تستمر عمليات تنظيم “الدولة الإسلامية” بالتصاعد في مختلف مناطق انتشار قواته حول العالم، وأبرزها في سوريا والعراق، بعد انخفاض شهدته وتيرة هذه العمليات خلال 2023.
وبلغت حصيلة عمليات التنظيم خلال الأسبوع الحالي ست عمليات في سوريا، خلفت 40 قتيلًا وجريحًا، بحسب ما أعلنت عنه صحيفة “النبأ” الرسمية للتنظيم (عبر غرفة أخبار مغلقة) اليوم، الجمعة 19 من كانون الثاني.
وتوزعت هذه العمليات في سوريا على مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وأخرى يسيطر عليها النظام السوري، منها ثلاث في محافظة دير الزور، وواحدة في الحسكة، ومثلها في محافظتي حمص والرقة.
وفي الصفحة الخامسة من الصحيفة، قال التنظيم إن مجموعة تتبع له تمكنت من زرع عبوة ناسفة جنوب مدينة السخنة شرقي محافظة حمص، استهدفت فيها حافلة عسكرية كانت تقل العشرات من ضباط وعسكريين بقوات النظام السوري.
وأسفر الهجوم وفق تقديرات التنظيم عن مقتل وجرح 30 عسكريًا بينهم ضابطان، إضافة إلى تدمير الحافلة.
وإضافة إلى الهجوم شرقي حمص، قال التنظيم إن عناصره نصبوا خلال الأسبوع الماضي وحدة ثلاثة كمائن لقوات النظام، أسفرت عن مقتل ضابط وستة عناصر، وإحراق آليتين واغتنام ثالثة في بادية حمص.
وفي أحدث الأخبار الواردة من مدينة السخنة عن عمليات التنظيم، هجوم نفذه في 11 من كانون الثاني الحالي، إذ نشر التنظيم تسجيلًا مصورًا يظهر استهدافه مجموعة من قوات النظام، وأعادت نشره صفحة “السخنة الحدث” المحلية عبر “فيس بوك”.
سبق ذلك، في 9 من الشهر نفسه، خبر نقلته إذاعة “شام إف إم” المحلية، عن أن عددًا من العسكريين قتلوا جراء تعرض حافلة كانت تقلهم لهجوم شرق “المحطة الثالثة” (T3) بريف حمص الشرقي.
وكالة “سبوتنيك” الروسية قالت في اليوم نفسه، إن 16 جنديًا وضابطًا من قوات النظام السوري قتلوا، وأصيب آخرون بهجومين متزامنين لتنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف محافظة حمص الشرقي، وسط سوريا.
وأضافت حينها أن 14 جنديًا من قوات النظام قتلوا، وأصيب أكثر من 19 آخرين بجروح متفاوتة، كحصيلة أولية، في هجوم نفذه التنظيم على حافلة مبيت كانت تقلهم بمنطقة “المحطة الثالثة” (T3) في بادية تدمر بريف حمص الشرقي.
وفي مناطق سيطرة “قسد”، نفذ التنظيم هجومًا أسفر عن مقتل قيادي فيها وإصابة آخر، بحسب ما جاء في صحيفة “النبأ”، وأشارت إلى أن التنظيم نفذ هجومًا مشابهًا في دير الزور شرقي سوريا أسفر عن مقتل عنصر من “قسد” وإصابة آخرين.
ولا تعلن “قسد” عن عمليات التنظيم المتفرقة في مناطق سيطرتها، لكن “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لها، أعلنت، الخميس، عن عملية نفذتها بمدينة منبج شرقي حلب، أفضت إلى القبض على أحد عناصر التنظيم، وهي العملية الأولى لها خلال 2024.
ولم يعلّق النظام السوري رسميًا على الاستهدافات التي وقعت في مناطق سيطرة حتى لحظة تحرير هذا الخبر، كما لم تعلن “قسد” عن استهدافات في مناطق سيطرتها.
التنظيم أرفق إعلاناته عن هذه الهجمات بصور قال إنها من الهجوم الذي نفذه شرقي محافظة حمص واستهدف حافلة تقل عسكريين.
ولم ترتفع وتيرة عمليات التنظيم في مناطق سيطرة النظام السوري وسط سوريا منذ أكثر من عام، إذ اعتمد التنظيم على استراتيجية الاستهداف بعبوات ناسفة، والكمائن الخاطفة باستهداف أرتال عسكرية لقوات النظام في المنطقة خلال العام الماضي.
ورغم الحملات الأمنية المتكررة التي أطلقها النظام لمكافحة التنظيم في سوريا، لم يحدث أي فرق على أرض الواقع، حتى مع الغطاء الجوي الروسي الذي تؤمّنه موسكو لهذه العمليات، والدعم البري للميليشيات الإيرانية في سوريا.
بينما قالت “قسد” إنها شنت 73 عملية أمنية خلال 2023، استهدفت خلايا تنظيم “الدولة” في مناطق سيطرتها شرق نهر الفرات شمال شرقي سوريا، منها عمليات واسعة النطاق استمرت لأيام واستهدفت مساحات جغرافية كبيرة، وأخرى فردية طالت عناصر أو قادة للتنظيم.
اقرأ أيضًا: عمليات تنظيم “الدولة” تتضاعف.. النظام عاجز و”قسد” تحاول
استهدافات تتصاعد
في الأسبوع الأول للعام الحالي أعلن التنظيم عن 32 عملية، توزعت على الجزء الشمالي من سوريا، وأخرى في منطقة البادية بريف حمص الشرقي.
وخلال الأسبوع الثاني، قال التنظيم إن عناصره نفذوا 34 عملية في سوريا، أسفرت عن مقتل وجرح 70 شخصًا.
وبالنظر إلى الإحصائيات نفسها خلال العام الحالي، فإن التنظيم نفذ في الأسبوع الأخير من 2023 عمليتين في سوريا خلفتا ثلاثة قتلى وجرحى، جميعها بمحافظة دير الزور حيث تسيطر “قسد” شرقي سوريا.
وفي الأسبوع الذي سبقه، في 22 من كانون الأول 2023، أعلن التنظيم عن تنفيذه ثلاث عمليات في سوريا، منها اثنتان في دير الزور وأخرى في الحسكة، خلفتا ستة قتلى وجرحى.
وفي 15 من كانون الأول 2023، قال التنظيم إنه نفذ ثلاث عمليات في سوريا، منها اثنتان في دير الزور استهدفتا عناصر من “قسد”، وواحدة استهدفت عناصر من قوات النظام في حمص، وأسفرت العمليات عن مقتل وجرح ثلاثة أشخاص.
وعلى امتداد 2023، كانت معظم إحصائيات تنظيم “الدولة” على هذا الشكل، إذ لم تتجاوز بضعة استهدافات، ولم تسفر عن إصابات في بعض الأحيان.
–