الأهالي يشتكون
الحسكة.. أطباء يرفعون أجور المعاينات و”الإدارة” تبرر
الحسكة – ريتا الأحمد
أضافت زيادة تكلفة المعاينات الطبية عبئًا اقتصاديًا على مدنيين من سكان محافظة الحسكة، في وقت يعانون فيه ظروفًا معيشية صعبة أسوة بمختلف مناطق السيطرة والنفوذ في سوريا.
وارتفعت أسعار المعاينات الطبية في محافظة الحسكة على وجه الخصوص بشكل ملحوظ، لدرجة جعلت بعض السكان ينصرفون عن زيارة الطبيب إلا في حالات الضرورة القصوى، بحسب ما قاله عدد من أبناء المحافظة لعنب بلدي.
بدائل مؤقتة
تقيم شيلان شيخو ذات الـ27 عامًا في حي حلكو بمدينة القامشلي شرقي الحسكة، وتعاني ألمًا مستمرًا في الرأس منذ أشهر، بحسب ما قالته لعنب بلدي، لكنها تجد نفسها مضطرة لاستخدام المسكنات لتخفيف الآلام، رافضة فكرة مراجعة طبيب، بسبب ارتفاع أجور المعاينات الطبية.
شيلان أضافت أن لا قدرة مالية لديها تمكنها من تحمل تكاليف الفحوصات الطبية كالتصوير بالرنين المغناطيسي، أو إجراء فحص عبر جهاز تصوير الطبقي المحوري، إذ تبلغ تكلفة هذه الفحوص الطبية أكثر من 150 دولارًا حيث تقيم.
وعلى الرغم من الزيادة التي طرحتها “الإدارة الذاتية” على رواتب الموظفين، ووصول راتبها الشهري إلى مليون ليرة سورية، أشارت شيلان إلى أن مدخولها الشهري لا يكفي لتغطية تكاليف العلاج الطبي الضروري وحده، ما يجعلها غير قادرة على مراجعة طبيب.
شيلان التي تعمل معلمة صف في مدرسة شرقي الحسكة، قالت إنها تعتمد على دواء مسكن للآلام يحمل اسم “Relief” وهو هندي المنشأ، ويبلغ سعر العلبة منه 10000 ليرة سورية، ويشكل حلًا سريعًا لتخفيف الآلام، وفق تعبيرها.
ولم تخفِ الفتاة العشرينية خوفها من تدهور وضعها الصحي، لكن الصعوبات المالية التي تواجهها في الحصول على العناية الطبية تدفعها إلى تجاهل هذه المخاوف.
زيادة مفاجئة.. الأدوية مشروطة
هيلدا عنتر، هي ربة منزل، وأم لثلاثة أطفال، من سكان مدينة القامشلي، قالت لعنب بلدي، إنها تأثرت بشكل مباشر بارتفاع أسعار المعاينات الطبية في المحافظة، إذ تحتاج بشكل دوري لاصطحاب أطفالها إلى الطبيب لأسباب مختلفة، لكنها لم تعد قادرة على ذلك.
طبيب الأطفال في القامشلي الذي اعتادت هيلدا اصطحاب أطفالها لعيادته رفع من أجور المعاينة بشكل مفاجئ، إذ وجدت نفسها مضطرة لدفع 60000 ليرة سورية مقابل معاينة أحد أطفالها، بعد أن كانت 40000 ليرة.
مسؤولة في “هيئة الصحة” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، تحفظت على ذكر اسمها كونها غير مخولة بالحديث إلى وسائل إعلام، قالت لعنب بلدي، إن من الصعب فرض قوانين تقييدية على الأطباء الذين يملكون عيادات خاصة، وخصوصًا فيما يتعلق بأجور المعاينات.
وأشارت إلى أن الأطباء الذين يعملون بمختلف التخصصات، يعتمدون في معايناتهم وفحوصاتهم على أجهزة طبية تبلغ قيمتها آلاف الدولارات.
وعلى الرغم من ارتفاع تكلفة المعاينات الطبية من قبل الأطباء، فإن الأزمة الاقتصادية تؤثر على القدرة المعيشية للمواطنين، بحسب المسؤولة في “هيئة الصحة”، إذ أشارت إلى أن “الإدارة الذاتية” افتتحت العديد من المشاريع الطبية مثل عيادات “الشعب” (مستوصف) بمختلف الأقسام والتخصصات.
وأضافت أن “الإدارة” افتتحت أيضًا مستشفيات “الشعب” (مستشفى وطني)، وأخرى متخصصة مثل مستشفى “القلب والعين”، ومستشفى “كوفيد”، ومركز “غسل الكلى”، وغيرها بهدف تقديم خدمات طبية بأسعار معقولة أو مجانية تمامًا.
وتستغل المستشفيات الخاصة، البالغ عددها ستة مستشفيات، في المنطقة التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، عدم وجود رقابة منظمة على القطاع الطبي الخاص، ما يتيح لها فرض أجور وتكاليف عالية تفوق قدرة الأهالي.
ويبلغ متوسط تكلفة المعاينة في قسم الأطفال بهذه المستشفيات نحو 60 ألف ليرة سورية.
وتعتبر بعض مدن وقرى محافظة الحسكة خارج المناطق التي تغطيها المنظمات الإنسانية والطبية، بينما يقتصر نشاط بعض هذه المنظمات على تقديم أنواع من الأدوية، وخدمات طبية بسيطة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :