إدلب..
ضعف شبكة وارتفاع أسعار.. “سيريافون” تخيب آمال مستخدميها
خيبة أمل كبيرة أصابت مازن، جراء عدم قدرته على الاتصال عبر خطه “سيريافون” الذي اشتراه لحل مشكلة الاتصالات أثناء تجواله لعرض بضاعته بين القرى وأرياف إدلب، واضطراره للوقوف في القرى للاعتماد على خدمات شبكات الإنترنت الفضائية المجانية التي يقدمها أصحاب الشبكات لعابري السبيل.
ويعتمد الأهالي في إدلب على شبكات الإنترنت الفضائية في اتصالاتهم، بسبب ارتفاع أسعار خطوط الاتصالات وتكاليف الرصيد الباهظة، وعدم انتشار شبكات تغطيتها بشكل كاف.
وفي آب 2023، أطلقت “سيريافون” خدمات الاتصال والرسائل النصية ومكالمات الفيديو والإنترنت من الجيل الخامس، وقال نوار كدرش، أحد وكلاء الشركة، إنها انتهت من التجهيزات الأولية للاتصالات، وبناء أبراج الاتصالات ونقاط الوصل الضوئية، وخلال تجريب الخطوط كانت سرعة الرفع على الإنترنت، عبر خطوطها “5G”، تبلغ 50 ميغا بايت، وهي سرعة عالية جدًا.
وتابع الوكيل، أن خدمات الاتصالات التي قدمتها الشركة كانت دون المأمول، وخيبت ظن مستخدمي الشبكة الذين كانوا يأملون حل مشكلة الاتصال، وتحديدًا خلال التنقلات.
مازن العلبي، تاجر يعمل في توزيع المواد الغذائية على المحال التجارية والبقاليات في قرى وأرياف إدلب، اشترى خط “سيريافون” للتواصل مع زبائنه من أصحاب المحال التجارية، وتأمين مستلزماتهم من المواد الغذائية حتى لا يتكبد عناء الذهاب إليهم بشكل مسبق دون جلب كامل ما يرغبون بشرائه.
قال مازن، إن الشبكة ضعيفة ولا تغطي جميع المناطق، وهو يحاول التواصل مع أصحاب المحال للتأكد من وجودهم وتوفر مستلزماتهم قبل الذهاب إليهم، لكن شبكة الاتصال لا تساعد في حل المشكلة، ما يضطره للبحث عن الشبكات المجانية، والوقوف المتكرر لإرسال الرسائل الضرورية وانتظار وصول الرد، ما يعني ضياع الكثير من الوقت.
من جانبه، قال عامر البني (41 عامًا)، وهو تاجر مهجر يقيم ويمارس مهنته في إدلب، إن شبكة الاتصالات غير فعالة، ولا يوجد ما يلبي حاجة الاتصال خلال التنقل، وهو ما يدفعه لاستخدام أكثر من خط.
أسعار مرتفعة
يرى مواطنون في إدلب التقتهم عنب بلدي، أن أسعار خطوط “سيريافون” مرتفعة، ولا تتناسب مع الخدمات التي تقدمها الشبكة.
وبخلاف خطوط الاتصالات الأخرى في إدلب، فإن رصيد تعبئة “سيريافون” ليس “تراكميًا”، بمعنى أن الرصيد المتبقي في نهاية الشهر لا يمكن الاستفادة منه، ما يجعل المشتركين يفضلون باقات الشحن من الفئات الصغيرة، في حال شراء الخطوط.
عبد الله المصري (41 عامًا)، يعمل سائق حافلة نقل ركاب صغيرة (سيرفيس)، قال إن سعر الخط يبلغ 15 دولارًا أمريكيًا، وتكلفة شحن الخط ثلاثة دولارات أمريكية على الأقل، وفي حال عدم تعبئة الخط لمدة ثلاثة أشهر يضطر المستخدم لدفع مبلغ 10 دولارات لإعادة تفعيله.
ومقارنة بالخطوط المحلية الأخرى، كـ”سيريانا” يعتبر هذا الخط أجدى ماديًا، إذ لا فرق كبير في جودة الاتصال في حين أن تكاليف شحن خط “سيريانا” مساوية لشحن خط “سيريافون” (3 دولارات) شهريًا، لكن رصيد “سيريانا” تراكمي أي أن المواطن لا يضطر لتعبئة الرصيد إلا حين ينهي رصيده.
بدوره، قال سالم المصطفى (45 عامًا)، إن أسعار الخطوط في إدلب مرتفعة وباهظة الثمن، ولا يمكن لرب الأسرة تحمل شراء خطوط لأبنائه للتواصل معهم أثناء ذهابهم للجامعة وتنقلاتهم، “كنا نأمل من شركة (سيريافون) أن تقدم أسعارًا منافسة وأقل من شركات الاتصالات الأخرى”، يضيف الرجل.
تعهدات بتحسين الخدمة
في وقت سابق أعلنت شركة “سيريافون” عبر معرفاتها الرسمية توقفها عن الخدمة بشكل كامل، بسبب عطل تقني مفاجئ، مما أدى إلى توقف الخدمة بشكل مؤقت.
وأوضح القائمون على الشبكة أن الفريق التقني أجرى صيانة شاملة ومعالجة لأماكن الخلل، لإعادة الخدمة للمشتركين بأسرع وقت ممكن، وأفضل مما كانت عليه، مع تعهد بالعمل بكل جهد لصيانة الأعطال، ومنع حدوث مثل هذه الحالات مستقبلًا.
ونهاية آذار 2022، تداولت صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي أنباءً عن “اقتراب” موعد افتتاح أول شركة اتصالات خلوية في مدينة إدلب، شمالي سوريا، وسط اتهامات حينها بتبعيتها لـ”هيئة تحرير الشام”.
وبحسب الصورة المتداولة حينها، اتضح أن اسم الشركة “Syria Phone” (سيريا فون)، دون أن تنشر حينها معرفات “المؤسسة العامة للاتصالات” التابعة لـ”حكومة الإنقاذ” أي تفاصيل حولها.
وفيما يتعلق بتبعيتها، قال مدير “المؤسسة العامة للاتصالات”، حسين المصري، إن شركة “سيريافون” لا تتبع لـ”حكومة الإنقاذ”، وإنما هي شركة مساهمة، مشيرًا إلى أن العلاقة بينها وبين “الحكومة” قائمة على تقديم الأخيرة التسهيلات للشركة، ومنح الترخيص وكل ما يلزم لتقديم أفضل الخدمات للأهالي، على أن تلتزم الشركة بتقديم الخدمات للمشتركين عبر مذكرة تفاهم وقعت بين الشركة و”الحكومة”.
اقرأ المزيد: مزوّد صيني.. “سيريافون” تبدأ خدمات تجريبية لـ”الجيل الخامس” بإدلب
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :