موظفو القامشلي يرفضون الدوام في مؤسسات “الإدارة الذاتية”

  • 2024/01/21
  • 4:07 م
عاملون في الإدارة الذاتية قبيل مؤتمر صحفي شمال شرقي سوريا- 16 من كانون الثاني 2024 (الإدارة الذاتية/ فيس بوك)

عاملون في الإدارة الذاتية قبيل مؤتمر صحفي شمال شرقي سوريا- 16 من كانون الثاني 2024 (الإدارة الذاتية/ فيس بوك)

أجبر موظفو المؤسسات الخدمية التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في مدينة القامشلي شمالي محافظة الحسكة، على التغيب عن أعمالهم لنحو أسبوعين بسبب الاستهدافات المتكررة للبنى التحتية في المنطقة.

وفي الوقت الذي أعلنت “الإدارة” عن تكرار الاستهدافات لهذه المنشآت، لم يصدر أي تعميم أو قرار يعفي الموظفين من الدوام فيها، ما أجبرهم على التغيب عن أعمالهم دون معرفة مسبقة بعواقب هذا التغيب.

تعمل هيلدا في هيئة الشؤون الاجتماعية التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في القامشلي (تحفظت على اسمها الكامل لمخاوفها الأمنية) وتتغيب عن العمل منذ أيام لمخاوفها من الاستهدافات المتكررة في المنطقة.

هيلدا قالت لعنب بلدي إن قلقًا يلازمها وزملاءها من مزاولة العمل، إلى جانب مخاوف من تبعات التغيب، إذ لا يبدو واضحًا فيما إذا كانت “الإدارة” ستعتبر تغيبهم عن العمل مبررًا.

بالرغم من أن هيئة الشؤون الاجتماعية تعتبر مؤسسة مدنية، أجبر التصعيد الأحدث هيلدا على تجنب التهديدات الأمنية بملازمة منزلها بمدينة القامشلي، دون إذن رسمي من المسؤولين في المؤسسة التي تعمل بها.

هيلدا قالت لعنب بلدي إنها مستعدة للبقاء بعيدة عن مكان العمل حتى يتوقف القصف التركي، وقد تنظر في التخلي عن عملها لدى “الإدارة” في حال استمر الوضع على ما هو عليه، حفاظًا على حياتها وحياة ابنها الذي يرافقها باستمرار لمكان العمل.

ووصل التصعيد التركي شمال شرقي سوريا ذروته قبل أسبوع، تحديدًا يوم في الأحد الماضي 14 من كانون الثاني، عندما كثّفت تركيا استهدافاتها لمنشآت “الإدارة الذاتية” منها محطات الكهرباء، والمنشآت النفطية، وصوامع الحبوب.

وجاء استهداف تركيا لمواقع في شمالي سوريا والعراق، عقب إعلانها مقتل وإصابة عدة جنود من الجيش التركي، في اشتباكات اندلعت مع مقاتلين للتنظيم حاولوا التسلل إلى منطقة تضم قاعدة تركية في منطقة عملية “المخلب- القفل”.

البحث عن بدائل

جكناز (45 عامًا)، كان يعمل سائقًا في هيئة الصحة التابعة لـ”الإدارة الذاتية” بمدينة القامشلي، واضطر للاستعانة بنظام الإجازات لتجنب الذهاب إلى العمل لعدة أيام.

وأضاف الرجل، الذي طلب عدم الإشارة لاسمه الكامل لمخاوفه الأمنية، أنه تقدم بطلب للحصول على إجازة لمدة شهرين غير مدفوعة الأجور، ما تركه في ضائقة اقتصادية، لكنه غير نادم كونه يتجنب الخطر القائم في المنطقة.

وبحسب جنكاز، تعتبر هيئة الصحة من المؤسسات التي يتطلب عملها استمرار الدوام حتى في العطل الرسمية، ولكنه نأى بنفسه عن العمل خلال الفترة الماضية، خصوصًا أنه يعمل سائقًا لسيارة حكومية تحمل شعار “الإدارة الذاتية”.

وللحصول على مصدر بديل للدخل قرر جكناز العمل سائقًا لسيارة أجرة على خط الهلالية، ريثما تعود الأمور لطبيعتها في المنطقة.

ويعتبر جنكاز عمله سائق سيارة أجرة حلًا مؤقتًا، لكنه غير متأكد فيما إذا كان سيعود لعمله السابق في هيئة الصحة، أو سيضطر لتركه بشكل نهائي في حال استمر التصعيد بهذا الشكل لفترة أطول.

وتحمل دعاء (24 عامًا) المخاوف نفسها، إذ تعمل في مؤسسة إعلامية مقربة من “الإدارة الذاتية”، وتجد نفسها في مواقف “خطرة” بين الحين والآخر، حتى قبل التصعيد الأخير، بحسب ما قالته لعنب بلدي.

وفي محاولة منها لتجنب الخطر، تقدمت بطلب للعمل عن بعد (أونلاين) في محاولة لتحسين ظروفها، لكنها تلقت رفضًا سريعًا للطلب.

وتجد دعاء نفسها اليوم مجبرة على العمل، إذ لا فرصة لها بالعثور على عمل آخر، خصوصًا في ظل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة.

إغلاق جزئي

مصدر إداري في دائرة المياه بمدينة القامشلي (تحفظ على ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام) قال لعنب بلدي إن “الإدارة الذاتية” أغلقت بعض المؤسسات الخدمية في المنطقة نظرًا لكون الهجمات أثرت على المنطقة ككل، خصوصًا المؤسسات المرتبطة بالمنشآت الخدمية.

وأضاف أنه في الوقت نفسه لا يمكن إغلاق مؤسسات خدمية تتطلب طبيعة عملها الاستمرار مثل فوج الإطفاء، أو الإسعاف، أو القطاع الطبي.

وأضاف ان الهجمات أثرت على معظم المؤسسات التي لا ترتبط بالخدمات الأساسية، وقد تم إغلاقها، باستثناء الدوائر التي يتعين عليها البقاء حاضرة، ويعتمد العاملون فيها على جدول مناوبات يقسم العمل فيما بينهم.

وأوضح أن دائرة المياه في القامشلي نشرت عربات متنقلة لخدمة المدنيين، في حين تعمل بقية الدوائر الحكومية على متابعة الوضع الميداني عبر الهواتف.

المصدر أشار إلى أن “الإدارة” اتخذت جميع الإجراءات الاحترازية، وأخرجوا الآليات من دائرة العمل ووزعوها بالمنطقة بشكل فعّال.

تصعيد متوقع

في 4 من تشرين الأول 2023، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن منفذي الهجوم على مديرية الأمن العام في أنقرة، قدما من سوريا وتلقيا التدريب في تركيا.

وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية شمال قبرص التركية، أن جميع مرافق البنية التحتية والطاقة الفوقية التابعة لحزب “العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب” في العراق وسوريا، ستكون “أهدافًا مشروعة” من الآن فصاعدًا للقوات الأمنية التركية وعناصرها الاستخباراتية.

ودعا أي طرف ثالث للابتعاد عن مرافق وعناصر حزب “العمال” و”الوحدات” قائلًا: “رد قواتنا المسلحة على الهجوم الإرهابي سيكون واضحًا للغاية، وستأسف الأطراف المتورطة بشدة على ارتكاب مثل هذا العمل”.

وجاءت تصريحات الوزير التركي بعد هجوم بعبوة ناسفة وقع في الشهر نفسه في منطقة كيزيلاي وسط العاصمة أنقرة، التي تضم عددًا من المباني الحكومية من بينها وزارة الداخلية والبرلمان، تبعه إطلاق نار في المنطقة نفسها، وأعلن “العمال الكردستاني” مسؤوليته عنه.

ووفق وزارة الداخلية التركية، فإنه نتيجة للبحث وتحليل الحمض النووي، تبين أن أحد المهاجمين هو حسن أوغوز، الملقب بـ”كانيفار إردال”، وهو عضو في أحد فروع “اتحاد منظمات كردستان” (KCK)، الذي تنبثق عنه أحزاب مسلحة منها “العمال الكردستاني”.

وبناء على التحليل نفسه تبين أن المهاجم الثاني هو أوزكان شاهين، وهو عضو في المنظمة نفسها، بحسب بيان الداخلية التركية.

مقالات متعلقة

  1. قصف تركي يتجدد على بنى تحتية بالحسكة.. منشآت خارج الخدمة
  2. قصف تركي يخرج محطة "السويدية" في الحسكة عن الخدمة
  3. لماذا تركز الاستهدافات التركية على البنى التحتية شمالي سوريا
  4. "الإدارة الذاتية" تفرض إجراءات أمنية خلال عيد الفطر

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية