يعيش قطاع غزة، جنوبي فلسطين المحتلة، اليوم الـ100 من العملية العسكرية الإسرائيلية “السيوف الحديدية”.
وخلال 100 يوم، أدت الغارات الجوية على مدن القطاع، والاجتياح البري لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى مقتل 23 ألفًا و968 شخصًا، وإصابة 60 ألفًا و582 آخرين، وفق بيانات وزرارة الصحة الفلسطينية في غزة.
كما قُتل 337 شخصًا من الكوادر الصحية، فيما بلغت نسبة الأطفال والنساء 70% من إجمالي الضحايا.
العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع لم تسفر حتى اليوم عن استعادة الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأسرى الذين اعتقلتهم “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) بعملية “طوفان الأقصى” في 7 من تشرين الأول 2023.
وشنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي اليوم، الأحد 14 من كانون الثاني، غارات على عدة مناطق في القطاع.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن 50 فلسطينيًا قتل جراء الغارات اليوم.
وشهدت مصافي نفط إسرائيلية، قرب مدينة حيفا المحتلة، انفجارًا ضخمًا، أرجعته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية لزيادة في الضغط داخل المنشأة، ونقلت عن مسؤولين نفيهم تعرضها لأي هجوم.
وفي سياق منفصل، قالت “وفا” اليوم، إن عشرات المستوطنين اقتحموا ساحة المسجد الأقصى في القدس المحتلة، تحت حماية من الشرطة الإسرائيلية، التي منعت بدورها عددًا كبيرًا من الفلسطينيين دخول المسجد.
وبلغ عدد القتلى الإسرائيليين 1250 شخصًا، ولا يزال أكثر من 130 شخصًا أسرى لدى “حماس”.
لا علامات على نهاية الحرب
وفي ظل عدم قدرة إسرائيل على استعادة الأسرى، والخلافات الداخلية الإسرائيلية والتهديدات المتكررة بتوسيع رقعة الصراع، لا يبدو أن نهاية العمليات العسكرية قد تكون قريبة.
ومنذ انطلاق العمليات العسكرية، شهد القطاع هدنة واحدة لأسبوع، أفرجت خلالها إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، ضمن عملية تبادل مع “حماس”.
وكالة “أسوشيتد برس” قالت في تقرير اليوم، إن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى دمار غير مسبوق في القطاع، لكن “حماس” لا تزال دون أضرار كبيرة.
وأضافت إن الإسرائيليين “يعيشون صدمة عميقة”، فيما يرفض نتنياهو التنحي عن منصبه رغم انعدام الثقة به، كما لن تعود إسرائيل أبدًا كما كانت، وفق الوكالة.
وأشارت في المقابل إلى أن الغارات الإسرائيلية هي الأكثر كثافة في التاريخ الحديث، مع مقتل 1% من السكان، وآلاف المفقودين وتهجير 80% منهم إلى أماكن أخرى.
ووسط كل هذه الكوارث، يواجه القطاع الصحي في القطاع خطر الانهيار، وفق الوكالة.
فيما نقلت صحيفة “الجارديان” عن المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، قوله إن القطاع يقترب من المجاعة.
مظاهرات في إسرائيل
شهدت مدن إسرائيلية مظاهرات للمطالبة باستعادة الأسرى الذين أسرتهم “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) بعملية “طوفان الأقصى”، في 7 من تشرين الأول 2023.
وانطلقت المظاهرات مساء السبت، وتستمر حتى مساء اليوم، الأحد، في الساحة التي سميت “ساحة الأسرى” في تل أبيب.
وجاءت المظاهرات التي استمرت 24 ساعة، مع مرور 100 يوم على بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، التي أدت بدورها إلى مقتل آلاف الفلسطينيين نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية.
وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” اليوم، الأحد 14 من كانون الثاني، إن 120 ألف شخص شاركوا في المظاهرات المطالبة باستعادة الأسرى.
وأشارت إلى أن هذه المظاهرات “هي الأكبر”، وهاجم المحتجون الحكومة الإسرائيلية “لعدم فعل كل ما يمكن لاستعادتهم”.
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مؤتمرًا صحفيًا، السبت، اعتبر فيه أن الاحتلال “سيواصل الحرب حتى النصر الكامل”.
وأشار إلى أن “محكمة العدل الدولية” لا يمكنها إيقاف إسرائيل ومنع الحرب، وسيتجاهل أي حكم صادر منها.
ورفعت جنوب إفريقيا، في 29 من كانون الأول 2023، دعوى ضد إسرائيل وتمثلت بطلب من 84 صفحة، لاتخاذ إجراءات، باعتبار أن عمليات الجيش الإسرائيلي وتصرفاته تشكل إبادة جماعية في غزة.
من جهتها، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، قوله إن كل دقيقة تمر هي دقيقة حرجة، مشيرًا إلى استخدام قواته “طرقًا سرية” لاستعادة الأسرى.
وفي المقابل، شهدت عدة مدن حول العالم مظاهرات، منها في العاصمة البريطانية، لندن، ومدن أمريكية، طالبت بإيقاف الحرب على غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر معبر “رفح” الحدودي مع مصر.
–