يواجه مدنيون من محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، وخصوصًا العاملون في مجال قيادة الحافلات وسيارات الأجرة العمومية، أعباء مادية إضافية، بسبب مخالفات المرور التي تفرضها شرطة المرور التابعة لـ”الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا.
ويرى بعض السائقين أن هذه المخالفات مبالغ بقيمتها ف بعض الأحيان، وغير مبررة في أحيان أخرى، ما يجعل من عملهم على الحافلات أو سيارات الأجرة أقل جدوى بسبب هذه الغرامات.
يعمل ويس أوسو ذو الـ40 عامًا مدرسًا في مدينة القامشلي خلال فترة الصباح، وسائق سيارة أجرة (تكسي) في المنطقة نفسها خلال فترة المساء، قال لعنب بلدي إنه يواجه تحديات مالية بسبب مخالفات المرور التي بلغت قيمتها أكثر من 300 ألف ليرة سورية خلال 2023 وحده.
وأضاف أن هذه المخالفات تضمنت تجاوز إشارات المرور، ووقوفًا في أماكن غير مسموح بها، بالإضافة إلى عدم دفع الرسوم السنوية، ومخالفات أخرى غير معروفة السبب.
ويس أشار إلى أن العديد من السائقين وأصحاب السيارات تلقوا مخالفات مرورية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، دون علم بسببها أو تاريخها بشكل دقيق، بعضها يتعلق بإستخدام الهاتف أثناء القيادة، دون وجود صور أو توثيق لهذه المخالفات.
غرامات “تعسفية”.. “الإدارة” لا تعلّق
عبّر سائقون تواصلت معهم عنب بلدي عن شكوكهم فيما يتعلق بمخالفات المرور التي يرونها “تعسّفية وغير مبررة”، خصوصًا أنها تزيد من الضغط المالي عليهم، وتؤثر سلبًا على أوضاعهم المعيشية.
وتفرض دوريات المرور التابعة لـ”الإدارة الذاتية” غرامات مالية دون منح فرصة للسائقين للتبرير أو الإفصاح عن ظروفهم الطارئة، بحسب ما قاله سائقون.
وتواصلت عنب بلدي مع مسؤولين في إدارة المرور التابعة لـ”الأمن الداخلي” في “الإدارة الذاتية” بشكل متكرر للحصول على توضيحات حول المخالفات، والآلية المتبعة فيها، لكنها لم تحصل على رد حتى لحظة تحرير هذا التقرير.
نبيل فريدوا، وهو سائق تاكسي يقيم في حي الكورنيش بمدينة القامشلي، قال لعنب بلدي، إن دوريات شرطة المرور أو “الترافيك” كما تعرف محليًا، تنتشر على كافة الطرقات بمختلف مناطق محافظة الحسكة، وتفرض مخالفات مالية “دون مبررات واضحة”.
وأضاف نبيل أن شرطة المرور تحتجز بعض السيارات بسبب الوقوف في أماكن ممنوعه، نتيجة لظروف طارئة، أو عطل مفاجئ في السيارة، ويعتبر ذلك مشكلة خاصة في ظل تدهور حالة الطرق والأعطال المستمرة في السيارات.
ويرى نبيل أن الغرامات المالية التي يفرضونها لا تتناسب مع دخل السائقين، ويشير إلى أن السيارة التي يعمل عليها ليست ملكه، وبالتالي يجد صعوبة في حال تم حجزها، إذ يتعين عليه انتظار حضور المالك الأصلي لرفع الحجز، مما يسبب له ارتباكًا وتعقيدًا في التعامل مع مالك السيارة.
ورصد مراسل عنب بلدي في القامشلي انتشارًا لحواجز المرور على مختلف الطرقات منذ مطلع كانون الثاني الحالي، علمًا أن هذا الانتشار تزداد وتيرته خلال فترات المناسبات والأعياد.
وتكثف حواجز المرور نشاطها خلال فترات حملات التجنيد الإجباري، ما يزيد من التحديات التي يواجهها السكان في التنقل ويؤثر على حركة المرور بشكل عام، بحسب المراسل.