شهدت المعارك الدائرة جنوبي لبنان، بين قوات تابعة لـ”حزب الله” وقوات الاحتلال الإسرائيلي، على الحدود مع فلسطين المحتلة، تطورًا لافتًا، بإعلان إسرائيل تنفيذ قوة خاصة لعملية داخل لبنان.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي اليوم، الثلاثاء 16 من كانون الثاني، في منشور عبر حسابه في “إكس”، إن “قوة خاصة أزالت تهديدًا في منطقة عيتا الشعب”.
وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل استخدام قوات خاصة لتنفيذ عمليات داخل لبنان، منذ اندلاع المعارك في تشرين الأول 2023.
أفيخاي قال كذلك إن طائرة هاجمت منصة إطلاق قذائف مضادة للدروع في منطقة كفركلا، جنوبي البلاد.
ولم يذكر المتحدث أي تفاصيل عن العملية.
وشهدت الحدود تصعيدًا كبيرًا للقصف الإسرائيلي اليوم، وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية (حكومية) اليوم، إن أكثر من 15 غارة استهدفت أطراف وادي السلوقي وطيرق رب ثلاثين.
كما أغارت مسيرة إسرائيلية على منطقة عيتا الشعب، وتعرضت منطقة كفركلا لقصف بقذائف فوسفورية.
فيما أعلن “حزب الله” عن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين قرب مستوطنة “إفن مناحم” اليوم، بعدما نفذ ثماني عمليات، الاثنين.
زيارة هوكشتاين دون نتيجة
ويأتي التصعيد جنوبًا، بالتزامن مع الجهود السياسية للولايات المتحدة الأمريكية، لضمان عدم توسيع العمليات العسكرية ودخول كامل لبنان في الحرب.
ولهذا الغرض، زار المبعوث الأمريكي، آموس هوكشتاين، الخميس، ويبدو أن نتائج الزيارة لم تكن مرضية للطرفين، اللبناني والأمريكي.
صحيفة “الأخبار” المقربة من “حزب الله”، ذكرت اليوم أن هوكشتاين حمل تهديدًا مبطنًا بشن إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضد الحزب، وعلى لبنان أن يرى ما يحصل في غزة، في حال لم يبتعد الحزب لمسافة سبعة كيلومترات.
رد المسؤولين اللبنانيين، وفق الصحيفة، كان المطالبة بتطبيق القرار الأممي “1701” بشكل كامل، والذي يشمل انسحاب الحزب من الحدود، وانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا والنقاط الحدودية المختلف عليها.
بالإضافة للانسحاب من خراج بلدة الماري التي أعادت إسرائيل احتلالها عام 2006، كما تتوقف عن انتهاك المجالين الجوي والبحري للبنان.
وكالة “رويترز” أشارت في تقرير نشرته في 11 من كانون الثاني، إلى أن واشنطن “تتخوف من أن تؤدي الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة، لانتشار العنف في كل المنطقة”.
فيما نقل موقع “آكسيوس” الأمريكي، عن مسؤول لم يسمه في البيت الأبيض، قوله إن لقاءات هوكشتاين مع مسؤولين سياسيين وعسكريين لبنانيين، تهدف بشكل مباشر لدفع النقاشات حول كيفية الوصول لتفاهمات تؤدي لاستعادة الهدوء على الحدود.
ووصلت أعداد الضحايا اللبنانيين إلى 135 شخصًا نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية، فيما وصلت أعداد الجرحى إلى 612 شخصًا، وفق بيانات وزارة الصحة اللبنانية.