مع الذكاء الاصطناعي.. هل أصبح التحدث مع الموتى ممكنًا
يلجأ بعض الناس لاستخدام روبوتات الدردشة المدعومة من الذكاء الاصطناعي للحفاظ والإبقاء على الذكريات على قيد الحياة عبر التحدث مع الموتى “بشكل افتراضي”، لكونه مصدر راحة لبعضهم، في حين يكون بعضهم الآخر شديد الحساسية حياله.
تستند تطبيقات الذكاء الاصطناعي المخصصة للتحدث مع الموتى إلى مقاطع مصورة تفاعلية، تظهر المتوفى وكأنه ما زال حيًا بإمكانه التواصل مع الأحياء ويرد على حديثهم وأسئلتهم، “يتفاعل، ويتنفس، ويرمش”، بحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”.
ردود وآراء وأحاديث المتوفى “الافتراضي” ليست مجرد إبداع من الذكاء الاصطناعي، بل تكون مستندة إلى بيانات وأحاديث مسجلة له قبل وفاته.
“StoryFile”
في عام 2017، ظهرت منصة “StoryFile”، التي تعتمد على مقابلة مصورة مع الأشخاص قبل وفاتهم، وطرح أسئلة عليهم لمعرفة شخصياتهم.
فكرة المنصة هي الحفاظ على أصوات الأحداث التاريخية والاجتماعية والثقافية، التي قد لا يستطيع الجيل القادم الوصول إليها أو رؤيتها.
في البداية، يتم اختيار الأسئلة المراد الإجابة عنها ثم تسجيلها، كما يوجد أكثر من 1600 سؤال منوع لطرحها على الشخص.
في الخطوة اللاحقة، يجيب الشخص عن الأسئلة المطروحة بشكل مقطع مصور لمشاهدتها لاحقًا من قبل الأشخاص الذين يريدون التواصل معه بعد الوفاة.
ويمكن القيام بتجربة مجانية، وهي خدمة مأجورة قيمتها دولار واحد عند الاستخدام لمرة واحدة لسؤال واحد، أما بالنسبة لتجربة انتقاء 75 سؤالًا من اختيار الشخص فتكلف 49 دولارًا للمرة الواحدة، ولمن أراد استخدام جميع الميزات والإجابة عن جميع الأسئلة يصل السعر إلى 499 دولارًا للمرة الواحدة.
أنشأ حوالي خمسة آلاف شخص ملفات شخصية في “StoryFile”، بحسب الشركة.
“HereAfter AI”
تطبيق “HereAfter AI”، وهو مدعوم بالذكاء الاصطناعي، أنشئ لكونه يولد ردودًا بناء على ساعات من المقابلات التي أجريت مع الشخص قبل وفاته.
يحفظ التطبيق ذكريات الشخص وقصصه وصوته أيضًا إلى الأبد، للسماح بالأشخاص بسماع ورؤية قصص الأشخاص المتوفين والتحدث معهم بشكل افتراضي.
باستطاعة الشخص تحميل صور تتوافق مع حديثه، لدعم قصته عند رؤية الأشخاص لها.
يسمح للأشخاص من جميع الأعمار استخدام التطبيق، ويمكن للأشخاص سماع ذكريات وقصص الشخص المتوفى عن طريق الهاتف أو الكمبيوتر أينما كانوا، وهو آمن بحيث لا يستطيع أي شخص الوصول إلى المعلومات ما عدا الأشخاص الذين لديهم صلاحية.
يمكن تجربة التطبيق بشكل مجاني لمدة 14 يومًا، وقيمة الاشتراك بشكل أولي لتسجيل 20 قصة تبلغ 3.99 دولار بالشهر، ولتسجيل 50 قصة 5.99 دولار بالشهر، وللتمتع بجميع مزايا التطبيق وبشكل لا محدود 7.99 دولار بالشهر.
إبقاء ذكرى الموتى
يخشى خبراء ومتخصصون من أن تتسبب هذه التطبيقات بتوليد وهم للأشخاص ذوي المتوفين، وعدم مساعدتهم في تخطي “صدمة الموت”.
ومن الناحية النفسية، تخلق هذه التطبيقات ارتباكًا للأشخاص عند فقدان ذويهم، إذ يمر الشخص بعدة مراحل تبدأ بالإنكار، بعدها تأتي مرحلة الغضب والرفض للحالة، يليها الاكتئاب والحزن الشديد على فراق ذويه، وفي النهاية التقبل للوفاة.
ويمكن أن يتسبب اللجوء إلى هذه التطبيقات في تكوين وهم غير سليم، وعدم تخطي الصدمة، بحيث يعلق الأشخاص في دائرتها، بغض النظر عن كونها في البداية تمنح الأشخاص شعورًا بالراحة لفترة معينة.
اعترض كثير من الأشخاص على هذه التطبيقات الحديثة، لأنها بحسب رأيهم تستغل حالة الضعف ومشاعر الحزن التي يشعر بها ذوو المتوفى، وتقدم وهمًا لا اتصالًا حقيقيًا يربط بين الأشخاص وذويهم المتوفين.
ومن الجانب الآخر، بدت هذه التقنية لبعض الأشخاص الآخرين إيجابية، إذ يؤدي حسن استخدامها بإشراف اختصاصيين إلى المساعدة على تخطي مرحلة الحداد للأفراد، ويخفف أيضًا من أثر الصدمة في حالات الموت المفاجئ.
وقال الرئيس المشارك للطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية الطب بجامعة “ستانفورد”، الدكتور ديفيد شبيجل، إن “برامج الذكاء الاصطناعي مثل (StoryFile) و(HereAfter AI) للحديث مع المتوفين، يمكن أن تساعد الناس على تخطي الحزن، مثل تصفح ألبوم صور قديم”، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :