إدلب – شمس الدين مطعون
تواصل أسعار اللحوم في محافظة إدلب بنوعيها البيضاء المتمثلة بالدجاج والحمراء من خروف وغنم وعجل ارتفاعها، ما يجعلها خيارًا غير متاح لمعظم الأهالي، خاصة مع تراجع القدرة الشرائية.
بالمقابل، تشهد أسواق الأسماك إقبالًا جيدًا لكون لحومها توفر قيمة غذائية عالية، وتباع بأسعار مقبولة مقارنة ببقية أنواع اللحوم.
وتعتبر الأسواق الشعبية الأسبوعية (البازارات) المنتشرة في إدلب مكانًا لبيع الأسماك بأسعار منخفضة عن المحال المتخصصة.
وبحسب محمد العلي، وهو بائع سمك في “بازار كفرتخاريم”، فإن انخفاض الأسعار لا يعني تراجع الجودة، لافتًا إلى أن المحال تبيع بأسعار مرتفعة نظرًا إلى مصاريفها الإضافية من إيجارات وعمال وتغليف السمك.
“تازة السمك تازة، قرّب يا فقير ع اللحم قرّب”، بهذه العبارة تصدح حنجرة محمد مناديًا على بضاعته، لافتًا إلى أنه يوفر عبر سياراته المتنقلة معظم أنواع الأسماك التي توفرها المحال وبسعر أقل.
ثلاثة مصادر
تختلف جودة لحم السمك ونوعيته حسب بيئة نموه، وهي البحري أو النهري أو المسامك، ويأتي السمك البحري لأسواق إدلب عن طريق معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، والسمك الواصل تركي المنشأ وله أصناف متعددة أشهرها “السلمون، الأجاج، البيرقدار، البوري، المشط” وغيرها.
وتوفر السوق السمك النهري، وهو قادم عبر مناطق ريف حلب الشمالي، ومنشأه نهر الفرات وأشهر أنواعه “الكارب”.
وبكميات قليلة، تنتشر أسماك يتم اصطيادها من نهر “العاصي” بمنطقة دركوش غربي إدلب، وهناك السمك الذي تتم تربيته عن طريق مسامك محلية وله أنواع عدة أشهرها “السلور” و”الكارب”.
الكيلو من 35 إلى 100 ليرة تركية
أدهم حلاق، وهو من أهالي مدينة بنّش شرقي إدلب، يواظب على زيارة سوق السمك الذي يقام في مدينته كل ثلاثاء، واعتاد شراء كميات من السمك من أصناف عدة.
وقال أدهم إنه بات معتمدًا بشكل رئيس على لحم السمك، ويستخدمه في طهو أطباق متنوعة، مضيفًا، “نصنع أكلة اللحمة بالصينية بعد فرم السمك بطريقة ناعمة، كما نطهوه مع الأرز”.
وذكر أن انخفاض الأسعار في سوق السمك مكّنه من تناول أصناف تباع بأسعار مرتفعة في المحال كصنفي “الأجاج والسلمون”.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، فإن أسعار الأسماك في السوق لا تتأثر بشكل كبير بسعر صرف الدولار الأمريكي أو بزيادة الطلب، إنما تتأثر بانخفاض الكميات المستوردة عن طريق معبر “باب الهوى”، لا سيما أنها شهدت تراجعًا خلال عطلة نهاية العام.
وفي طرقات إدلب، يتجول عديد من تجار السمك بسيارات محملة ببضائع رخيصة الثمن من سمك بأصناف متعددة، أشهرها “الكارب” و”كارب ظاظان” و”البوري” و”السردين”.
أمجد دركوشي، بائع سمك متجول، قال لعنب بلدي، إن الأسعار تتراجع في فترة ما بعد الظهيرة مع اقتراب إغلاق السوق، مضيفًا أنه يضطر للبيع بأسعار أقل محاولًا بيع كل الكمية، إذ لا تتوفر لدى معظم الباعة أماكن صالحة لتخزين السمك.
وذكر البائع أن أسعار السمك رغم ارتفاعها لا تزال منخفضة مقارنة ببقية أنواع اللحوم، لافتًا إلى أن سعر أفضل الأصناف لديه لا يتجاوز 100 ليرة تركية وهو “البوري الجامبو البحري”.
وتتراوح أسعار بقية الأصناف بين 35 ليرة و100 ليرة تركية (ويعادل كل دولار أمريكي 29.5 ليرة تركية).
ورصدت عنب بلدي قائمة بأسعار أشهر الأصناف التي تباع في أسواق السمك بإدلب، حيث يسجل كيلو سمك “البوري الجامبو” سعر 80 ليرة تركية، و”البوري العادي” 60 ليرة، و”البيرقدار” 45 ليرة، و”السلمون” 70 ليرة، وكيلو سمك “السردين” 50 ليرة، و”الكارب” 40 ليرة، و”المشط” 59 ليرة، وكيلو “السلور” 60 ليرة تركية.
ويبلغ سعر كيلو لحم الخروف 340 ليرة تركية، ولحم الغنم 320 ليرة، ويتراوح سعر كيلو لحم العجل بين 210 و270 ليرة، وسعر كيلو صدر الفروج 80 ليرة، وتتراوح بقية أقسامه بين 45 و70 ليرة.
وتتراوح أجور المياومة في مناطق إدلب بين 60 و100 ليرة تركية (ثلاثة دولارات وسطيًا)، وتختلف باختلاف عدد ساعات العمل وطبيعة المهنة من زراعة أو أعمال يدوية أو أعمال بناء.