ألمانيا.. ما أسباب استقالة ستة سوريين من حزب “الخضر”

  • 2024/01/13
  • 5:02 م
صورة تعبيرية عن اجتماع ضمن فعاليات لحزب "الخضر" الألماني (موقع حزب "الخضر")

صورة تعبيرية عن اجتماع ضمن فعاليات لحزب "الخضر" الألماني (موقع حزب "الخضر")

أواخر عام 2023 استقال أعضاء سوريون من حزب “الخضر” الألماني، بسبب التغييرات السياسية “السلبية” الملحوظة في سياسات الحزب، كما وصفها الأعضاء المستقيلون، وخاصة في سياسة الهجرة واللجوء التي كانت السبب الأهم لانضمامهم للحزب.

وبعد محاولات من الأعضاء للتواصل مع قيادة الحزب وصانعي القرار داخله لإدخال مقترحاتهم، دون جدوى، اتخذ الأعضاء السوريون قرار الاستقالة.

واستقال من الحزب كل من رئيس جمعية الهجرة واللجوء، بكري حاج بكري، وعضو مجلس نورمبرغ للاندماج والهجرة، معتصم الرفاعي، ورئيس حزب “LAG” للهجرة واللجوء وسياسي في حزب “الخضر”، نور خاروف، وعضو إدارة “KV Neukölln”، قصي عامر، والمتحدث الرسمي باسم مجموعة العمل الفيدرالية المعنية بالهجرة، طارق العوس.

أسباب الانسحاب

لم يكن الانسحاب بالنسبة إلى الأعضاء السوريين في حزب “الخضر” قرارًا سهلًا، وذلك لمعرفتهم بأن التغيير السياسي يجري من الداخل، لكن تغير سياسة الحزب في الأشهر الأخيرة أثر بشكل رئيس على قرار الأعضاء ليتخذوا قرار الاستقالة الذي لا عودة فيه، وفق ما قاله  نور خاروف، أحد الأعضاء المنسحبين، لعنب بلدي.

نور خاروف قال إن فترة نشاط الأعضاء المنسحبين خلال السنوات الأخيرة كان باتجاه إنشاء مجتمع عادل للجميع والدفاع عن حقوق الإنسان، لكن اتجاه الحزب بدأ يشابه خطابات الكراهية لدى اليمين المتطرف ضد اللاجئين والمهاجرين بألمانيا، وذلك لكسب أصوات أكبر والوصول لأكبر عدد من المجتمع الألماني، وخاصة بعد “الانزلاق الواضح” باتجاه اليمين لدى المجتمع.

انضم نور خاروف إلى حزب “الخضر” عام 2020، لإيصال صوت اللاجئين وللحفاظ والدفاع عن حقوقهم، وقال إن العديد من الأشخاص انخرطوا بالعمل السياسي داخل الحزب بشكل كبير لتحسين أوضاع اللاجئين والمهاجرين سياسيًا.

وكانت الإشارات واضحة بتعارض حزب “الخضر” مع القيم الأساسية المنصوص عليها في نظامه، ولكنها تأكدت بعد موافقة الحزب على إصلاح نظام الهجرة واللجوء الأوروبي المشترك، وفقًا لخاروف.

بعد القرار أراد الأعضاء اتخاذ موقف تجاه السياسات “اللاإنسانية” من خلال تقديم الاستقالة من الحزب، بحسب تعبير الأعضاء المنسحبين.

وقدم الأعضاء المنسحبون أكثر من بيان ومراسلات لقيادة الحزب بشأن اتفاقية الحزب، دون الحصول على تجاوب.

لم تختلف أسباب انسحاب عضو مجلس نورمبرغ للاندماج والهجرة، معتصم الرفاعي، عن نور خاروف إذ لاحظ تغيرًا “سلبيًا” في سياسات الحزب، بعيدًا عن مبادئه الأساسية التي انضم من أجلها، وبالتحديد في سياسة الهجرة واللجوء التي تتبناها القيادة الحزبية في الحكومة الحالية.

تحميل اللاجئين مسؤولية مشاكل البلاد وتقديمها كـ”كبش فداء” فاقمت الخطاب العنصري ضد اللاجئين، وفق ما قاله معتصم لعنب بلدي.

واستقال من الحزب كل من رئيس جمعية الهجرة واللجوء، بكري حاج بكري، وعضو مجلس نورمبرغ للاندماج والهجرة، معتصم الرفاعي، ورئيس حزب “LAG” للهجرة واللجوء وسياسي في حزب “الخضر”، نور خاروف، وعضو إدارة “KV Neukölln”، قصي عامر، والمتحدث الرسمي باسم مجموعة العمل الفيدرالية المعنية بالهجرة، طارق العوس.

ونشر المتحدث الرسمي باسم مجموعة العمل الفيدرالية المعنية بالهجرة، طارق العوس، عبر حسابه الشخصي على موقع “اكس“، بعد الاستقالة، منشورًا يدعو من خلاله قادة الحزب للعودة إلى مبادئه.

أهداف حالية

أوضح نور خاروف، لعنب بلدي، أن الهدف الحالي للأعضاء المنسحبين استمرار النشاط في المجتمع المدني، إذ توجد عديد من المبادرات والمنظمات العاملة على حقوق اللاجئين والمهاجرين في أوروبا، ويرغب الأعضاء بالانضمام لبعض منها دون تحديدها.

وقال عضو مجلس نورمبرغ للاندماج والهجرة، معتصم الرفاعي، إن تقديم الاستقالة من حزب معين والاحتجاج على سياساته لا تعني بالضرورة التخلي عن المشاركة السياسية بشكل عام، بل يعكس الرغبة القوية بتحقيق التغيير التأثير على السياسات.

معتصم الرفاعي، يرى أن الأحزاب الحالية قد لا تلبي تطلعاته السياسية، ويمكن أن يكون دافعًا للبحث عن أساليب جديدة، وإمكانية إنشاء تحالفات ومبادرات ضمن المجتمع المدني تعكس مصالح المهاجرين واللاجئين، مع احتمالية النظر في الانضمام والمشاركة في تحالفات موجودة بالفعل وتعمل بفعالية.

التحدي الحقيقي بالنسبة لعضو مجلس نورمبرغ للاندماج والهجرة، يكمن في كيفية ضمان ومعرفة أن هذه الأحزاب متجاوبة وممثلة لجميع الأصوات من ضمنهم أصوات المهاجرين واللاجئين.

اللاجئون والسياسة الألمانية

تقدم في عام 2023، أكثر من 351 ألف شخص بطلب لجوء في ألمانيا، وتقدّر نسبة المتقدمين السوريين بـ 31.3%، بعدد 104 آلاف و561 سوريًا، بحسب إحصائيات رسمية مفصلة المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا “BMAF“، عن طلبات اللجوء في عام 2023، في كانون الثاني الحالي،

وفي إحصائية لمنصة “Statista” الألمانية المتخصصة بجمع البيانات وتحليلها، بلغ عدد اللاجئين السوريين الذين يعيشون في ألمانيا نهاية عام 2022، بلغ حوالي 923 ألف شخص.

وفي إجراءات مشتركة بين ست دول من الاتحاد الأوروبي، التشيك والمجر وألمانيا وبولندا وسلوفاكيا والنمسا، اتفق وزراء الداخلية، في 28 من تشرين الثاني 2023، على تكثيف الجهود لحماية الاتحاد الأوروبي من الهجرة غير الشرعية، واستهداف مهربي البشر الذين يعملون على حدودها.

وفي نهاية أيلول 2023، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، أن بلادها ستفرض ضوابط جديدة على الحدود مع بولندا وجمهورية التشيك بعد ارتفاع طلبات اللجوء.

وقالت في حديث، نقلته وكالة “رويترز“، “إن لم ننجح في حماية الحدود الخارجية بشكل أفضل، فإن الحدود المفتوحة داخل الاتحاد الأوروبي معرضة للخطر”.

ما هو حزب “الحضر”

تحالف “90/ الخضر”، أو ما يُطلق عليه الخضر للتبسيط، هو حزب سياسي أخضر في ألمانيا، تأسس عام 1993 من اندماج الحزب “الأخضر” الألماني و”تحالف 90″.

شُكّل الحزب إثر حركات احتجاجية نشأت في ثمانينيات القرن الماضي للمطالبة بالحفاظ على البيئة من التلوث الصناعي والطاقة النووية، ومنح المثليين حقوقهم.

ومنذ شباط 2022، تترأس ريكاردا لانج، الرئاسة الفيدرالية لحزب “الخضر”، وهي عضو في البوندستاغ وعضو في لجنة الأسرة ونائبة في لجنة العمل والشؤون الاجتماعية.

وتغلب فئة أصحاب الأعمال الحرة على ناخبي الحزب، ويشكل المحامون والأطباء الأكثرية منهم.

اقرأ أيضًا: الاتحاد الأوروبي يتوصل لاتفاق جديد للهجرة واللجوء

مقالات متعلقة

  1. خلاف حزبي حول "بطاقات الدفع" لطالبي اللجوء بألمانيا
  2. ميركل تعقد اجتماعًا لإنقاذ الحكومة
  3. تراجع شعبية ميركل لصالح خليفتها كارنباور في قائمة "أحب الساسة"
  4. ألمانيا تقر قانونًا يسرّع إجراءات طالبي اللجوء

حياة اللاجئين

المزيد من حياة اللاجئين