت قرى وبلدات أريحا وجبل الزاوية والفطيرة وريف حلب الغربي، تصعيدًا نسبيًا في القصف، مع زيادة في حركة الطيران.
وأمس الاثنين، تعرضت مدينة أريحا، جنوبي إدلب، لقصف صاروخي من قبل حواجز النظام المحيطة بالمنطقة، ما تسبب بإصابة ستة مدنيين، بينهم امرأة وطفلتاها، وطفلان آخران، وفق ما وثقته فرق “الدفاع المدني السوري”.
ويعتبر هذا القصف هو الثاني من نوعه الذي تتعرض له أريحا في غضون أسبوع، إذ وثق ” الدفاع المدني السوري” مقتل مدني وإصابة ثمانية آخرين بهجمات صاروخية لقوات النظام على مدينة أريحا، في 16 من كانون الثاني، وطالت الأحياء السكنية، وكان بعضها قريبًا من مساجد ومرفق طبي وشارع البازار، تسببت بمقتل مدني وتسجيل ثماني إصابات، بينها طفلتان وامرأة.
“أستانة”.. الأربعاء المقبل
من المقرر انعقاد الجولة الـ21 من الاجتماع الدولي بصيغة “أستانة” بشأن سوريا، في 24 و25 من كانون الثاني، في العاصمة الكازاخية، إذ نقلت وكالة “تاس” في 19 من كانون الثاني، عن المتحدث باسم الخارجية الكازاخية، أيبك سمادياروف، أن عملية التفاوض استؤنفت بناءً على طلب جماعي تقدمت به الدول الضامنة، مضيفًا أنه سيجري نشر المزيد من المعلومات حول المشاركين في الاجتماعات، على أن يحدد جدول الأعمال لاحقًا.
وبعد إعلانها في 21 من حزيران 2023، اختتام استضافتها للقاءات “أستانة”، أوضحت كازاخستان في اليوم التالي، استعدادها استئناف المفاوضات بشأن سوريا، كبادرة حسن نية، في حال تقديم طلب جماعي من الأطراف المعنية.
وكان السفير الروسي في سوريا، ألكسندر يفيموف، اعتبر خلال مقابلة أجراها مع صحيفة “الوطن” المحلية، في كانون الأول 2023، أن مسار “أستانة”، المسار الوحيد الفعال في إطار التسوية السياسية في سوريا، وعلى مدى السنوات الماضية في أستانة فقط كان ممكنًا تحقيق لبتقدم قي هذا الاتجاه، وفق يفيموف.
اقرأ المزيد: جولة جديدة من مسار “أستانة” بشأن سوريا الأسبوع المقبل