اللاذقية.. مشكلات تعوق الدفع الإلكتروني للفواتير
“لا إنترنت، ولا مصاري نشتري موبايلات حديثة، هدول ما بيلبقلن الدفع الإلكتروني”، قال إبراهيم (49 عامًا)، الذي أمضى يومًا كاملًا يحاول فيه عبثًا إتمام عملية دفع فواتيره عبر تطبيق شبكة “سيرياتيل” (أقرب إليك).
الضغط الكبير على التطبيق حال عائقًا دون إتمام عملية الدفع، فيما يبدو أن السبب كثرة الضغط على الشبكة، إذ كان إبراهيم الذي يسكن في حي الرمل الشمالي بمدينة اللاذقية يدفع جميع فواتيره عبر التطبيق قبل نحو شهرين تقريبًا دون أي مشكلات إلى أن أصبح الدفع الإلكتروني إلزاميًا مع بداية 2024.
مشكلة ضعف الإنترنت هي الأخرى تقف عائقًا خصوصًا في بعض أحياء مدينة اللاذقية، مثل بسنادا والدعتور، وغالبية القرى في المحافظة حيث شبكة الإنترنت سيئة جدًا، والتطبيق بحاجة لشبكة “4G” ليعمل بشكل صحيح، مثلما حدث مع إلهام (37 عامًا) موظفة حكومية، التي اضطرت لدفع الفاتورة في مكان دوامها الرسمي بمديرية المالية وسط المدينة.
ورغم أن الدفع الإلكتروني للفواتير يوفر الكثير من التعب والجهد على كبار السن، فإن عدم وجود هاتف محمول حديث يعوق إتمام المهمة، كحال “أبو اسماعيل” (67 عامًا)، وهو موظف متقاعد يمتلك هاتفًا محمولًا قديمًا جدًا، بالكاد يقول فيه “ألو”.
وتشتهر سوريا بارتفاع أسعار “الموبايلات” الحديثة بدرجة كبيرة، إذ إن أسعار الهواتف الجديدة تبدأ من مليوني ليرة على الأقل (كل دولار أمريكي يعادل 14600 ليرة)، بينما المستعمل لا يقل عن مليون ليرة، وهي مبالغ من الصعب توفرها لدى الغالبية من الأسرة في المحافظة.
اضطر “أبو اسماعيل” للاستعانة بجاره الشاب لدفع فواتيره، وخجل منه بعد أن أرهقه بثلاث ساعات من التجريب، لتنتهي المهمة بالفشل، ثم يخبره جاره بأنه سيجرب ليلًا حيث يكون الضغط أقل على الشبكة، لتنتهي المهمة بنجاح أخيرًا.
وليس لدى غالبية أهالي اللاذقية الذين بالكاد يمتلكون ثمن طعام يومهم أموال كافية لوضعها في حساباتهم ودفع الفواتير منها، ما يعني أنه وعند دفع كل فاتورة سيضطرون للذهاب إلى المحل وشحن رصيدهم ثم إتمام عملية الدفع، بطريقة مشابهة للدفع عبر المنافذ التقليدية تقريبًا.
وبعد زيادة الرواتب الحكومية 100% في آب 2023، بلغ الحد الأدنى للرواتب 186 ألف ليرة، بينما يبلغ متوسط تكاليف المعيشة في مناطق سيطرة النظام أكثر من 10.3 مليون ليرة سورية.
وأعلنت كل من مؤسسة المياه والاتصالات عن البدء بدفع الفواتير إلكترونيًا مع بداية 2024، قبل أن تعلن المؤسستان عن وجود مراكز جباية بالطريقة التقليدية.
لكن المشكلة بعدم توفر مركز جباية كافية، فمثلًا في اللاذقية تم تحديد مركز “8 آذار” للدفع بالشكل التقليدي، وهو مركز بعيد عن غالبية القرى ما يستدعي توفر أكثر من مركز ريثما يتم تحسين الخدمات اللوجستية المرتبطة بعملية الدفع الإلكتروني، من إنترنت كافٍ، وشبكة جيدة تحتمل الضغط.
ويستطيع المواطنون إتمام عملية الدفع الإلكتروني من خلال البنوك، مثل “التجاري” و”العقاري” و”الإسلامي”، أو عبر تطبيقي شركتي الاتصالات الخلوية في سوريا، “إم تي إن” و”سيريتل”.
وفي مسح أجرته الأمم المتحدة عام 2022 للحكومات الإلكترونية، حلت سوريا في المرتبة 156 عالميًا من إجمالي 193 دولة، بينما وصل ترتيبها في عام 2020 إلى المركز 131 عالميًا، ما يشير إلى تراجع وضع الخدمات الإلكترونية بمرور الأعوام في سوريا.
اقرأ أيضًا: الدفع الإلكتروني.. خطط حكومة دمشق تصطدم بالتطبيق
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :