أطلقت شركة خاصة في محافظة إدلب خدمة سيارات أجرة (تاكسي) لتسهيل التنقل بين مناطق الشمال السوري، مع ميزة وجود سيارات تقودهن سيدات.
أثار إطلاق الشركة خدماتها ردود فعل متباينة، بين من رأى بأنها خطوة جيدة في طريق تحسين الخدمات في المنطقة وتأمين فرص عمل لعشرات الشباب، ومن رآها أمرًا اعتياديًا يصطدم بواقع اقتصادي متردٍ وسط توفر السيارت العمومية، ووسائل النقل الداخلي.
75 فرصة عمل
تحمل الشركة اسم “الوسيم تاكسي”، وتقدم خدمة التوصيل، ومركزها الأساسي في مدينة الدانا شمالي إدلب.
المدير التنفيذي للشركة، محيي الدين موصللي، قال لعنب بلدي، إن الشركة تؤمّن فرص عمل لأكثر من 75 شخصًا بين سائقين وإداريين، وتوفر 25 سيارة “تاكسي” تنتشر في مواقف مخصصة.
وتصل الخدمة للعملاء عن الطريق التواصل عبر تطبيق “واتساب”، وتتميز سيارات الشركة باللون الأبيض، مع وجود سيارات مخصصة للسيدات تقودها سائقات بشريط ذي لون زهري يغطي السيارة.
وأوضح موصللي أن أجور رحلات السيارات هي نصف دولار أمريكي عن كل واحد كيلو متر (الدولار يعادل 30.4 ليرة تركية)، لافتًا إلى أن التسعيرة هي بمستوى أجور خدمة أي “تاكسي” عامة.
ولفت إلى أن الشركة تؤمّن السيارات مزوّدة بشاشة إلكترونية، وكاميرات للعداد، وخدمة “WIFI-5″، وخدمة تتبع الموقع (GPS).
وتضم الشركة أقسامًا إدارية من مجلس الإدارة ، وخدمة العملاء (Call Center)، وقاعة اجتماعات، وقسم مراقبة وإشراف، ومدير مالي.
ويرى موصللي أن المجتمع مرحب بفكرة الشركة، معتبرًا أنها تقدم خدمة جيدة للمنطقة، وخدمات نقل براحة للعميل.
آراء متباينة
أبدى محمد الباشا (32 عامًا) من سكان مدينة سرمدا شمالي إدلب إعجابه بإطلاق الخدمة، وقال لعنب بلدي، إن تحديد الأجور الرحلات بشكل واضح أمر جيد، ويمنح الزبون التفكير بحساب التكلفة التي سيدفعها قبل طلبه بعكس “التاكسي” العمومية، إضافة إلى وجود سائقات من السيدات.
من جانبه، اعتبر مجد الشامي (42 عامًا) ويقيم في إدلب، أن الشركة لا تقدم خدمات جديدة غير مألوفة، فالتواصل مع “التكاسي” عبر “واتساب” أصبح شائعًا.
وذكر أن سائقي السيارات العمومية يمكن مفاوضتهم على الأجور، لافتًا إلى أن استخدام “التاكسي” كوسيلة نقل من قبل معظم الأهالي يكون للضرورة القصوى، أو في الحالات الطارئة نظرًا إلى ارتفاع أجورها مقارنة بوسائل النقل الاخرى.
رامي الأحمد مهجر من ريف حماة ويقيم في الدانا قال لعنب بلدي، إنه يحاول التملص من ركوب السيارات (السرافيس) في أثناء ذهابه للعمل في مدينة إدلب، ليتجنب أجور النقل المرهقة.
وتساءل في حديثه لعنب بلدي، كيف له أن يستقل “تاكسي” وهو عاجز عن تأمين أجرة المواصلات في سيارات النقل الداخلي، مضيفًا أن “التاكسي” وسيلة قلما يعتمد عليها الأهالي.
وتتراوح أجور المياومة في مناطق إدلب بين 60 و100 ليرة تركية (ثلاثة دولارات وسطيًا)، وتختلف باختلاف عدد ساعات العمل وطبيعة المهنة من زراعة أو أعمال يدوية أو أعمال بناء.
لا تؤثر على سوق العمل
أثر ارتفاع أسعار المحروقات المتكرر على أجور “التاكسي”، ما أسهم بتقليل الطلب عليها وتراجع عملها.
حسن العبدو صاحب سيارة “تاكسي” في إدلب قال لعنب بلدي، إنه يحدد أجور الطلبات بالاتفاق مع كل زبون على حدة، وتكون بالحد الأدنى لكسب الطلب مع كثرة السيارات العاملة في المنطقة.
وأضاف أن افتتاح شركة “تاكسي” لن يؤثر على سوق العمل المتضرر أصلًا بقلة الطلب، كما أن تحديد أجور رحلات الشركة بالدولار ينفر الزبائن ويؤدي إلى رفع متكرر لأجور النقل.
ويباع ليتر المازوت المستورد بـ1.078 دولار (32.7 ليرة تركية)، وليتر المازوت المكرر بـ0.689 دولار، وليتر البنزين بـ1.279 دولار.
ولا تعتمد سيارات الأجرة الخاصة تعرفة ركوب ثابتة، كما لا تحدد مديرية النقل أجرة هذه السيارات، إنما يتم الاتفاق بين السائق والزبون على تسعيرة، وترتبط بُعرف سائد بين سائقي السيارات حيث لا تقل أجرة توصيل لمسافة عشرة كيلومترات عن مئة ليرة تركية.
وتختلف وسائل تنقل الأهالي في الشمال السوري، أبرزها الاعتماد على الدراجة النارية التي تعد وسيلة رخيصة لكنها لا تلبي جميع الاحتياجات كما أنها خطرة في حالة وقع حوادث.
وتنتشر ظاهرة الاعتماد على سيارات عامة للوصول إلى المكان المنشود، وتحمل مخاطر على “عابر السبيل” وعلى السائق، في طرقات تشهد حوادث سير بشكل شبه يومي.
اقرأ أيضًا: “التوصيلة” في طرقات الشمال السوري محفوفة بالمخاطر
–