تمتد على مساحة 117 ألف متر مربع..

منظمات تضع حجر الأساس لأول مدينة طبية في الشمال السوري

وضع حجر الأساس لمدينة "سامز" الطبية شمالي سوريا - 18 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

camera iconوضع حجر الأساس لمدينة "سامز" الطبية شمالي سوريا - 18 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

tag icon ع ع ع

وضعت الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز)، حجر الأساس لمشروع مدينة “سامز” الطبية”، في 19 من كانون الثاني.

جرى ذلك ضمن تحالف عملياتي ضم “الدفاع المدني السوري”، و”المنتدى السوري”، عبر فعالية نظمتها “سامز” القائمة على المشروع، الذي يعد خطوة مهمة ونقلة نوعية نحو تعزيز الرعاية الصحية شمال غربي سوريا، وفق “الدفاع المدني”.

رئيس جمعية “سامز”، الدكتور مفضل حمادة، قال لعنب بلدي إن الجمعية بدأت التركيز على تحسين الأداء الطبي في الشمال السوري، والعمل على تغطية الثغرات الطبية، ومنها تأسيس مركز علاج أمراض السرطان الوحيد في المنطقة ومراكز جراحة القلب.

ويعبّر المشروع عن رؤية الجمعية لرفع المستوى الطبي في المنطقة وهو مشروع متكامل، طبي، إغاثي، تعليمي، يتألف من منشآت طبية وتعليمية وأكاديمية لتدريب وتطوير الكوادر الطبية من أطباء وممرضين وفنيين طبيين، وفق حمادة.

ويتضمن أيضًا مركزًا متطورًا لمعالجة الأورام، يتضمن العلاج الشعاعي، ومستشفى متكاملًا للعيون، ومعهدًا متوسطًا للتمريض، ومخبرًا متطورًا للمحاكاة، على أن تتضمن المراحل اللاحقة عيادات خارجية عامة، ومتخصصة، بالإضافة إلى منشآت تعليمية، وفق ما ذكرته “سامز“.

جانب من فعالية وضع حجر الأساس لمشروع مدينة "سامز" الطبية- 18 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

جانب من فعالية وضع حجر الأساس لمشروع مدينة “سامز” الطبية- 18 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

لتقديم أفضل الخدمات

أوضح رئيس الجمعية أن المشروع انطلق من المستوى الطبي المتقدم الذي وصلت له المراكز الطبية في الشمال، بهدف الاستمرار بالتطور من خلال العمل على توفير أحدث الأجهزة الشعاعية والسعي لتأمين العلاجات الكيميائية.

وحول المدة الزمنية لتنفيذ المشروع، أوضح حمادة أن المشروع لا ينتهي بعام أو عامين، أو عشرة أعوام، كون التطوير لا يتوقف ويحتاج موارد ضخمة قد لا تستطيع المنظمة تأمينها بعام أو عامين، والهدف الرئيسي تقديم أفضل الخدمات.

رئيس الجمعية لفت إلى أن الدراسات الأولية تشير إلى أن الإنشاءات الهندسية للمشروع تبلغ كلفتها سبعة ملايين دولار أمريكي بينما تبلغ كلفة إنشاء المستشفى ومركز السرطان 15 مليون دولار أمريكي، مشيرًا إلى أن كلًا من “الدفاع المدني” و”المنتدى السوري”، قدّما مليون دولار أمريكي لكل منهما.

كما بيّن الرئيس التنفيذي للمنتدى السوري، غسان هيتو، أن المشروع فريد من نوعه في سوريا، معربًا عن أمله بأن يكون من المراكز الطبية المتقدمة في الشرق الأوسط، ويخفف عبء الاضطرار للسفر للخارج في سبيل تلقي العلاج.

وأضاف هيتو أن المشروع لن يقدم الخدمات الطبية فقط، وسيعمل على تطوير الكوادر الطبية وتوفير أحدث الأجهزة والخبرات الطبية للعمل على هذه الأجهزة، عبر الاستفادة من الكفاءات الطبية السورية في الخارج، موضحًا أن التمويل يعتمد على السوريين المغتربين من أطباء ومهندسين ورجال أعمال، سيما المغتربين في الولايات المتحدة.

مراعاة للتراث والحداثة

المهندس خالد بابلي، يعمل في شركة “آراك” الهندسية، التي تتولى دراسة جزء من تنفيذ المشروع، وقدمت الدراسة الهندسية للمستشفى الأكاديمي (يتسع لـ450 سريرًا)، قال إن مساحة المستشفى تبلغ 26 ألف متر مربع، موزعة على ستة طوابق، كل منها بمساحة ستة آلاف متر مربع.

وجرى تصميم المستشفى على شكل نواة، ويتضمن الخدمات الرئيسية وثلاثة محاور لتأمين الحركة العمودية، والأفقية السهلة في المستشفى، مع مراعاة التنمية المستدامة والبناء الأفضل، لتوفير استهلاك الطاقة والاعتماد بشكل أساسي على الطاقة الشمسية والاستفادة من مياه الأمطار لسقاية المزروعات المحيطة.

وقال المهندس، “عملنا في دراسة التصميم على الجمع بين التراث السوري العريق، والحداثة، ودمجنا هذه المفاهيم مع واجهة المستشفى المصممة على الطراز الأموي، كما يتميز بهو الطابق الرابع بالطابع الدمشقي”.

من تصميم مدينة "سامز" الطبية قيد الإنشاء في الشمال السوري- 18 من كانون الثاني 2024 (سامز/ فيس بوك)

من تصميم مدينة “سامز” الطبية قيد الإنشاء في الشمال السوري- 18 من كانون الثاني 2024 (سامز/ فيس بوك)

موقع متميز

المهندس العمراني، هشام الراس، شريك مؤسس ومدير شركة “Modgarde architecture” الدراسة للمشروع، أوضح لعنب بلدي أن المشروع سيقام في منطقة بابسقا، ويمتد على مساحة 117 ألف متر مربع، وهو قريب من التوسع العمراني في الشمال السوري وقريب أيضًا من الحدود التركية.

وبحسب المهندس، جرى تخطيط المشروع بناءً على الطبيعة المحيطة بالموقع، مع الاستفادة قدر الإمكان من جغرافية المنطقة والموارد الطبيعية المتوفرة، كالأحجار، والاعتماد على الطاقة النظيفة، مشيرًا إلى أن المشروع سيعتمد بنسبة تتراوح بين 80 و90% على الطاقة الشمسية.

وأضاف المهندس أن التخطيط جرى بناءً على الاشتراطات المطلوبة من الجهة المسؤولة عن المشروع، ويتضمن ثلاثة أنواع من المرافق، هي المرافق الطبية ومستشفيين ومركز طبي متعدد الاختصاصات، كالسرطان، وطب العيون، ومبنى عيادات، ومراكز تعليمية طبية متقدمة.

وبالإضافة للمرافق الطبية، توجد مرافق خدمية مرتبطة بالخدمات الطبية كالمستودعات الطبية، وروضة، ومدرسة، لأبناء الكوادر الطبية، وخدمات، ومطاعم، والنوع الثالث من المرافق مبنى فندقي، ومكاتب إدارية وخدمية.

ولفت المهندس إلى أن المشروع سيقدم حلولًا للعديد من المشكلات التي تواجها المنظومة الصحية في المنطقة، موضحًا أن المشروع سيؤمن فرص عمل لحل مشكلة البطالة.

خيارات مرّة أمام المرضى

يعاني القطاع الطبي في إدلب نقصًا في المعدات والكوادر وضعفًا في التمويل، وتطال المرافق الطبية قذائف قوات النظام السوري وحلفائها.

ويلجأ مرضى في إدلب إلى صيدليات “خيرية” للحصول على أدوية مجانية معظمها منتهي الصلاحية، إذ لا يستطيعون شراء الدواء.

ورصدت عنب بلدي حالة الازدحام الشديدة التي تشهدها بعض الصيدليات التي تقدم الأدوية المجانية (عددها قليل في إدلب).

كما يعاني الأهالي من قلة عدد الحواضن في المستشفيات العامة أو المدعومة من المنظمات، وارتفاع تكاليف الحواضن في المستشفيات الخاصة، وتبلغ تكلفة مبيت الطفل في مستشفى خاص بإدلب 100 دولار أمريكي (نحو 2900 ليرة تركية) لليلة واحدة، يضاف إليها تكاليف الأشعة والتحاليل والأدوية.

ومطلع تشرين الأول 2023، تعرضت خمسة مرافق طبية للاستهداف المباشر من قبل قوات النظام، منها مستشفى “إدلب” الوطني، والمستشفى “الجامعي”.

وفي حديث سابق مع عنب بلدي، قال مدير صحة إدلب، الدكتور حسام قره محمد، إن القطاع الطبي يعاني أزمة حقيقية بسبب القصف الذي شهدته المنطقة، بالإضافة إلى خروج بعض المستشفيات عن الخدمة، والاستهداف المباشر للكوادر الطبية وتعريضها للخطر.

وأضاف أن المستشفيات باتت غير قادرة على استيعاب مزيد من المصابين، لأن كثيرًا من هذه الإصابات عنيفة مهددة للحياة، وتحتاج إلى تدخلات جراحية متخصصة ونوعية، كالجراحة العصبية والوعائية والعامة.

ويسكن في مناطق شمال غربي سوريا 4.5 مليون شخص، 4.1 مليون منهم بحاجة إلى مساعدة، و3.3 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 2.9 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث إحصائيات محلية عن 5.5 إلى 6 ملايين شخص.

اقرأ المزيد: المرافق الطبية شمال غربي سوريا في مرمى قصف النظام

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة