في حضرة السمراء.. طاب اللقب يا عرب
عروة قنواتي
بين منافسات الجولة الثانية وعلى أعتاب الجولة الأخيرة من دور المجموعات في أمم آسيا وأمم إفريقيا، اختلطت أوراق كثير من المنتخبات التي كنت كما غيري أظن بأنها في رحلة داخل دور المجموعات، وأن الأصعب والأشد في المواجهة والصراع على اللقب يبدأ من إقصائيات الدور الثاني. وبعض المنتخبات شعاراتها وعناوين قوة محترفيها لا تسمح لك بتقييم أدائها والنظر إلى مشوارها إلا في دور الثمانية، ولربما نجحنا في التوقع والاختيار نوعًا ما بأداء المنتخب المغربي في القارة السمراء والمنتخب العراقي في القارة الصفراء، حتى الآن فقط.
اليوم نعرج سريعًا على مدخل منتخبات عرب إفريقيا المرشح منها أكثر من منتخب لحيازة اللقب في ساحل العاج 2023، بعكس القارة الآسيوية التي تبرز فيها منتخبات إيران وكوريا الجنوبية واليابان كأرقام صعبة ومرشحة بقوة لانتزاع اللقب في الدوحة 2023، وتتقاسم معها الحظوظ منتخبات السعودية وقطر والعراق.
لم تكن الجولة الأولى طبيعية من ناحية النتائج وتراجع المستوى في المنتخبات العربية على صعيد القارة الإفريقية التي سجلت تعادلين للمنتخب الجزائري والمصري، وهزيمتين لتونس وموريتانيا، وفوز المنتخب المغربي الذي خاص مواجهة تنزانيا وكأنه في حصة تدريبية على الرغم من اختياره لتشكيلة مونديالية في المواجهة، لكن نية المغاربة واضحة منذ الدقيقة الأولى، باختلاف ما ظهر عليه فراعنة مصر في المواجهتين الأولى والثانية اللتين حصد من خلالهما محمد صلاح وزملاؤه نقطتين من تعادلين بشق الأنفس. أصيب صلاح، وها هي الأخبار تتحدث عن ابتعاده عن التشكيل الأساسي لمباراتين بسبب الإصابة في حال تأهل المنتخب المصري للأدوار المقبلة، أي أنه لن يعود قبل دور الثمانية.
أداء متوسط للمنتخب الجزائري في مباراته الأولى التي كان بإمكانه أن ينهيها بغير نتيجة التعادل مع ألف إشارة استفهام للاكتفاء بنتيجة التعادل أمام أنغولا، والخشية هنا من تكرار سيناريو البطولة الماضية في الكاميرون، حيث كان المنتخب الجزائري يتلقى الصفعات وسط مفاجأة مدوية لم يكن يتوقعها أحد، وهزيمة غير مبررة لمنتخب تونس في اللحظات الأخيرة أمام ناميبيا التي جن جنون لاعبيها عند تسجيلهم هدفًا تاريخيًا قادهم لانتصار تاريخي، حيث بسط لاعبو ناميبيا سيطرتهم منذ الدقائق الأولى وشنّوا سيلًا من الهجمات وسط تخبط في أداء المنتخب التونسي.
أما المنتخب الموريتاني فكانت نتيجته أقرب إلى التعادل السلبي، إلا أن الهدف القاتل في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء وضع بوركينا فاسو في الصدارة بثلاث نقاط، بفارق نقطتين عن كل من الجزائر وأنغولا، وهذه الخسارة السادسة في سبع مباريات للمنتخب الموريتاني في ثالث مشاركة تواليًا بالعرس القارّي، سجل خلالها هدفا يتيمًا جاء من ضربة جزاء.
يبدو طريق المنتخبات العربية في العرس الإفريقي محفوفًا بالمخاطر، وبنسب متفاوتة بين كل تشكيل وآخر، بين من تعامل ببطء مع ظهوره الأول في البطولة، وبين من كان جاهزًا ولم يحالفه الحظ في المواجهة الأولى، وبين من عقد العزم وباشر هجومه دون أي رتوش أو تحفظات. ما زالت الفرصة سانحة في بطولة تخسر فيها الكاميرون وغانا وساحل العاج وجنوب إفريقيا، ولكن ما يجب قوله إن المنتخبات المتوسطة تريد أن تقول كلمتها أيضًا في البطولة، ولو من باب خلط الأوراق وجعل المهمة صعبة على الكبار.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :