قصف طائرات حربية يرجح أنها أردنية مناطق سكنية في بلدتي عرمان وملح المتجاورتين، في الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة السويداء جنوبي سوريا، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، بينهم أطفال، وجرح ثلاثة آخرين.
وقال الدفاع المدني في السويداء، لعنب بلدي، إن الغارات التي نفذتها طائرات جوية في ساعة مبكرة من اليوم، الخميس 18 من كانون الثاني، أسفرت عن مقتل تسعة مدنيين وجرح ثلاثة آخرين، بينما لا تزال عمليات البحث عن مفقودين جارية.
موقع “السويداء 24” المحلي، أفاد عنب بلدي أن المقاتلات الحربية أغارت على الأحياء السكنية في بلدتي عرمان وملح المتجاورتين، في الريف الجنوبي الشرقي للسويداء، وتسببت الغارة في بلدة ملح بأضرار مادية في بعض المنازل، في حين خلّفت “كارثة غير مسبوقة” في عرمان.
الغارة في عرمان استهدفت منزل المواطن عمر طلب الواقع في حي على طرف البلدة، والثانية استهدفت منزل تركي الحلبي المؤلف من طابقين، وسط البلدة، بحسب “السويداء 24”.
وتسببت الضربة الأولى بمقتل عمر طلب، ووالدته أمال زين الدين، وعمّته اتحاد طلب، بينما قُتل سبعة من أفراد عائلة تركي الحلبي في الغارة الثانية، بينهم طفلتان لا تتجاوز أعمارهما خمس سنوات هما ديما، وفرح (ابنتا تركي).
مسؤول تحرير موقع “السويداء 24″، ريان معروف، قال لعنب بلدي إن أصوات الطائرات الحربية كانت واضحة أنها قادمة من الجهة الجنوبية، وظهر ذلك خلال مغادرتها أجواء المنطقة أيضًا.
وأشار إلى أن الضربة استهدفت منطقة سكنية مأهولة بالمدنيين، ومن المؤكد أن تخلف قتلى وإصابات في صفوف المدنيين، وهو “ما لا يجوز” حتى خلال استهداف مطلوبين.
ونشر الموقع المحلي عبر “فيس بوك” تسجيلًا مصورًا يظهر الدمار الذي خلفته الغرات في بلدة عرمان جنوب شرقي السويداء.
الناشطة في حراك السويداء لبنى عبد الباسط، وهي من سكان بلدة ملح، قالت لعنب بلدي إن الأشخاص المستهدفين بالغارات، متهمون بالضلوع بالاتجار بالمخدرات وتهريبها نحو الأردن، لكن القتلى الذين خلفهم القصف مدنيون من أقارب المهربين، وعائلاتهم.
وأشارت إلى أن منازل المهربين التي قصفت في بلدة ملح كانت خالية من السكان، إذ اعتاد سكان المنطقة على الغارات التي تنفذها الأردن في سوريا ليلًا بين الحين والآخر تستهدف بها مهربين وتجار مخدرات.
ولم يعلن الأردن مسؤوليته عن القصف حتى لحظة تحرير هذا الخبر، كما هو الحال بالنسبة للغارات الماضية التي شنها في المنطقة.
اقرأ أيضًا: “طوفان” مخدرات من سوريا.. الأردن يقرر المواجهة
استهدافات متكررة
غارة اليوم، سبقتها أخرى نفذها طيران يرجح أنه أردني أيضًا، في 9 من كانون الثاني الحالي، طالت ثلاثة مواقع شرقي السويداء منها مرتبط بأشخاص يتهمون بالضلوع بعمليات تهريب مخدرات نحو الأردن.
الغارات الجوية المتكررة خلال نهاية 2023، ومطلع 2024، أظهرت استراتيجية أردنية جديدة في التعامل مع القضايا المتعلقة بتهريب المخدرات نحو أراضيها قادمة من سوريا.
في 8 من أيار 2023، أغارت طائرات حربية يرجح أنها أردنية على أهداف في منطقة اللجاة بين محافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا، ما خلّف ثمانية قتلى من عائلة كاملة بينهم ستة أطفال بينهم مهرب المخدرات البارز مرعي الرمثان.
وفي 19 من كانون الأول 2023، شنت طائرات حربية يُعتقد أنها أردنية غارات جوية جنوبي سوريا، استهدفت “مخابئ” لمهربي مخدرات ردًا على عملية تهريب “كبيرة” كانت قادمة من سوريا، بحسب ما نقلته “رويترز” عن مصدرين في مخابرات إقليمية، وآخر دبلوماسي غربي يتابع الوضع، لم تسمّهم.
وفي 5 من كانون الثاني الحالي، عادت الضربات الجوية التي يعتقد أنها أردنية لتطال أهدافًا جنوبي سوريا، وسط استمرار عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود من سوريا نحو الأردن.