كلاكيت سابع مرة.. اطلاع لبرا

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

للمرة السابعة تاريخيًا يدخل منتخب النظام السوري لكرة القدم بطولة أمم آسيا، سبع نسخ شاركت فيها أجيال الكرة في البلاد ضمن هذه المسابقة من أصل 18 نسخة الرقم الحالي لهذه المسابقة في الدوحة، وإذا ما استثنينا النسخ الست الأولى التي لم تكن تشارك بها المنتخبات العربية بسبب وجود منتخب الكيان الصهيوني على لوائح القارة الآسيوية، فتكون أجيال المنتخب قد شاركت بسبع نسخ من أصل 12 في أعوام 1980 – 1984 – 1988 – 1996 – 2011 – 2019 – 2024، والسمة الأبرز التي اتسمت بها أجيال المنتخب هي الخروج السريع من الدور الأول.

وخلال 21 مواجهة لعبتها أجيال المنتخب في المسابقات الست تاريخيًا تم تسجيل سبعة انتصارات وثلاثة تعادلات و11 هزيمة، مع 17 هدفًا للمنتخب، و28 هدفًا في الشباك، والمواجهات كانت أمام منتخبات السعودية (3)، والكويت (2)، وفلسطين والأردن (2)، وكوريا الجنوبية واليابان (2)، وأوزبكستان والصين (3)، وأستراليا وقطر والبحرين وبنغلاديش وكوريا الشمالية وإيران.

ولم يُعرف عن الملاعب السورية أنها استضافت بطولة كأس أمم آسيا للرجال ولا حتى للشباب والناشئين أيضًا، فيما استضاف لبنان كأس أمم آسيا في العام 2000، واستطاع المنتخب الأردني أن يصل إلى الدور ربع النهائي في البطولة وتأهل إلى الدور الأول أكثر من مرة، فيما حاز المنتخب العراقي لقب البطولة في العام 2007، والأردن مع لبنان والعراق بجوار ومحيط الخريطة السورية، ولولا أن الأراضي الفلسطينية ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي لكانت منتخباتها قد فعلت فعلها ونافست بقوة وعزيمة.

خلال النسخ الست التي شارك بها منتخب النظام السوري في البطولة الآسيوية وصولًا إلى يوم افتتاح البطولة الحالية في دولة قطر، تعاقب على الكرة السورية 28 تشكيل اتحاد كرة رسمي ومؤقت وتصريف أعمال، و32 مدربًا أجنبيًا وعربيًا ومحليًا لمنتخب الرجال منذ العام 1980 تاريخ أول مشاركة في بطولة أمم آسيا بالكويت.

ما الجديد في هذه النسخة؟ كل الأمور وكل الظروف تعيد نفسها، طرد أحد المحترفين المهمين على أساس فني معلن وعلى أساس سياسي مبطن، سابقًا كان فراس الخطيب في بطولة 2019 بالإمارات العربية المتحدة، واليوم مع عمر السومة قبل أيام من بداية البطولة.

المدرب أجنبي ولم يخض مباريات ودية ومعسكرات كافية لصنع فارق جديد في البطولة، هذه المرة فقط عدد اللاعبين القادمين خارج البلاد بأصول سورية أكبر، معظمهم يلعب في أندية أوروبية من الصف الثاني والثالث، ومنهم من يلعب في أندية أرجنتينية، يعول عليهم المدرب كثيرًا لإنقاذه من ورطة أوزبكستان وأستراليا بنتيجة التعادل ومن ثم طموح الفوز على الهند لحجز البطاقة الثانية أو الثالثة في المجموعة، والتأهل لأول مرة نحو الدور الثاني في البطولة، أما القائمون على المنتخب من اتحاد ومنظمة رياضية ولاعبين سابقين مغتربين فما زالوا يرددون نفس الغزل وأبيات الشعر وشعارات حول حب الوطن وفرح الجماهير ووحدة الشعب واللعب لقميص المنتخب، ما علينا.

إذا كان انتصار النظرية الكروية لدى القائمين على المنتخب بالتأهل للدور الثاني ومن ثم أهلًا وسهلًا بالخروج من البطولة، فهنيئًا لكم ما تم صرفه على المدرب ومساعديه ومدرب حراسه ولو أن المدفوع ليس من جيب أو خزينة اتحاد كرة القدم، فمن دفع وتكفل بالمهمة أنجز مهمته وانتهينا، وإذا كانت القلوب تخفق للوصول إلى ما هو أبعد من الدور الثاني فهذا لن يحدث، لأن المنتخب غير متجانس ولم يجرِ سوى مباراتين وديتين في الأيام القليلة الماضية، وكانت النتيجة هي التعادل أمام أسلوب المدرب هيكتور كوبر الذي يعشق الدفاع والتمترس حول حارس المرمى واللعب على المرتدات.

في الحقيقة، هذا المنتخب سيخرج من الدور الأول كما في المرات السابقة، كلاكيت سابع مرة، وتفضل اطلاع لبرا، لأن الشعارات وزحمة الأسماء المحترفة لم تعد تأتي بثمار مهمة في كرة القدم، أسلوب الشحن الوطني والعقائدي خرج من قواميس المنتخبات العربية منذ زمن طويل، فما بالكم بمنتخبات وسط وشرق آسيا، سيتقاذفون التهم في الحلقة الأخيرة ضمن الدور الأول أو الثاني، سيقيلون المدرب ومساعديه وسيرمي الاتحاد بكل سيئات المرحلة على أشخاص بعينهم، وعندما تغضب الجماهير ستتم إقالة الاتحاد ولن يبقى من اللاعبين المحترفين سوى اثنين أو ثلاثة للأيام المقبلة، سيأتي كادر فني جديد واتحاد جديد ينسف عمل من هم قبله إن كان يسمى “عملًا”، ويبدأ من جديد مع طاحونة تطحن الجيل وتخلط الحابل بالنابل.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة