كل عام مع دخول فصل الشتاء، يزداد الطلب على شراء أو ارتداء “الفروة” داخل سوريا وفي الدول التي يشيع استخدام “الفروة” فيها.
و”الفروة” عباءة شتوية مصنوعة من الجوخ وأنواع قماش أخرى، ومبطنة من الداخل بفراء الأغنام، أو الأرانب في بعض الأحيان، وغالبًا ما تكون “الفروة” مطرزة الأكمام .
وذكر محمد، وهو أحد تجار “الفروات” في منطقة باب الجابية في دمشق، فضلت عنب بلدي عدم ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية، إن صناعة “الفروات” و”البشوت” (العباءات الصيفية)، و”النصاصي” (عباءات شتوية دون أكمام)، وغيرها من منتجات الجلود الطبيعية والصناعية باتت تتركز في محافظتي دمشق وحلب، بعد أن كانت معرة النعمان تتصدر المدن السورية بإنتاج “الفروات”.
يعتمد تصنيع “الفروات” إما على الفرو الطبيعي وغالبًا ما يكون فرو أغنام، أو على فراء صناعية محلية أو مستوردة من الصين وإيران، بحسب ما ذكر التاجر.
ويعد الفرو “الطفيلي” من أجود أنواع الفراء والأغلى ثمنًا، ويتكون من جلد وصوف الأغنام الصغيرة، ما يجعلها مرغوبة لخفة وزنها ونعومة ملمسها.
ويستورد التاجر محمد الفرو الطفيلي من إيران، ويزيد سعر “الفروات” المصنوعة من الفرو الطفيلي داخل سوريا على مليوني ليرة سورية، ويتم إنتاجها عند الطلب نظرًا لغلاء سعر المواد الخام المكونة لها.
وتعتبر تجارة وتصنيع الفروات موسمية، إذ يتم التصنيع في فصل الصيف، ويبدأ عرض المنتجات النهائية والتصدير إلى الدول المعنية مع بداية فصل الشتاء.
سوق الخليج العربي
رصدت عنب بلدي أسواقًا محلية ومواقع تسوق إلكترونية في الخليج العربي عامة، وفي السعودية على وجه التحديد، تبيع “فروات” ذات صناعة سورية.
ولا يعد تصدير “الفروات” السورية حديث العهد، إذ ذكر تاجر “الفروات” محمد، أن تصدير المنتجات الصوفية من “فروات” وعباءات وغيرها يتم برًا إلى كل من السعودية والكويت والإمارات وقطر منذ سنوات.
ولا يخلو السوق السوري المحلي من مبيع ” الفروات”، وتتفاوت أسعارها بحسب نوعية المواد المستخدمة فيها، ووفقًا لسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، وفقًا لما ذكره التاجر.
كما تباع “الفروات” المصنعة من قماش “السويد” و “الشامواه” ضمن سوريا، لمعقولية أسعارها مقارنة بالأقمشة غالية الثمن، ويتراوح سعرها في الأسواق السورية 200- 300 ألف ليرة سورية.
أما بالنسبة إلى الأنواع التي يجري تصديرها إلى دول الخليج، ُيعتمد بشكل أكبر على “الفروات” المصنعة من قماش “السلكة” و”الطفيلي” لجودة خامتها، إضافة إلى باقي أنواع “الفروات” وفقًا للطلب.