الزراعات العلفية في درعا توفر التكلفة وتحقق الأرباح

الزراعات العلفية في درعا توفر التكلفة وتحقق الأرباح

camera iconمزارع يحرث أرضه في ريف درعا الغربي- 11 من آذار 2023 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

توسعت محاصيل الزراعات العلفية في درعا على حساب الزراعات الخضرية، مع إقبال مزارعي درعا ومربي الثروة الحيوانية على تأمين أعلاف محلية تسهم في تخفيف تكلفة الإنتاج على المربي عبر تخفيض تكلفة الأعلاف التي تلغي هامش الربح للمربي.

وتحقق الزراعات العلفية مردودًا اقتصاديًا للفلاح، كونها من الزراعات البعلية التي تعتمد على مياه الأمطار.

بسعر منخفض

زرع يوسف السالم (38 عامًا)، ويعمل مربيًا للمواشي في ريف درعا الغربي، أرضه بالشعير والفول، وأسهم هطول الأمطار نهاية كانون الأول 2023 في إنبات المحصول.

وقال يوسف لعنب بلدي، إن هدفه من زراعة الشعير والفول تأمين المواد العلفية وتخزينها لجرشها وتحويلها إلى أعلاف لمواشيه على فترات قد تمتد لعام كامل.

وأضاف يوسف أنه يشتري كيس العلف (50 كيلوغرامًا) بسعر 220 ألف ليرة سورية، وفي حال تخزين المواد العلفية تهبط تكلفة كيس العلف بحسب كمية المواد المخزنة.

ويضع يوسف في الخلطة العلفية ما يقارب 15 كيلوغرامًا من الشعير، و15 كيلوغرامًا من الفول، و10 كيلوغرامات من القمح، و5 كيلوغرامات من الذرة ومثلها من النخالة.

وفي حال تأمين مادتي الشعير والفول، يوفر المربي نصف تكلفة العلف، كما أن هناك زيادة في محاصيل “الجلبانة” و”الكرسنة” و”البيقية” و”النعمانة” التي تستخدم كأعلاف للأغنام والأبقار.

وقال يوسف، إن تجار المواد العلفية يشترون المواد في أثناء فترة الحصاد، ويبيعونها بأسعار مرتفعة بعد انتهاء الموسم، لذلك يسعى لتخزين هذه المواد من إنتاج أرضه، موضحًا أن غلاء الأعلاف يؤثر على أرباحه من الحليب، إذ يذهب سعره ثمنًا للأعلاف.

ووصل سعر كيلو حليب الأبقار في درعا إلى 4500 ليرة سورية يباع مباشرة للتاجر.

وقال عدد من مربي الثروة الحيوانية الذين التقتهم عنب بلدي، إن هدف زراعتهم هو تأمين الأعلاف لمواشيهم بعد ارتفاع أسعار الأعلاف.

وبلغت المساحات المزروعة بالشعير لهذا الموسم 454 ألفًا و234 هكتارًا، بنسبة تصل إلى 91% من خطة الإنتاج، وفق تصريحات مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة، أحمد حيدر، للوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).

في حين توقع مدير زراعة درعا، بسام الحشيش، زيادة مساحات محصول الشعير على الخطة الزراعية، إذ وصلت المساحات المزروعة بالشعير في درعا إلى 39 ألفًا و277 هكتارًا، بنسبة 100% من الخطة، في حين لا تزال الزراعات مستمرة، وفق ما نقلته صحيفة “الثورة” الحكومية.

مردود اقتصادي

لجأ بعض المزارعين في ريف درعا لزراعة المحاصيل العلفية بحثًا عن مردود مالي يعوضهم عن هجر الزراعات الخضرية، بعد غلاء تكاليف إنتاجها وقلة مياه الري، خاصة أن المحاصيل العلفية لا تحتاج إلى سقاية من مياه الري.

وتشهد المناطق الزراعية في ريف درعا جفافًا بمياه الري، بعد تراجع منسوب الآبار وجفاف البحيرات السطحية والينابيع التي كانت مصدرًا رئيسًا للمياه.

علي (30 عامًا) من سكان تل شهاب في ريف درعا، زرع أرضه، ومساحتها 20 دونمًا، بمحصولي الشعير والفول لأنه لم يرغب بتكرار زراعتها بالقمح، لتراجع أداء المحصول في حال تكرار الزراعة ذاتها.

وقال علي، إنه بعد جفاف مياه الري وغلاء مستلزمات الزراعة من أيدٍ عاملة، وأسمدة، وأدوية وغيرها، يجد المزارع في الزراعات العلفية مصدرًا يحقق له مردودًا ماليًا، عوضًا عن ترك الأرض دون زراعة.

ورغم أن الفول من فئة الزراعات البقولية، فإن هناك توجهًا لزراعته في درعا، لأن مجارش الحبوب أصبحت تعتمد عليه كمصدر للبروتين ضمن الخلطة العلفية، ما زاد الطلب عليه للسوق والمجارش، بحسب علي، إذ يبيعه بعض المزارعين الفول الأخضر للمائدة، وبعضهم يتركه حتى يجف ويحصده ويبيعه (فول حب) للمطاعم ولمجارش الأعلاف.

وهناك أنواع عدة للفول، منها القبرصي والمالطي والتركي.

المهندس الزراعي خالد سليمان، قال لعنب بلدي، إن الإقبال المتزايد على الزراعة العلفية مرده اعتماد هذه الزراعة على مياه الأمطار، وقلة حاجتها إلى الأسمدة والرش بالأدوية، أو الحاجة إلى أيدٍ عاملة كما هي الزراعات الخضرية.

وأضاف سليمان أن غلاء تكاليف الزراعة وجفاف مياه الري دفعا الفلاحين لتربية المواشي، وبالتالي زراعة أرضهم بمحاصيل علفية.

وتخفيفًا من حدة استيراد الأعلاف، عمدت مديرية زراعة درعا لزيادة مساحات الزراعة العلفية في الخطة الزراعية للموسم الحالي.

ووصلت المساحات المخطط زراعتها، بحسب مدير دائرة التخطيط والتعاون الدولي في مديرية زراعة درعا، وائل الأحمد، إلى 11 ألفًا و850 هكتارًا للموسم الحالي، مقابل سبعة آلاف و704 هكتارات، للموسم الماضي.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة