حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (أوتشا) من أن زيادة الفيضانات تعرض السكان النازحين في شمال غربي سوريا للخطر.
ووفق الإحاطة اليومية التي قدمها المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الخميس 18 من كانون الثاني، تضررت أكثر من 1500 خيمة عائلية بسبب الفيضانات خلال الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك الملاجئ المقدمة للناجين من كارثة الزلزال التي وقعت العام الماضي.
وأفاد شركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني على الأرض أن الخيام في عفرين وسلقين تأثرت بشكل خاص بسبب هطول الأمطار المستمر منذ يومين.
وتوجد حاجة ماسة إلى ملاجئ إضافية وطعام وعزل أرضي ومواد تدفئة وإصلاحات للطرق، بحسب الإحاطة الأممية.
وتعطل الظروف الموحلة وصول الأطفال إلى المدارس وقدرة الأسر على الوصول إلى الخدمات الحيوية في مخيمات النازحين.
دوجاريك تحدث عن إجراء تقييمات من قبل الأمم المتحدة وشركائها على الأرض وتوفير مواد الإغاثة الأساسية، بما في ذلك الخيام ومعدات الإصلاح والأغطية البلاستيكية للعزل، وتقديم الدعم النفسي للعائلات المتضررة.
وأشار دوجاريك، بعد توضيح الاحتياجات، إلى أن الاستجابة الإنسانية تعاني من “نقص كبير في التمويل”، محددًا تلقي الأمم المتحدة ما نسبته نحو 33% من مبلغ 160 مليون دولار المطلوب للعام الحالي والماضي، والمخصص لتوفير المساعدات الشتوية لأكثر من مليوني شخص في سوريا.
على صعيد آخر، قال دوجاريك إن “أوتشا” تشعر “بقلق بالغ” إزاء الهجمات المستمرة على البنية التحتية المدنية وسلامة المدنيين في شمال شرقي سوريا، مع تدهور الوضع الأمني هناك.
وأوضح أنه خلال الأسبوع الماضي، أدت الغارات الجوية المتعددة في الحسكة إلى سقوط ضحايا من المدنيين وتسببت في أضرار “جسيمة” للعديد من المرافق المدنية، بما في ذلك محطات الطاقة وحقول إنتاج النفط، مما قد يؤثر سلبًا على توفر الغاز والوقود والكهرباء في المستقبل.
تعيش مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شمال شرقي سوريا أزمة وقود خانقة خلال الأيام الأخيرة بحسب رصد عنب بلدي، وذلك نتيجة لاستهداف القوات التركية منشآت النفط في محافظة الحسكة.
مراسلة عنب بلدي في الحسكة أفادت أن بيع المازوت توقف في محطات الوقود بشكل مؤقت، في أعقاب هذه الهجمات، بينما تشهد المنطقة نقصًا حادًا في إمدادات الوقود، نتيجة لذلك.
تضرر 43 مخيمًا
في تقرير لـ “الدفاع المدني السوري”، في 17 من كانون الثاني، أوضحت المنظمة أن مناطق شمال غربي سوريا تشهد منخفضًا جويًا بدأ تأثيره في 16 من كانون الثاني بهطولات مطرية غزيرة، تسببت بسيول جارفة وبفيضان روافد لنهر العاصي، الذي ارتفع منسوب المياه فيه.
وتسببت الفيضانات بحدوث أضرار كبيرة في المخيمات، وإغلاق بعض الطرقات، وغمر المياه للأراضي الزراعية وتسربها لمنازل للمدنيين ولمرافق طبية وتعليمية، واستجابت فرق الدفاع حتى لحظة نشر التقرير لـ 43 مخيمًا في ريفي إدلب وحلب تضرر بها 157 خيمة بشكل كلي، و 369 خيمة بشكل جزئي، وتضررت طرقات هذه المخيمات، وتسربت مياه الأمطار والسيول لمئات الخيام.
وتركزت أضرار العاصفة المطرية بشكل أكبر على مناطق ريف إدلب الغربي والمخيمات فيها، بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر العاصي جراء الهطولات المطرية الغزيرة، وفتح عدة سدود على النهر، وفيضان عدة مجاري مياه رافدة للنهر في مناطق الزوف والحمبوشية وعين البيضا ودركوش وخربة الجوز في ريف إدلب الغربي.
وتأتي هذه العاصفة المطرية بعد أيام من منخفض جوي هو الثاني لهذا الشتاء تعرضت له مناطق شمال غربي سوريا في 12 من كانون الثاني، تسبب بأضرار في 48 مخيمًا بمناطق إدلب وحلب، بفعل السيول والأمطار، تاركًا أضرارًا كلية في 75 خيمة، وأضرارًا جزئية في 1043 خيمة، كما استجابت فرق الدفاع لعشرة منازل متضررة للمدنيين.