يا شبيحة الشيعة والسنة.. كفاكم هبلًا

  • 2024/01/21
  • 1:07 م
خطيب بدلة

خطيب بدلة

خطيب بدلة

قلت، قبل مدة من الزمان، إنني علقت بين شبيحة الشيعة، وشبيحة السنة، علقة البدوي بصلاة التراويح. قال أحدهم: أنا أسمع كثيرًا بهذا التشبيه، ما قصته؟

أجبته، أن بدويًا ذهب بسيارته “البيك أب”، في أحد أيام رمضان، بعد المغرب، إلى المدينة، وبعدما جال فيها، سمع أذان العشاء، فحدثته نفسه بأن يذهب للصلاة في المسجد، فيكسب ثوابًا، وهو يعلم أن مجموع صلوات الفرض مع السنن والوتر لا تزيد على تسع ركعات، ولكنه فوجئ بصلاة التراويح، التي لم يكن يعرف عنها شيئًا، وكان سيئ الحظ، إذ صادفت وقفته في الصفوف الأمامية، فلم يستطع الهرب! وبعدما عاد إلى مضاربه، راح يحكي لأهله عن صلاة التراويح كما لو أنها مشاجرة، قال: الإمام يهدّيها، والمؤذن يحمّيها!

هذا، يا صديقي، ما حصل معي، فقد قلت، في مناسبة مرور أربع سنوات على مقتل مؤسس “فيلق القدس”، قاسم سليماني، إننا لا نتمنى الموت لأحد، ولكننا فرحنا بمقتل هذا المجرم، وذكرت أن أهل بلدتي، معرة مصرين، يقولون في مناسبة كهذه: الله يلحّق الحبل بالدلو. وقد لحق الدلو بالحبل فعلًا، حينما تمكنت أمريكا من قتل خليفته، المجرم رضي موسوي، وذكرت أنني لا أعادي هؤلاء الناس لأنهم شيعة، أو روافض، أو فرس، أو إيرانيون، أو مجوس، ولكن لأنهم معتدون علينا، وعندهم مشروع توسعي، قروسْطَوي، هدفه استعادة إمبراطورية قديمة هالكة، على حساب بلادنا وأراضينا، وعلى الفور، أوقف الشبيحة من أهل الشيعة وأهل السنة الحرب المستمرة منذ 14 قرنًا، وباشروا بي، على مبدأ “هون بيوجعك؟ هون ما بيوجعك”، شبيحة الشيعة المتأيرنين يقولون إن هذين القتيلين كان يريدان تحرير القدس، والمسجد الأقصى، ولولاهما لاستباح تنظيم “داعش” نساءكم أمام أعينكم، وأنت، يا عميل، يا صهيوني، يا إمبريالي، يا ماسوني، تحكي عليهما بسوء؟ وأما شبيحة السنة والجماعة، فراحوا يطالبونني بوضع النقاط على الحروف، وأن أتبنى سرديتهم القائلة بأن الإيرانيين، المجوس، الروافض، أتوا إلى بلادنا من أجل أن يقتلوا أهل السنة، وعلينا نحن، أهل السنة، أن نتحالف، ويشد بعضنا إزر بعض، ونقف في مواجهة كل الشيعة، وحيثما وجدوا.

خرجت من هذا اللعي بنتيجة قديمة، متجددة على الدوام، بأنه لا أمل يرتجى من مخاطبتنا، نحن أهل هذه البلاد المنكوبة، بلغة العقل، أو المنطق، لأننا، ببساطة، لا نمتلك عقولًا، ولا نعرف ما هو المنطق، ولذلك تعبت و”كعيت”، وذقت الأمرين وأنا أقول، مخاطبًا الطرفين المتصارعين على أشياء لا ناقة لنا فيها ولا جمل، اسمعوا، يا قوم، وافهموا، هناك شيء اسمه معارك وطنية، وثمة فهم اسمه “الفهم السياسي”، فنحن لم نطلب من مصدّري الثورة الإيرانيين المجرمين أن يدخلوا بلادنا، ويحرروا لنا القدس، ولا المسجد الأقصى، وحتى قضية فلسطين، اجعلوها قضية شعب، وأرض، وحقوق، لا تحصروها في مدينة مقدسة، أو مسجد، أوقفوا هذه الحرب التافهة، وليلتفت كل منكم إلى مشكلات بلده، وتأمين متطلبات شعبه، كفاكم إرهابًا خارج حدود بلادكم، فلقد وصلتم إلى حافة الهاوية، بل إلى حافة الانقراض.

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي